تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[11 - 12 - 06, 12:46 م]ـ

بارك الله فيكم.

فوائد نفيسة ودرر غالية.

ولعله يجري على هذه القاعدة: حديث التسبيح والتحميد والتكبير بعد الصلاة ثلاثًا وثلاثين، وهو مشهور معروف، وأخرجه البخاري في أبواب الذكر بعد الصلاة بهذا العدد (ثلاثًا وثلاثين)، ثم أخرجه في أبواب الدعاء بلفظ (عشرًا)، فكأنَّ اللفظ الصحيح عندَهُ هو ما أخرجه في الباب الخاص بالمقصود من هذا الحديث (ثلاثًا وثلاثين)، وأما اللفظ الآخر فأخرجه في أبواب الدعاء يقصد لفظًا آخر ليس عدد التسبيح، بل ربما كان إخراجه الحديثَ نفسَهُ في أبواب الذكر بعد الصلاة وفيه لفظة مخالِفَة = إعلالٌ للفظة العشر.

وقد اعتمد بعض العلماء لفظة العشر، وأفتى بها صفةً للتسبيح والتهليل بعد الصلاة، ونسب إلى البخاري تصحيحها، والأقرب أن البخاري يُعِلُّها لا يصححها، والله أعلم.

كتبته من الذاكرة، فلينظر.

قلتم يا شيخ أمجد:

ذكر البخارى فى الموضع السابق بعد قوله "قال أبو أسامة ..... "

رواية يحى القطان من طريق محمد بن بشار مختصرة

تدبرت وفكرت ما هى النكتة التى من أجلها فعل ذلك فلم يظهر لى

ولم يتطرق لها الحافظ

فمن لها؟؟؟

ولِيتضح الأمر؛ أنقل ما جاء في ذلك الموضع كاملاً: فقد قال البخاري:

(حدثنا إسحاق بن منصور، أخبرنا عبد الله بن نمير، حدثنا عبيد الله، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في ناحية المسجد فصلى ثم جاء فسلم عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليك السلام ارجع فصل فإنك لم تصل فرجع فصلى ثم جاء فسلم فقال وعليك السلام فارجع فصل فإنك لم تصل فقال في الثانية أو في التي بعدها علمني يا رسول الله فقال إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ثم اقرأ بما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تستوي قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها

وقال أبو أسامة في الأخير: "حتى تستوي قائما".

حدثنا ابن بشار، قال: حدثني يحيى، عن عبيد الله، حدثني سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ثم ارفع حتى تطمئن جالسا") ا. هـ.

وربما كان - والله أعلم - مقصود البخاري بنقله تلك الجملة من رواية يحيى القطان: أن يحيى سكت في روايته عن اللفظة التي اختلف فيها ابنُ نمير وأبو أسامة، فانتهى - أي: يحيى - في حديثه إلى قوله: "ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا"، وهذا الجلوس هو الجلوس بين السجدتين (بالمقارنة مع اللفظ التام الذي أخرجه البخاري من رواية يحيى عن عبيد الله - ح757)، ولم يذكر يحيى السجدةَ الثانيةَ، ولا العملَ بعدَها، وتلك اللفظة المُختَلَف فيها إنما هي في العمل بعد السجدة الثانية، فأبو أسامة ذكر أنه يقوم مباشرةً، وابن نمير ذكر أنه يجلس جلسة الاستراحة.

وكأنَّ البخاريَّ يبيِّن سببَ لُجُوئِهِ إلى أبي أسامة لبيان خطأ ابن نمير مع أن يحيى القطان قد روى هذا الحديث، والسبب في ذلك: أن يحيى القطان لم يذكر تلك اللفظة؛ وإلا لَحَكَمَ له مباشرةً.

هذه محاولة لفهم قصد البخاري، قد تصيب وقد تخطئ، وأرجو أن مقصودي واضح.

وقول أبى العباس:" والبخاري رواه في سائر المواضع على الصواب ليبين غلط هذا الراوي كما جرت عادته بمثل ذلك: إذا وقع من بعض الرواة غلط في لفظٍ ذكرَ ألفاظ سائر الرواة التي يعلم بها الصواب.

وما علمت وقع فيه غلط إلا وقد بين فيه الصواب"

يجعلنا نعيد النظر فى المواضع التى ذكر البخارى فيها خلاف

فابن حجر فى الغالب ما يسلك طريقة تصحيح الوجهين وينسبه للبخارى

وفقكم الله.

قد كنتُ كتبتُ بحثًا مطوَّلاً في الحديث المذكور آنفًا (حديث المسيء صلاته)، وفيه نموذج من كلامكم الأخير، حيث خالف يحيى القطانُ ابنَ نمير وأبا أسامة، فرواه يحيى عن عبيد الله بن عمر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة، وروياه (ومن معهما) عن عبيد الله عن سعيد عن أبي هريرة مباشرة.

وأنقل بعض الكلام من البحث هاهنا:

(وقد قرر ابن حجر أن الشيخين - إذْ أخرجا الروايتين - يصححانهما معًا، قال: «قلت: لكلٍّ من الروايتين وجه مرجح، أما رواية يحيى فللزيادة من الحافظ، وأما الرواية الأخرى فللكثرة ... ومن ثم أخرج الشيخان الطريقين، فأخرج البخاري طريق يحيى هنا - يعني: باب أمر النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا يتم ركوعه بالإعادة - وفي باب وجوب القراءة، وأخرج في الاستئذان طريق عبد الله بن نمير وفي الأيمان والنذور طريق أبي أسامة كلاهما عن عبيد الله ليس فيه عن أبيه، وأخرجه مسلم من رواية الثلاثة» ا. هـ (فتح الباري: 2/ 277)، إلا أنه بالتأمل قد يظهر خلاف ذلك:

- فالبخاري لم يخرج في أبواب صفة الصلاة - وهي أساس هذا الحديث والمقصود منه - إلا رواية يحيى القطان، وأما رواية ابن نمير فأخرجها في باب (من رد فقال: «عليك السلام»)، ورواية أبي أسامة فأخرجها في باب (إذا حنث ناسيًا في الأيمان)، وهذا يدلُّ على أن اعتماده في رواية الحديث باعتباره صفةً لصلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - على رواية يحيى القطان، وأما الروايات الأخرى فقد يكون أخرجها للفظة أرادها، ولم يكن اعتمادُهُ عليها.

- وأما مسلم فأنه صدَّر أسانيده لهذا الحديث برواية يحيى القطان، ثم أعقبها برواية ابن نمير وأبي أسامة، ومنهج مسلم معلومٌ في تقديم الأصح وتأخير ما كان أدنى من ذلك.

فالذي يظهر - والله أعلم - أنهما يقدِّمان رواية يحيى القطان - كما سبق -) ا. هـ.

أحسن الله إليكم، ونفع بكم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير