ومن فوائده الاحتراز عن أن يظن الشخصان شخصا واحدا وعن أن يظن الثقة ضعيفا والضعيف ثقة
والمنكرُ الفرْدٌ به راوٍ غدا … … … تعْدِيلُهُ لا يحمِلُ التُّفرُّدَا
-30 - المنكر
عرّف المنكر لغة واصطلاحا؟
لغة: اسم مفعول، فعله أنكره بمعنى جحده، أو لم يعرفه، وهو يقابل المعروف اسم مفعوله، فعله عرفه
اصطلاحا: ذهب الناظم رحمه الله في تعريف المنكر إلى أنه: الحديث الذي ينفرد بروايته من فحش غلطه أو كثرت غفلته أو تبيّن فسقه بغير الكذب وهذا على رأي من لم يشترط في المنكر مخالفة رواية للثقات: لكن المعتمد في تعريفه لدى غالب المحدثين لا سيما المتأخرين منهم أنه: ما رواه الضعيف مخالفا للثقات، قال الإمام السيوطي:
المنكر الذي روى غير الثقة ... مخالفا، في نخبة قد حقّقه
ما هو حكمه؟
الضعف وعدم القبول
ما هو الفرق بين المنكر والشاذ؟
المنكر مباين للشاذ، إذ أن المنكر هو الحديث الذي يرويه الضعيف مخالفا رواية الثقة ويقابله المعروف، وأما الشاذ: فهو الذي يرويه الثقة المقبول مخالفا لمن هو أولى منه ويقابله المحفوظ
والقول بترادفهما بعيد وقد نبه السيوطي على بعده بقوله في ألفيته:
والذي رأى ترادف المنكر والشاذ نأى
وقال ابن حجر: وقد غفل من سوّى بينهما
والذي ينبغي اعتماده أن المنكر والشاذ يشتركان في مسمى المخالفة ويفترقان في أن المنكر رواية ضعيف أو مستور، والشاذ رواية ثقة أو صدوق
متروكُهُ ما واحدٌ به انفرَدْ ... ... ... وأَجمَعُوا لضِعفهِ فهوَ كَرَدْ
-31 - المتروك
عرّف المتروك لغة واصطلاحا؟
لغة: الشيء الساقط
اصطلاحا: هو الحديث الذي تفرد بروايته ضعيف، سبب ضعفه كونه متهما بالكذب في الحديث، أو ظاهر الفسوق بقول أو فعل، أو كثير الغلط أو شديد الغفلة
ووجه التسمية بذلك: أن اتهام الراوي بالكذب مع تفرّده، يجعل الحديث غير مقبول، ولكن لا يسوغ الحكم بوضعه
ما هو حكمه؟
الضعف والرد
كيف يتهم الراوي بالكذب؟
بأحد الأمرين:
1) أن لا يروي ذلك الحديث إلا من جهته ويكون مخالفا للقواعد المعلومة، وهي قواعد عامة استنبطها العلماء من مجموع نصوص عامة صحيحة مثل قاعدة "الأصل براءة الذمة"
2) أن يعرف بالكذب في كلامه العادي، لكن لم يظهر منه الكذب في الحديث النبوي فإذا ظهر منه الكذب في الحديث النبوي كان وضاعا وحديثه موضوع
والكذِبُ المُخْتَلقُ المصنُوعٌ ... ... ... عَلَى النبيِ فذلِكَ الموْضوعُ
-32 - الموضوع
عرّف الموضوع لغة واصطلاحا؟
لغة: عدة معان:
1) الإسقاط
2) الترك
3) الافتراء
اصطلاحا: هو الكلام الذي اختلقه وافتراه واحد من الناس ونسبه إلى رسول الله r سواء كان عمدا أو خطأ
ما هي علامات الوضع؟
يعرف الوضع بوجود علامات في السند أو في المتن:
(1) علامات الوضع في السند: يعرف الوضع في السند بعلامات عدة وهي:
1) أن يكون راويه كذابا معروفا بالكذب ولا يرويه ثقة غيره
1) أن يعترف واضعه بالوضع، ويقرّ بذلك، كحديث فضائل القرآن اعترف بوضعه ميسرة
2) ما يتنزل منزلة إقراره، أو بإقراره حالا
قال الحافظ العراقي:"هو كأن يحدث بحديث عن شيخ، ثم يُسأل عن مولده، فيذكر تاريخا يعلم وفاة ذلك الشيخ قبله، ولا يوجد ذلك الحديث إلا عنده، فهذا لم يعترف بوضعه، ولكن اعترافه بوقت مولده، يتنزل منزلة إقراره بالوضع لأن ذلك الحديث لا يُعرف إلا برواية هذا الذي حدّث به"
4) وجود قرينة في الراوي تقوم مقام الوضع: من أمثلة ذلك ما أسنده الحاكم عن يوسف ابن عمر التميمي قال: كنت عند سعد بن طريف، فجاء ابنه من الكتّاب يبكي، فقال: مالك؟ قال: ضربني المعلم، قال: لأخزينهم اليوم، حدثني عكرمة عن ابن عباس مرفوعا: معلموا صبيانكم شراركم، أقلهم رحمة لليتيم وأغلظهم على المسكين " و مثل ذلك حديث "الهريسة تشدّ الظهر" فإنّ واضعه محمد بن الحجاج النّخعي كان يبيع الهريسة
(2) علامات الوضع في المتن:
1) ركاكة اللفظ: بحيث يُدرك العليم بأسرار البيان العربي أن مثل هذا اللفظ ركيك، لا يصدر عن فصيح ولا بليغ، فكيف بسيّد الفصحاء والبلغاء r ومحل هذا إن وقع التصريح بأنه لفظ النبي r ولم يروه بالمعنى
2) فساد المعنى:
¥