تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وحديث ابن عباس "حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة" على الراجح

وحديث أبي هريرة رضي الله عنه في مبالغته في وضوئه حتى يبلغ الماء إلى أعلى ساقه .. ويغسل يديه حتى نهاية الذراع .. ويقول من استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل .. وهو اجتهاد منه رضي الله عنه .. وإلا فالصواب والسنة .. عدم المجاوزة .. والإسباغ يكون بإيصال الماء إلى الأعضاء ولو توضأ بكأس واحدة

وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم الأعرابي كما في المسند .. ثم قال: هكذا الوضوء فمن زاد على هذا فقد أساء وتعدى وظلم .. وليس فيه المبالغة في غسل زيادة على ماذكرته آية الوضوء

ومن فوائد معرفة الموقوف .. مبحث: هل قول الصحابي حجة أولا .. وهو من مهمات مباحث أصول الفقه

كما أن بعض الموقوفات .. لها حكم المرفوع ..

مثال ذلك مارواه النسائي وابن السني في عمل اليوم والليلة .. عن أبي سعيد الخدري أنه كان يقول بعد الوضوء"سبحانك الله وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك" .. وهذا صحيح الإسناد

فهذا مع كونه موقوفا إلا أبا سعيد رضي الله عنه لن يخترع دعاء من تلقاء نفسه .. فهذا له حكم المرفوع ..

ويسن قوله .. لأن أمثال ذلك مما يكون الصحابة تلقوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقينا ..

ومن ذلك قول الصحابة: من السنة فعل كذا .. وقوله: أمِرنا

ومن ذلك تحديثه عن الغيب ..

ومنه إخباره عن الأمم الماضية مع كونه ممن لا يحدث عن أهل الكتاب كابن مسعود رضي الله عنه

وجماع تمييز الموقوف عن المرفوع حكما بكلمة: هو ما لا محل فيه للاجتهاد .. ولهذا تختلف أنظار العلماء في الحكم على بعضها .. أموقوف هو أو مرفوع

يقول الحافظ العراقي:-

وسمّ بالموقوف ما قصرتهُ ... بصاحب وصلتَ أو قطعتهُ

ثم يقول

قول الصحابيّ من السنة أو ... نحو (أمِرنا) حكمه الرفعُ ولوٍ

بعد النبيّ قاله بأعصرِ ........... على الصحيح وهْو قول الأكثر

بقي أن يقال إن المصنف لم يذكر التقرير .. ولكن قال "من قول وفعل" .. وذلك لأن الصحابي قد يسكت عن شيء لسبب .. دون أن يكون معنى ذلك إقرارا منه بالضرورة .... ولكن من قبيل الاجتهاد .. ونحوه .. إلخ ..

ولهذا لا يدخل التقرير في الحكم على الصحيح إلا إذا ظهرت قرينة

والله أعلم

ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 08:18 م]ـ

ومرسلٌ:منه الصحابي سقط ... وقل غريب:ما روى راوٍ فقط

المرسل: ما يرفعه التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم

كأن يقول الحسن البصري-وهو من كبار التابعين- مثلا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. كذا وكذا

دون أن يذكر عمن سمعه ..

وسمي مرسلا .. لأن التابعي يرسله أي يطلقه ولا يقيده بمن سمعه منه ..

وقد عرفه المصنف بأنه ما سقط منه الصحابي .. وهذا غير دقيق .. من وجوه:-

أولا-لأن الصحابي قد يرسله عن صحابي .. كأن يروي ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا لم يسمعه منه وإنما سمعه من عمر رضي الله عنه مثلا .. دون أن يذكر عمر .. فهذا لايسمى مرسلا بحال .. بل هو صحيح بالإجماع .. لأن الصحابة كلهم عدول بتعديل الله تعالى لهم .. فلا تأثير في سقوط الصحابي هنا

ثانيا-أن التابعي قد يروي الحديث من تابعي وهذا التابعي عن تابعي وهذا تابعي .. ويرسل التابعي الأول الحديث ..

فهذا سقط منه تابعون كثير .. وصحابي .. مثلا .. وهو مرسل أيضا

ثالثا-أنه لو كان الأمر في سقوط الصحابي لا غير .. مع كون التابعي المرسٍل ثقة .. فلا علة عنا ..

وبهذا يعلم أن تعريف المصنف غير جامع ولا مانع (ولكن يعتذر له بأن هذه مقدمة يسيرة للمبتدئين .. فلعله أراد التيسير ..

وقد اختلف العلماء في المراسيل .. فمنهم من ردها مطلقا .. ومنهم من بالغ في الأخذ بها والتعويل عليها ..

والراجح أن المرسل من أنواع الضعيف في الأصل .. إلا أن يرد سبب يقوي هذا المرسل ويعضده لمرتبة الاحتجاج به والصحة .. وقد رد المرسل كبار المحققين لأن الساقط فيه مجهول .. فلا يسوغ تصحيحه إلا بقرائن ترتقي به لمقام الصحة ..

قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى:"والمرسل في أصل قولنا، وقول أهل العلم بالأخبار ليس حجَّة "

وقد فصّل الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ورضي عنه .. فجعل للمرسل ثلاثة شروط حتى يصح:-

1 - أن يكون التابعي الذي أرسله من كبار التابعين أي ممن أدركوا كثيرا من الصحابة .. كسعيد بن المسيب وقتادة ..

2 - أن يكون للحديث المرسل شاهد آخر كحديث مسند أو مرسل آخر من وحه آخر أو يفتي بعض الصحابة به

3 - أن يكون التابعي معروفا بأنه لايرسل إلا عن الثقات ..

وبهذه الشروط .. تتبع العلماء مراسيل الحسن البصري فكانت ضعيفة .. ومن أحسن المراسيل وأقواها مراسيل سعيد بن المسيب .. فهي صحيحة يحتج بها .. وبخاصة لأنه كان ينكر المراسيل أصلا ..

فإذ ا أرسل حديثا فهو حجة وصحيحا

-نكتة:- قد يقول .. قائل .. كيف ترد مراسيل الحسن البصري مع جلالة قدره .. حتى أن بعض العلماء يعتبرونه رأس التابعين وأفضلهم؟

الجواب:-تتبع العلماء مراسيل الحسن البصري فوجوده يروي عن التابعين .. وهؤلاء التابعون أيضا لم يرووها بالضرورة عن صحابة .. وإنما عن تابعين أمثالهم .. بخلاف سعيد بن المسيب .. وهو أفضل التابعين عند الإمام أحمد وجماعة

الشطر الثاني: الغريب .. سبق شرحه .. ولله الحمد ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير