تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[25 - 06 - 07, 12:00 ص]ـ

قال رحمه الله تعالى:-

وكلّ مالم يتصل بحالِ ... إسناده منقطعُ الأوصالِ

أي كل حديث لم يتصل إسناده بوجه من الوجوه فهو منقطع ..

وقد سبق الكلام عن المتصل .. وضده المنقطع ..

والانقطاع في السند نوعان:-

1 - ظاهر وهو أربعة أقسام:-

*المعلق .. وهو ما كان فيه الانقطاع من طرف السند الذي فيه المصنف (البخاري مثلا) فيقال عن حديث ما .. علقه البخاري .. إذا ذكر الحديث بصيغة "قال فلان" و لم يذكره بصيغة حدثنا أو سمعت وأنبأني و أخواتها

*المرسل .. وهو الذي انقطع من أصل السند .. أي الصحابي (تقدم الكلام عن المرسل)

*المعضل .. وهو الذي انقطع في أثناء السند إن كان بسقوط راويين فأكثر على التوالي ..

*فإن كان الساقط أثناء السند شخصا واحدا فقط .. أو أكثر من واحد لا على التوالي.فهو المنقطع!

وبهذا يعلم أن المنقطع له معنيان عند المحدثين .. معنى عام وهو يشمل جميع الأقسام السابقة .. ومعنى خاص .. وهو قسيم المعضل والمرسل والمعلق .. (آخر الأقسام المذكورة)

2 - خفي .. وهو يتعلق بالتدليس والإرسال الخفي (سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى)

ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[28 - 06 - 07, 07:36 م]ـ

يقول المصنف رحمه الله تعالى:-

والمعضل الساقط منه اثنان ِ ... وما أتى مدلّسًا نوعان ِ

سبق الحديث عن المعضل وهو:ما سقط منه أكثر من واحد أثناء السند على التوالي

وكذلك لو سقط اثنان من أصل السند (تابعي وصحابي) أي من أعلاه (مبدأ السند طرفه عند المصنف كأحمد مثلا .. وأصل السند .. عند الرسول صلى الله عليه وسلم)

فهو معضل أيضا

ولو أن تابعيا قال حديثا لم يسنده إلى صحابي ولم يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله .. وإنما ذكر الحديث دون رفع مع كون الحديث معروفا أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله من طريق آخر .. فهذا اعتبره ابن الصلاح:أولى باستحقاق اسم المعضل .. أي هو معضل أيضا عنده ..

فإن قيل ما الفرق إذن بين المعضل والمرسل؟!

أن المعضل ما سقط منه اثنان على التوالي .. والمرسل ما أرسله التابعي ..

فالمرسل قد يكون معضلا .. وليس كل معضل مرسلا

الشطر الثاني من البيت السابق:

وما أتى مدلسا نوعان ِ

الحديث المدلس بفتح اللام .. هو الذي يتضمن عيبا خفيا في السند ويبديه المدلس-بكسر اللام-أنه لا عيب فيه

والتدليس نوعان:-

1 - تدليس الإسناد (فيه إسقاط للرواة)

2 - تدليس الشيوخ (لا إسقاط فيه) .. وإليك بيان كل واحد على حدة ..

أولا-ما هو التدليس:-هو أن يروي الرواي عمن لقيه مالم يسمعه منه بصيغة توهم أنه سمعه .. كقال وعن فلان .. وأنّ .. إلخ

مثال للبيان: يعلم الناس مثلا أن خالدا قابل أسامة .. وربما قابله كثيرا ..

فإذا جاء خالد وقال:قال أسامة .. مالم يسمعه منه مباشرة ولكن سمعه من غيره .. فهذا ضرب من التدليس ..

فالتدليس إذن يقتضي إسقاطا لبعض الرواة .. وللمدلسين طرائق وحيل في ذلك .. غير أن الجهابذة النقاد نخلوا ذلك وعرفوا ..

وكمثال يسير على تدليس المدلسين: تدليس العطف ..

