2) تدليس العطف: هو أن يروي الراوي عن شيخين من شيوخه ما سمعاه من شيخ اشتركا فيه فيكون قد سمع من أحدهما دون الآخر فيصرّح عن الأول بالسماع ويعطف الثاني عليه فيوهم أنه حدّث عنه بالسماع أيضا وإنما حدّث بالسماع عن الأول ونوى العطف فقال: وفلان أي وحدّث فلان (حدّثنا فلان وفلان)
3) تدليس القطع: وهو أن يسقط الراوي أداة الرواية كحدثنا وأخبرنا مثلا مقتصرا على اسم الشيخ
قال بعض المحدثين: التحقيق أنه ليس في التدليس إلا قسمان تدليس الإسناد وتدليس الشيوخ وأما تدليس التسوية فيدخل في القسمين فيكون تسوية الشيوخ وتارة تسقط الضعفاء فيكون تسوية السند
ما رأي أكثر العلماء في التدليس؟
ذم أكثر العلماء التدليس بقسميه وهو مكروه جدا وممن بالغ في ذمه بشعبة بن الحجاج فروى الشافعي عنه أنه قال: التدليس أخو الكذب، وقال:لأن أزني أحبّ إليّ من أن أدلّس. قال ابن صلاح: هذا من شعبة إفراط معمول على المبالغة في الزجر عنه والتنفير منه
ما هو حكمه؟
1) تدليس الإسناد هو مكروه جدا، وذمه أكثر العلماء وكان شعبة من أشدهم ذما له
فإن رواه الراوي بلفظ محتمل لم يبين فيه السماع فيرد وإن صرّح فيه بالسماع كقوله: سمعت أو حدثنا أو شبهها فمقبول محتج به لأن التدليس ليس كذبا وإنما هو ضرب من اليهام كشفته الرواية المصرّح فيها
2) تدليس الشيوخ: كراهيته أخف من الأول وتتفاوت الكراهة بحسب الغرض الحامل عليه فتارة يكره كما إذا كان أصغر سنا منه أو نازل الرواية ونحو ذلك وتارة يحرم لضعف الشيخ أو إذا كان غير ثقة فدلسه لأن لا يعرف حاله أو أوهم أنه رجل آخر من الثقات على وفق اسمه وكنيته
3) تدليس التسوية: هذا النوع من أفحش أنواع التدليس وأشدهما في الذم لأنّ الثقة الأول قد لا يكون معروفا بالتدليس ويجده الواقف على السند بعد التسوية قد رواه عن ثقة آخر فيحكم له بالصحة وهذا غرور شديد ويليه في الضرر النوع الأول
ومَا يُخالِفُ ثقةٌ فِيهِ الملا ... ... ... فالشْاذُّ والمقلوبُ قِسمانِ تَلا
إبدالُ رَاوٍ مّا بِرَاوٍ قِسْمُ … … … وقَلْبُ إِسْنَادٍ لِمتنٍ قِسْمُ
-21 - الشاذ:
عرّف الحديث الشاذ لغة واصطلاحا؟
لغة: من الانفراد، قال الجوهري: شذّ يَشِذّ ويُشَذّ أي انفرد عن الجمهور
اصطلاحا: اختلفوا على ثلاثة أقوال
1) قال الحاكم:"الشاذ من الحديث هو الذي يتفرّد به ثقة من الثقات وليس للحديث أصل متابع لذلك الثقة"
2) قال الشافعي:"ليس الشاذ من الحديث أن يروي ثقة ما لا يرويه غيره هذا ليس بشاذ، أما الشاذ أن يروي الثقة حديثا يخالف فيه الناس، هذا الشاذ من الحديث
3) هو ما ليس له إسناد واحد يشذ به ثقة أو غيره، فما كان عن غير ثقة فمتروك وما كان عن ثقة توقف فيه ولا يحتج به وعليه الخليلي وجماعة
* والتعريف الذي اعتمده الأكثرون هو: ما رواه المقبول مخالفا لما هو أولى منه وهذا هو التعريف المعتمد في تعريف الشاذ بحسب الاصطلاح
ما هي شروطه؟
وهما اثنان:
1) تفرّد الثقة
2) مخالفته من هو أوثق منه
أين يقع؟
في سند الحديث ومتنه
ما هي أقسامه؟
أقسامه أربعة:
1) شاذ بنقص في السند
2) شاذ بزيادة في السند
3) شاذ بنقص في المتن
4) شاذ بزيادة في المتن
ما هو حكمه؟
الضعف وعدم القبول
ما ذا يقابل الشاذ؟
يقابل الشاذ المحفوظ وحكمه القبول لاشتماله على صفة مقتضية للترجيح ككثرة عدد أو قوة حفظ أو ضبط
-22 - المقلوب:
عرّف المقلوب لغة واصطلاحا؟
لغة: مشتق من القلب وهو تحويل الشيء عن وجهه
اصطلاحا: هو الحديث الذي يدخل القلب في سنده أو متنه
ما هي أقسامه؟
1) القسم الأول: هو إبدال لفظ بآخر
-إما في سند الحديث من حيث الرواة ومثاله: حديث مروي عن "كعب بن مرّة" فقلبه الراوي فيجعله عن "مرّة بن كعب"
-أو في متن الحديث من حيث الألفاظ ومثاله: حديث أبي هريرة في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ففيه: "ورجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله" فهذا مما انقلب على بعض الرواة فإنّ الثابت هو: "حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه"
¥