وجزاكم الله خيرا ..
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[19 - 06 - 07, 03:10 ص]ـ
بعد طول انقطاع .. أحمد الله أن يسر العود لإتمام ما شرعت به .. والله المستعان
يقول رحمه الله تعالى:-
وكل ما قلت رجاله علا ... وضده ذاك الذي قد نزلا ..
هذا مبحث "العالي" و"النازل" .. أي الحديث العالي والحديث النازل,,
وقد اشتهر ما قاله يحيى بن معين وغيره: إسناد عالٍ وبيت خالٍ ..
أما البيت الخالي فللتفرغ للعلم .. بعيدا عن صخب الناس والأهل .. ولهذا كان بشرى خديجة رضي الله عنها"بيت من قصب لا صخب فيها ولا نصب"
وأما الإسناد العالي .. فهو أن يكون بين الراوي ورسول الله صلى الله عليه وسلم عدد قليل من الرواة بالنسبة لراوٍ آخر ..
وعلى هذا
فأعلى الأحاديث المسندة في كتب أهل السنة ثلاثة رواة .. أي قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم
-في صحيح البخاري اثنان وعشرون حديثا بثلاثة رواة
-وفي مسند أحمد .. أزيد من ثلاثمئة من الثلاثيات
وقال النسائي معلقا على حديث رواه وفيه أحد عشر راويا: أطول إسناد في الدنيا .. !
وليس من شك أن الإسناد كلما علا .. كان الحديث أوثق وأصح في الغالب .. ولهذا ربما ارتحل أحدهم طالبا علو سند لنفس الحديث الذي عنده
وفي هذا الزمان .. تطبيق ذلك جلي في رواية القرآن خاصة .. فهناك من تلقى القرآن عن شيخه .. وشيخه عن شيخه وهكذا إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه مثلا .. وانتهاء بالرسول صلى الله عليه وسلم .. ويكون بينه وبين قمة السند .. نحو اثنين وعشرين شخصا .. وهناك .. من بينه وبين الرسول ستة وعشرون شخصا .. وهكذا ..
فمن قصد الإجازة في كتاب الله تعالى مثلا .. فأشرف له وأليق أن يعمد إلى ذوي الإسناد العالي ..
والعلو قسمان: مطلق .. ونسبي
أما المطلق فهو بالنسبة إلى رأس الإسناد وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم
كما تقدم في الثلاثيات ونحوها
وأما العلو النسبي فبالنسبة لإمام يكون عليه مدار الحديث ..
فقد يروي أحد حديثا عن إمام (بخمسة رواة قبله مثلا) وراوٍ آخر يروي عن نفس الإمام حديثا آخر (براويين قبله)
وبين الإمام والرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الأول:راويان .. وبين الإمام والرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الثاني: ستة رواة
الإسناد الأول: علوه مطلق
والثاني علوه نسبي
فالأول عالٍ مطلقا بالنسبة للثاني .. لأن عدة الرواة من مبدأ الإسناد إلى آخره أقل (سبعة)
أما الثاني فإنه وإن كان عاليا علوا نسبيا للإمام. فإنه نازل مطلقا بالنسبة للإسناد الأول (ثمانية)
والعالي والنازل وإن كانت له أهمية لكن ليست بذاك التي تضارع مباحث أخرى ألصق بصحة الإسناد
فإن الحديث النازل مقدم على العالي إذا كان في رجال إسناد الأول مقال .. سلم منه رجال الإسناد الثاني ..
ومن عجب أن تجد في زماننا من يصرف همه وهمته وزمانه طالبا العلو .. مدعيا في ذلك تشبهه بالسلف .. على حساب التفريط فيما هو أهم من تحصيل العلم النافع ..
والله أعلم ..
يتبع إن شاء الله
ـ[ماهر]ــــــــ[19 - 06 - 07, 09:06 ص]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
جزاك الله خيراً على هذه الفوائد الغالية
ولعلك تضع ما دبجه يراعك في موقع صناعة الحديث
http://www.hadiith.net/montada/forumdisplay.php?f=32
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[19 - 06 - 07, 10:01 ص]ـ
عوداً حميداً يا أبا القاسم وفقك الله ونفعنا بهذا الشرح
ـ[ماهر]ــــــــ[19 - 06 - 07, 10:10 ص]ـ
آمين
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[20 - 06 - 07, 01:01 ص]ـ
الشيخ أبا حازم .. أكرمك الله كما أكرمتني وجزيت خيرا على تواضعك
شيخنا الفاضل أبا الحارث .. لقد سجلت في منتدى الصناعة ولم يفعّل بعد .. فجزاكم الله خيرا على دعوتكم الكريمة وتعليقكم الأكرم وتواضعكم
يقول البيقوني رحمه الله تعالى:
وما أضفته إلى الأصحاب مِن ... قولٍ وفعلٍ فهو (موقوفٌ) زُكِن
قد سبقت دراسة الموقوف .. عندما تحدث المصنف عن المرفوع والمقطوع ..
وكان ينبغي أن يذكر معهما:الموقوف .. لأن ذلك يتمم الأقسام الثلاثة باعتبار نسبة الحديث إلى قائله
قوله "زكن" .. أي عُلِم
فما رفع للنبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير .. هو المرفوع ..
وما أضيف للتابعي هو المقطوع ..
أما ما يضاف للصحابي من قول أو فعل فهو الموقوف ..
وهو درسنا في هذا البيت ..
مثال الموقوف: حديث علي رضي الله عنه في وصف القرآن "هو حبل الله المتين .. "الحديث
¥