تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ونرى هنا أنه يقصر الاعتقاد على الكتاب العزيز وبما فيه من الشرائع فلا ندري أهذا سهو منه عن السنة المتواترة أم هو مغازلة لمنكري السنة وتلويح لهم بتأييد مذهبهم؟!.

ونرى أنه يعطي الحرية الكاملة للعقلانيين وغيرهم أن يفهموا القرآن كل على حسب عقله دون التفات إلى بيان الرسول - صلى الله عليه وسلم - وما كان عليه النبي- صلى الله عليه وسلم - وأصحابه من بيان وعقيدة.

ويرى أنه مؤمن حقاً إذا آمن بحياة بعد الموت وثواب وعقاب على الأعمال والعقائد بحيث لا ينقص تأويله شيئاً من قيمة الوعد والوعيد، فلا يضره بعد ذلك أن ينكر معجزات الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومنها الإسراء والمعراج وانشقاق القمر، ولا تفسير الملائكة بأنها نوازع الخير في أنفسنا، أو تفسير الشياطين بأنها نوازع الشر إلى آخر التأويلات الباطنية المعروفة التي تعبث بنصوص القرآن وتنكر السنة أو تعبث بتأويلها.


(1) أرى أن هذا غلو في الإرجاء فالمؤمنون حقاً هم الذين إذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً والمؤمنون حقاً الذين يؤمنون بكل ما ثبت عن نبيهم - صلى الله عليه وسلم - ويبنون عليه عقائدهم وأعمالهم.
(2) انظر هذه الأحاديث المتواترة في هذه الأمور العقدية في كتاب: "نظم المتناثر من الحديث المتواتر" للكتاني (ص: 82، 84، 114، 132، 135، 146، 147، 149).

فقد سئل محمد عبده عن المسيح الدجال وقتل عيسى له فقال: " إن الدجال رمز للخرافات والدجل والقبائح التي تزول بتقرير الشريعة على وجهها والأخذ بأسرارها وحكمها".
وإن القرآن أعظم هادٍ إلى هذه الحكم والأسرار وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مبينة لذلك، فلا حاجة للبشر إلى الإصلاح وراء الرجوع إلى ذلك. وقال بعد أن حكى الخلاف في تفسير قول الله تعالى لعيسى عليه السلام * 7 8 9:)] آل عمران:55]. مرجحاً أن الوفاة هي وفاة موت، وأن الرفع إنما كان لروحه قال: "ولصاحب هذه الطريقة في حديث الرفع والنزول في آخر الزمان تخريجان:
أحدهما: أنه حديث آحاد متعلق بأمر اعتقادي لأنه من أمور الغيب، والأمور الاعتقادية لا يؤخذ فيها إلا بالقطعي؛ لأن المطلوب فيها اليقين وليس في الباب حديث متواتر.
وثانيهما: تأويل نزوله وحكمه في الأرض بغلبة روحه وسر رسالته على الناس، وهو ما غلب على تعاليمه من الأمر بالرحمة والمحبة والسلم، والأخذ بمقاصد الشريعة دون الوقوف عند ظواهرها والتمسك بقشورها دون لبابها، وهو حكمتها وما شرعت لأجله، فالمسيح عليه السلام لم يأت اليهود بشريعة جديدة، ولكنه جاءهم بما يزحزحهم عن الجمود على ظواهر ألفاظ شريعة موسى -عليه السلام- ويوقفهم على فقهها والمراد منها، ويأمرهم بمراعاته، وبما يجذبهم إلى عالم الأرواح بتحري كمال الآداب.
أي: ولما كان أصحاب الشريعة الأخيرة، قد جمدوا على ظواهر ألفاظها بل وألفاظ من كتب فيها معبراً عن رأيه وفهمه، وكان ذلك مزهقاً لروحها ذاهباً بحكمتها كان لابد لهم من إصلاح عيسوي يبين لهم أسرار الشريعة وروح الدين وأدبه الحقيقي.
وكل ذلك مطوي في القرآن الذي حجبوا عنه بالتقليد الذي هو آفة الحق وعدو الدين في كل زمان.
فزمان عيسى على هذا التأويل هو الزمان الذي يأخذ الناس فيه بروح الدين والشريعة الإسلامية، لإصلاح السرائر من غير تقيد بالرسوم والظواهر.
قال رشيد رضا:
هذا ما قاله الأستاذ الإمام في الدرس مع بسط وإيضاح، ولكن ظواهر الأحاديث الواردة في ذلك تأباه. ولأهل هذا التأويل أن يقولوا: إن هذه الأحاديث قد نقلت بالمعنى كأكثر الأحاديث والناقل للمعنى ينقل ما فهمه " (1).
ونقول:
1 - إن أحاديث نزول عيسى في آخر الزمان وقتله للدجال والحكم بشريعة محمد - صلى الله عليه وسلم - متواترة وليست بأخبار آحاد -كما يدعي محمد عبده- ولو كانت آحاداً فيكفيها أنها في الصحيحين اللذين تلقتهما الأمة بالقبول وهذا التلقي يفيد العلم.
2 - هل يعجز محمد - صلى الله عليه وسلم - عن التعبير الذي ادعاه محمد عبده حتى يذهب فيحدث عنه على طريقة الألغاز والأحاجي؟! حاشاه - صلى الله عليه وسلم - أن يستخدم هذا الأسلوب.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير