تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

4715 - حدثني محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال: كنا بحمص فقرأ ابن مسعود سورة يوسف، فقال رجل: ما هكذا أنزلت، قال: قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أحسنتَ، ووجد منه ريح الخمر، فقال: أتجمع أن تكذب بكتاب الله وتشرب الخمر؟! فضربه الحد.

4716 - حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا مسلم عن مسروق قال: قال عبد الله رضي الله عنه: والله الذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيما أنزلت؛ ولو أعلم أحداً أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه.

4717 - حدثنا حفص بن عمر حدثنا همام حدثنا قتادة قال: سألت أنس بن مالك رضي الله عنه: من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد.

تابعه الفضل عن حسين بن واقد عن ثمامة عن أنس.

4718 - حدثنا معلى بن أسد حدثنا عبد الله بن المثنى قال حدثني ثابت البناني وثمامة عن أنس بن مالك قال: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد؛ قال: ونحن ورثناه.

4719 - حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا يحيى عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال عمر: أُبيُّ أقرؤنا، وإنا لندَع مِن لحن أبيّ، وأبي يقول: أخذته مِن في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا أتركه لشيء، قال الله تعالى: (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها).

فأنت ترى أن البخاري صنع ما يأتي:

1 - قدم في هذا الباب أصح الأحاديث.

2 - ثم ذكر ما يشهد لذلك الحديث.

3 - ثم ذكر رواية قتادة عن أنس، وهي رواية يمكن أن يُجمع بينها وبين الروايات التي قبلها.

4 - ثم أشار إلى متابعة ثمامة لقتادة، من رواية حسين بن واقد عن ثمامة.

5 - ثم ذكر رواية ثابت وثمامة عن أنس، وهي رواية لا يستقيم أن يجمع بينها وبين ما قبلها، فهي مخالفة لرواية ثمامة نفسه وقتادة عن أنس، وهي مخالفة أيضاً لروايات ابن مسعود؛ ولذلك أشار إلى عدم صحتها أنواعاً من الإشارات وهي:

الأولى: تأخيرها عن رواية أنس الأولى، وهي مخالفة لها؛ وإذا اجتمع اختلاف المتن واتحاد المخرج كانت النكارة أوضح.

الثانية: تأخيرها عن روايات ابن مسعود، وهي مخالفة لها أيضاً.

الثالثة: إشارته إلى الرواية المحفوظة عن ثمامة.

الرابعة: إبراز سندها إذ فيه من تُكلم فيه.

الخامسة: عدم ذكره أي متابعة لها، بخلاف رواية ابن مسعود وهي الأصل في هذا الباب فقد أكثر البخاري من إيراد متابعاتها وشواهدها، وكذلك رواية أنس الأولى ذكر لها متابعة.

السادسة: عقَّب رواية أنس الثانية بما يخالفها، وهو قول عمر رضي الله عنه (أُبي أقرؤنا).

والآن إلى مناقشة الحافظ ابن حجر رحمه الله في شرحه لأحاديث هذا الباب.

قال في (فتح الباري) (9/ 53): (قوله "تابعه الفضل بن موسى عن حسين بن واقد عن ثمامة عن أنس" هذا التعليق وصله إسحاق بن راهويه في "مسنده" عن الفضل بن موسى به؛ ثم أخرجه المصنف من طريق عبد الله بن المثنى: حدثني ثابت البناني وثمامة عن أنس قال: "مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يَجمع القرآن غير أربعة "، فذكر الحديث فخالف رواية قتادة من وجهين:

أحدهما: التصريح بصيغة الحصر في الأربعة.

ثانيهما: ذكر أبي الدرداء بدل أبي بن كعب فأما الأول فقد تقدم الجواب عنه من عدة أوجه.

وقد استنكره جماعة من الأئمة؛ قال المازري: لا يلزم من قول أنس "لم يجمعه غيرهم" أن يكون الواقع في نفس الأمر كذلك، لأن التقدير أنه لا يعلم أن سواهم جمعه، وإلا فكيف الإحاطة بذلك مع كثرة الصحابة وتفرقهم في البلاد، وهذا لا يتم إلا إن كان لقي كل واحد منهم على انفراده وأخبره عن نفسه أنه لم يكمل له جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؛ وهذا في غاية البعد في العادة، وإذا كان المرجع إلى ما في علمه لم يلزم أن يكون الواقع كذلك.

[قلت: أنس رضي الله عنه أورع وأتقى وأعلم من أن يدعي على سبيل الحصر والقطع ما لا علم له به؛ فكلام المازري فيه نظر].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير