تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

4 ـ جواز التعبير بـ (أنا) () في الأداء ـ جمعاً، وإفراداً ـ لما سمعه من لفظ الشيخ،ولم يكن يقول: (سمعتُ)،أو (حدثني،أو حدثنا)،وقد تبين أن ابن منده إنما يفعل ذلك في الغالب،لا دائماً.

ب ـ آداب طالب الحديث،وقد أثرَ عن ابن منده كلمة فسّر بها كلمةً رويت عن أبي عاصم النبيل،وهي قوله: "من استخف بالحديث استخف به الحديث"، وقد فسّرها ابن منده بقوله: "بطلبه للحجة على الخصم،لا للإيمان به،والعمل بمضمونه".

ت ـ العلو والنزول،والمسألة التي أثرت عن ابن منده في هذا النوع،هي أنه حدّ العلو بمرور ثلاثين سنة،وقد وصُفَ قوله هذا بأن فيه توسعاً.

ث ـ المشهور،والغريب،والعزيز،وهذه هي الأنواع الوحيدة التي وجدت له فيها تعريفاً يشبه صناعة الحدود،وحاصل آرائه في هذه الأنواع ما يلي:

1 ـ عرّف هذه الأنواع فقال: "الغريب من الحديث: كحديث الزهري وقتادة وأشباههما من الأئمة ـ ممن يجمع حديثهم ـ إذا انفرد الرجل عنهم بالحديث،يسمى: غريباً.

فإذا روى عنهم رجلان،وثلاثة ـ واشتركوا في حديث ـ يسمى: عزيزاً.

فإذا روى الجماعة عنهم حديثاً،سمي: مشهوراً".

وقد ظهر لي أن هذا أقدم تعريف للمشهور ـ حسب البحث ـ.

2 ـ أن الغرابة عنده لا ترتفع برواية الضعفاء الحديثَ عن الإمام المشهور الذي يجمعُ حديثه.

3 ـ استظهرتُ أن ابن منده لا يريد ـ في تعريفه للغريب ـ حصر الغريب بما ذكر في تعريفه،بل مراده أخصّ صور الغرابة.

4 ـ أن تعريف العزيز ـ بالمعنى الذي ذكره ابن منده ـ لا يوجد له مثالٌ واحدٌ في تطبيق التعريف عليه عسرٌ.

ولذا فقد ذكرتُ أن تقسيم الحديث إلى قسمين: غريب ومشهور ـ كما جرى عليه عمل الأئمة الأكابر من واضعي علم هذه الصناعة ـ أصحُّ وأيسر.

ث ـ المتابعات والشواهد،وخلاصة رأي ابن منده جواز إطلاق الشاهد على المتابعة،كما يصح إطلاق المتابعة بالمعنى المشهور عند المتأخرين.

ج ـ المدرج،وقد تبين أنه لم يستعمل هذا الاسم صراحةً،وإن كان طبقّه عملياً في عباراته.

رابعاً: الأنواع المتعلقة بصفة مَنْ تقبلُ روايته وتردّ، وفيه الأنواع التالية:

أ ـ معرفة الثقات والضعفاء،وقد ذكرتُ شيئاً من جهود ابن منده في بيان أحوال الرواة.

ب ـ معرفة ألفاظ الجرح والتعديل،وقد خلصتْ الدراسة إلى ما يلي:

1 ـ أن ابن منده يستعمل عبارات الأئمة الذين سبقوه في الجرح والتعديل،أي أنه لم يتفرد بلفظة من الألفاظ لم يسبق إليها ـ حسبما وقفت عليه ـ وذكرتُ أن أكثر الأئمة الذين تأثر باصطلاحاتهم وأحكامهم هو أبو أحمد الحاكم.

2 ـ أن مجموع عبارات التعديل التي استخدمها ـ فيما وقفت عليها ـ: عشر عبارات،وهي: (أحد الأئمة، أحد الحفاظ، الحافظ، ثقة،أحد الثقات، لم يخرج عنه أحد الشيخين ومحله الصدق، صالح،من أهل المعرفة،أحد المذكورين بعلم الحديث، يجمع حديثه) بينما بلغ مجموع عبارات الجرح التي استخدمها ـ فيما وقفت عليه ـ: ست عشرة عبارة،وهي: (مجهول، فيه نظر،ليس بالقوي عندهم، ليس بالمتين عندهم،حديثه ليس بالقائم، حديثه ليس بالمعروف، ضعيف، في حديثه بعض المناكير،متروك، ذاهب الحديث، صاحب مناكير، صاحب غرائب،حدث عن فلان بمناكير، حدث عن فلان بغرائب،منكر الحديث، حدث عن فلان بموضوعات).

3 ـ بالنظر في الألفاظ التي أطلقها في باب التعديل ـ وبعد دراستها ـ يمكن تقسيم هذه الألفاظ على ثلاث مراتب،فصّلتها في موضعها.

بينما مراتب الجرح ـ بالنظر في الألفاظ التي أطلقها،وبعد دراستها وتطبيقها على الرواة الذين وصفوا بها ـ يمكن تقسيمها إلى خمس مراتب،ذكرتها مفصّلةً في موضعها.

خامساً: الأنواع المتعلقة بطبقات الرواة،وبلدانهم،وأسمائهم، وكناهم،وألقابهم،وصلة القرابة بينهم،وفيه اثنا عشر نوعاً:

أ ـ معرفة الصحابة،وخلاصة آرائه في هذا النوع،فيما يلي:

1 ـ أن ابن منده مع الجمهور في إثبات الصحبة بمجرد الرؤية.

2 ـ يرى أن مجرد إدراك زمن النبي ج كافٍ في إثبات الصحبة للشخص المخضرم،وقد بيّنتُ ما في قوله هذا من التوسع غير المرضي.

3 ـ اصطلح ابن منده على أن الصحابي إذا لم يرو عنه إلا راوٍ واحد فهو مجهول،ولو كان الراوي عنه إماماً مشهوراً كالشعبي،وابن المسيب.

ب ـ معرفة التابعين،وخلاصة جهوده وآرائه في هذا النوع في أمرين:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير