تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(3) إسماعيل بن سالم الأسدي قال ابن المديني له نحو عشرة أحاديث. قلت ومع هذا فقد وثقه النسائي وأبو حاتم وابن معين وابن خراش وهو من التابعين من السادسة وقال فيه الحافظ ثقة ثبت من السادسة.

(4) فرقد بن بهيس أبو الدهماء العدوي روى عنه واحد وقال ابن سعد كان ثقة قليل الحديث واعتمده الحافظ فقال في (التقريب) ثقة وابن سعد من العاشرة.

(5) إبراهيم بن عقبة بن أبي عيش الأسدي قال ابن المديني له عشرة أحاديث ومع هذا فقد وثقه أحمد والنسائي ويحيى والدار قطني وأبو داود وابن سعد وقال قليل الحديث. انظر (التهذيب1/ 77) ومع هذا فقد اعتمد الحافظ توثيقهم له فقال في (التقريب) ثقة.

وغيرها كثير وما هذا إلا غيض من فيض من توثيق أئمة لرواة مقلين ولم يعاصروهم.

وأما قول الإمام ابن عدي – رحمه الله - في كثير من الرواة المقلين: "وفلان في مقدار ما يرويه لم يتبن لي صدقه من كذبه ". فنعم إن هذا هو الأصل في الراوي المقل أن لا يستطاع الحكم عليه بغير الجهالة أو عدم المعرفة لحالة لقلة روايته. لكن هذا ليس مطردا، فإن الراوي المقل قد يروي أحاديث منكرة جدًا وإن كانت قليلة فيحكم عليه الأئمة من خلالها كما حكموا علي سهيل بن ذكوان الواسطي حيث كذبه يحيى بن معين وقال النسائي متروك وقد بين ابن عدي العلة من حكم هؤلاء الأئمة عليه مع قلة روايته فقال: وسهيل بن ذكوان هذا مع ما ينسب إلى الكذب ليس له كثير حديث وإنما لم يعتبر الناس بكذبه في كثرة رواياته لأنه قليل الرواية وإنما تبينوا كذبه بمثل ما بينا أن عائشة كانت سوداء وأن إبراهيم النخعي كان كبير العينين قال وعائشة كانت بيضاء وإبراهيم النخعي كان أعور وهو في مقدار ما يرويه ضعيف. (الكامل لابن عدي3/ 1285).

ويدل على هذا كلام ابن عدي في سلم العلوي البصري حيث قال: وسلم العدوي قليل الحديث جدًا ولا أعلم له جميع ما يروي إلا دون خمسة أو فوقها قليل وبهذا المقدار لا يعتبر فيه حديثه أنه صدوق أو ضعيف قال ولا سيما إذا لم يكن في مقدار ما يروي متن منكر. (الكامل3/ 329) مفهومه أنه إذا كان في مقدار ما يروي متنًا منكرا أنه يستطاع الحكم عليه وإن كان مقلا.

بل إن ابن عدي – رحمه الله - الذي يكثر من قوله ل"م يتبن لي صدقه من كذبه لقلة روايته"، قد حكم على جماعة من المقلين بسبر حديثهم مع تصريحه بقلة حديثهم وها كثير فمن ذلك:

(1) إسماعيل بن سميع النخعي: قال ابن عدي: وإسماعيل بن سميع هذا حسن الحديث يعز حديثه وهو عندي لا بأس به. (الكامل1/ 284).

(2) بكار أبو يونس القافلائي قال ابن عدي: وأحاديثه قليلة ولا أعلم له من الأحاديث إلا مقدار خمسة أو ستة وأرجو أنه متماسك بقدر ما يرويه. (الكامل لابن عدي2/ 477).

(3) الحسن بن علي الهاشمي قال ابن عدي: وحديثه قليل وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق. (الكامل2/ 734).

وغيرها كثير ولله الحمد والمنة ..

ثم وقفت على كلام متين للإمام المعلمي – رحمه الله - في (التنكيل1/ 66) بين فيه طرق الأئمة في الحكم على الراوي وأن منهم من يوثق الراوي بسبر مروياته وإن كانت قليلة ومنهم من لا يوثق من تقدمه حتى يطلع له على أحاديث كثيرة فيغلب على ظنه أن من خلال سبر هذه الأحاديث استطاع الحكم على الراوي بتعديله أو بتليينه والحمد لله.

المأخذ الرابع

خلطه في كيفية معرفة أن الراوي ينتقي في الرواية عن شيوخه

عقد الشيخ فصلا في أحد كتبه فيمن وصفوا بالانتقاء في الرواية عن شيوخهم وذكر فيه مجموعة لا بأس بها مع أنه فاته ما يزيد على عشرين راويا وهم موجودون لديّ ولله الحمد ولسنا نعيب عليه ذلك، إنما نعيب عليه أنه أدخل في هذا الفصل رواة لا يستحقون الإدخال فيه، منهم:

(1) الإمام البيهقي أحمد بن الحسين، واستدل لذلك بقوله (أي البيهقي): (وعادتي في كتبي المصنفة في الأصول والفروع الاقتصار من الأخبار على ما يصح منها دون ما لا يصح ‘ أو التمييز بين ما يصح منها وما لا يصح ليكون الناظر فيها من أهل السنة على بصيرة مما يقع الاعتماد عليه) دلائل النبوة [1/ 47].

قال الشيخ: فهذا يدل على أن البيهقي مالم يضعف حديثًا فهو عنده مما يحتج به وكون غيره لا يسلم له في نقده فهذا أمر آخر ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير