أما أنى جديد فأنا حقا جديد فى هذا العلم،و لم أنته حتى الآن من قراءة تديب الراوى على شيخى.
- لا يبدأ حياته العلمية باطراح الشبهة تلو الشبهة ... هذا ما دندن حوله الفاضل المعلمي الذي نصح فأمحض النصح
جزاك الله و الفاضل المعلمى خيرا على النصيحة. لكن ما السبيل إذا وقعت لطالب العلم الإشكالات فى فهم عبارة مصنف أو فعله؟ لا أحسب أن السبيل أن يكتم هذا و يطويه، إنما هو أن يذاكر فيه العلماء و طلبة العلم و يسألهم عنه، و هذا ما فعلت، و الحمد لله.
وسؤالك ابتداءًا غير وارد ... لأن أبا داود لا يكون إماما في الدين لو فعل ما جاء في السؤال ... ولكن ما جاء في سننه من قبيل ما تسأل عنه مما هو على خلاف شرطه فمحمول على أنه بيّن الضعف ظاهرُه فاستغنى بذلك عن بيانه ...
أولا: جزاكم الله خيرا على الشروع فى إجابة إشكالى.
ثانيا: و الله إنى لمسلم بأن أبا داود إماما، بل هو عندى من أجلهم،و إن الله عز و جل ألقى له محبة فى قلبى لأنه ممن يصح أن يقال فيه " المحدث الفقيه" و قد سمعت من أحد إخوانى أن أحمد كان يحبه أكثر من مسلم لفقهه.
ثالثا: تقول بارك الله فى علمك " ولكن ما جاء في سننه من قبيل ما تسأل عنه مما هو على خلاف شرطه فمحمول على أنه بيّن الضعف ظاهرُه فاستغنى بذلك عن بيانه "
فكيف أولا يروى ما هو على خلاف شرطه؟
ثانيا: هذا الحديث غير بين الضعف، إذ كثير هذا مختلف فيه،و بعضهم كذبه،و بعضهم احتج بحديثه.
أو أنه ذهل عنه - وهو من جملة البشر -
رد ذلك الشيخ أبو حازم إذ أن أبا داود مضى عليه عشرون عاما فى تأليف السنن،و عرضت عليه أكثر من عرضة.
أو اكتفاءا منه بما بيّنه من حاله راويه في موطن آخر
لكنه نص أنه لا يروى عن متروك كما سبق ذكره.
أو أنه لا يرى رأي من خالفه
لعلكم تقصدون رأى من خالفه فى حال الراوى؟ فإن كان هذا هو مقصودكم، فأنبه فضيلتكم على أن الإشكال هو تكذيب أبى داود ذاته لكثير.
أو أمر استجد له خالف فيه اجتهاده السابق
هذا هى المعقولة يا شيخنا.
فيمكننا أن نقول لعل اجتهاد أبى داود تغير فى الراوى و هى إحدى إجابتين أجاب بهما شيخى و الأخرى كانت " لعله ذهل عنه".
لكن هنا يتوجه سؤال هام، ألا و هو:
هل يصح أن نحتج بهذا التوجيه على رجوع أبى داود عن تكذيبه؟
و قد سألت هذا السؤال لشيخى، فأجاب بما مضمونه أن لا، لأننا فى هذه الحالة نحتاج للتأريخ،و هو ممتنع،و على هذا: إذا أردت أن تحكم على هذا الراوى، تطرح قول أبى داود النصى فى تكذيبه، و قوله الضمنى -المفهوم من فعله-فى الرجوع عن التكذيب.
و أخيرا، أشهد الله عز و جل أنى أحبكم جميعا فى الله و أنتظر التعليق من الشيخ المفضال الفهم الصحيح.
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[05 - 09 - 07, 06:04 م]ـ
سؤال يتعلق بالمسألة أيها الأكارم:
قال بدر الدين العينى:
"وقد جاء في حديث بلال بن الحارث أخرجه أحمد من رواية كثير بن عبد الله عن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده ومن حديث عكرمة عن ابن عباس عن النبي أنه أقطعه معادن القبلية والقبلية"
و قد قدمت النقل عن عبد الله بن أحمد أن أباه الإمام ضرب على حديثه فى المسند.
فكيف طبع هذا الحديث ضمن المسند و أثبته بعض أهل العلم و نفاه آخرون؟
ـ[أبو محمد الجعلى]ــــــــ[05 - 09 - 07, 09:14 م]ـ
من الطريف أن الإمام الذهبي قد وقع له موقف قريب من هذا الموضوع ..
* حكم على الحكاية التي ذكرها الآجري عن أبي داود في اختلاط " إسحاق بن راهويه " بالنكارة ..
ثم استبعد أن يكون مصدرها من الآجري فقال: (وما علمت أحدا لينه) يعني الآجري ..
ثم قال: (ولعل الخطأ فيه من بعض المتأخرين، أو من راويه عن إسحاق) ..
وقريب من ذلك ..
* دافع عن " عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، شيخ البخاري " في كتاب " ميزان الاعتدال "، وذكر أن أبا داود وثقه، وروى عنه ..
ثم تفاجأ أنه قد وضعه في كتاب " المغني في الضعفاء "، لأن أبو داود ضعفه ..
والسبب كان في ذلك: سؤالات الآجري ..
وأرى أن قول الشيخ أبو مالك ومن قبله الشيخ الفقيه أوجه ..
والطرق التي يعتمدها المزي عن الآجري معروفة ..
وكذا الذهبي والله أعلم ..
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[05 - 09 - 07, 09:41 م]ـ
السؤال يا أخى الحبيب الجعلى:
على هذا، نستطيع أن نقول أن أبا داود لم يضعفه و نضعه فى باب من لم يضعف كثير؟
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[05 - 09 - 07, 11:00 م]ـ
وفقك الله أخي الكريم ... وأحبك الله الذي أحببتني فيه.
سؤال يتعلق بالمسألة أيها الأكارم:
قال بدر الدين العينى:
"وقد جاء في حديث بلال بن الحارث أخرجه أحمد من رواية كثير بن عبد الله عن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده ومن حديث عكرمة عن ابن عباس عن النبي أنه أقطعه معادن القبلية والقبلية"
و قد قدمت النقل عن عبد الله بن أحمد أن أباه الإمام ضرب على حديثه فى المسند.
فكيف طبع هذا الحديث ضمن المسند و أثبته بعض أهل العلم و نفاه آخرون؟
سبق جوابك عن هذا هل نسيتَه؟!:
... ...
فلعل هذا الحديث عن كثير كتب من تحت الضرب، قال فى التدريب:"وقال شيخ الإسلام في كتابه «تعجيل المنفعة في رجال الأربعة»: ليس في «المسند» حديث لا أصل له, إلاَّ ثلاثة أحاديث أو أربعة, منها: حديث عبد الرَّحمن ابن عوف أنَّه يدخل الجنَّة زحفًا (266).
قال: والاعتذار عنهُ, أنَّه مِمَّا أمر أحمد بالضَّرب عليه, فتُركَ سهوًا, أو ضُرب وكتب من تحت الضَّرب."ا. هـ. ....
وزاد الحافظ في القول المسدد عند كلامه على حديث آخر: ( ... وإما أن يكون بعض من كتبه عن عبد الله كتب الحديث وأخلّ بالضرب، والله أعلم).
¥