وهو أن يقول الراوي حدثنا خالد ومحمد وزيد ..

ولايقصد بالواو التي قبل زيد .. واو العطف .. وإنما واو الاستئناف .. ويقدر لها خبرا ..

كأنه قال .. وزيد لم يحدثني ..

أما أسوأ أنواع التدليس .. فيسمى "تدليس التسوية"

وبيانه كالآتي:-

حدثنا خالد عن عمرو عن زيد ..

الآن:خالد .. ثقة .. وعمرو ضعيف .. وزيد ثقة ..

فيأتي المدلس ويشطب عمرا من الإسناد ليجوّده ويحسنه فيقول حدثنا خالد عن زيد!

وسمي التسوية لأنه سوّى الإسناد .. أي جعله سويا جيدا ..

والمدلسون على درجات .. ولا يعتبرون في الجملة كذابين .. ولهذا إذا صرح المدلس بالتحديث فكلامه مقبول .. لأنه لا يكذب .. أعني لو قال المشهور بالتدليس:حدثنا فلان .. فهذه صيغة تقطع بسلامة ما أسنده ..

لكن التدليس إذا قصد منه إشاعة الأحاديث الضعيفة .. أو ترويجها .. فهو ضرب من الغش المحرم ولا ريب

أما تدليس الشيوخ:-

فليس فيه إسقاط .. لكن الرواي يصفه بوصف مبهم لا يعرف به أو لا يشتهر به ..

كأن يقول: حدثنا ابن إدريس عن الشيباني عن أبي عبد الله

ويقصد بالأول الشافعي وبالثاني أحمد بن حنبل .. وبالثالث مالك بن أنس .. إمام دار الهجرة ..

وإنما يعمد لذلك ليوهم على السامع .. ويتفنن في جعله يقبل الحديث ..

وقد يفعله من باب التنويع لا أكثر .. اجتنابا لتكرار الأسماء

تنبيه: إذا روى الرواي عمن عاصره ولم يثبت لقاؤه به بصيغة موهمة .. فليس هذا من التدليس .. ولكن يسمى إرسالا خفيا

فالتدليس كما تقدم أن يروي عمن (لقيه) مالم يسمعه منه بصيغة موهمة

(هل ثم سؤال؟)

ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[28 - 06 - 07, 11:27 م]ـ

الشيخ الفاضل أبا القاسم

بارك الله فيك على هذا الشرح المختصر المفيد ونفعنا الله به.

وليتك تذكر لنا أمثلة واقعية وعملية في الأحاديث التي وقع فيها تدليس وأشهر من وقعوا في ذلك.

ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[16 - 07 - 07, 02:08 ص]ـ

فضيلة الشيخ الحبيب أبا حازم .. جزيتم خيرا على توجيهكم بوضع المثال ..

وأرجو المعذرة من الجميع على الانقطاع الطويل


مثال للتدليس:-

أخرج الإمام أحمد في المسند قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسْجِدَ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، مَسْجِدَ قُبَاءَ، يُصَلِّي فِيهِ، فَدَخَلَتْ عَلَيْهِ رِجَالُ الأَنْصَارِ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ، وَدَخَلَ مَعَهُ صُهَيْبٌ، فَسَأَلْتُ صُهَيْبًا: كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ إِذَا سُلِّمَ عَلَيْهِ؟ قَالَ: يُشِيرُ بِيَدِهِ. قَالَ سُفْيَانُ: قُلْتُ لِرَجُلٍ: سَلْ زَيْدًا أَسَمِعْتَهُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ؟ وَهِبْتُ أَنَا أَنْ أَسْأَلَهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا أُسَامَةَ! سَمِعْتَهُ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عُمَرَ؟ قَالَ: أَمَّا أَنَا فَقَدْ رَأَيْتُهُ فَكَلَّمْتُهُ.

فتأمل كيف أجاب بما حاصله روغان من الجواب الصريح المباشر ..
فهذا ضرب من التدليس دل أنه لم يسمعه منه والله أعلم

يتبع إن شاء الله تعالى
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير