تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الواعظ بالأزهر.

البطيخي عريف عبد الباسط

الشيخ محمد سليم المنشاوي معلم الشيخ عبد الباسط

كان الشيخ محمد سليم المنشاوي المعلم الأول للشيخ عبد الباسط عبد الصمد، وكان الشيخ البطيخي هو العريف الذي كان يتابع مع الشيخ عبد الباسط حفظ القرآن وتلاوته قبل أن يقرأه الشيخ عبد الباسط على أسماع الشيخ المنشاوي.

والشيخ السيد عبد الرحمن أحمد وشهرته الشيخ عبد الصبور البطيخي من مواليد عام 1920 بقرية أصفون أنهى حفظ القرآن وعمره 15 سنة وأتم حفظه بالقراءات السبع في خمس سنوات.

يقول عنه أهل القرية: إنه يقرأ القرآن باستمرار في كل زمان ومكان وهو يمشى وهو جالس بل وهو نائم حتى إذا استيقظ يكمل القراءة من حيث توقف ويراجع القرآن كله كل ثلاثة أيام ثم أصبح يراجعه كل يومين، وبعون الله وبركته -كما يقول الشيخ البطيخي- أصبح يراجع القرآن الكريم كله كل يوم وليلة، ويحكى عنه أنه استيقظ من نومه ذات ليلة على خطأ ارتكبه أحد المقرئين في عزاء، فاستيقظ من نومه وصححه له.

وحين جلست إلى الشيخ عبد الصبور عاد بي -رغم كبر سنه- إلى الوراء حينما كان في الخامسة من عمره، حيث أخذه والده من يديه إلى كتاب القرية بالمسجد العتيق ويسمى كُتاب المآذنة أو ديوان المآذنة، وكان عبارة عن حجرة فسيحة ملحقة بالمسجد أثاثها دكة صغيرة يجلس عليها المعلم وبعض الحصير المفروش على الأرض للتلاميذ وفي هذه الحجرة باب يسمى باب المئذنة العمرية التي بنيت أيام الفتوحات الإسلامية وهي مئذنة عالية مبنية بالطوب اللبن وبها سلم خشبي صمم على الطراز الإسلامي، ويستطرد قائلا: "كنا نصعد عليها في خلسة من الشيخ لنشاهد بيوت القرية ونقلد المؤذن".

ويستكمل الشيخ عبد الصبور: من أول يوم بدأت أتلقى دروس القرآن والكتابة ثم واصلت حفظ القرآن على يد الشيخ الصادق الخطيب محمود وكان هذا الشيخ يعلمنا برفق ولين ولكنه كان لا يتهاون مع من يقصر في الحضور أو الحفظ حيث كانت لديه "فلكة" (آلة للعقاب)، وكانت أتعاب الشيخ هي رغيف من "البتاو" (نوع من الخبز) وكان يضع رغيف البتاو في "الطاقة" (مكان في الحائط).

بَركة الشيخ سليم المنشاوي

وعن ختمه القرآن يروي الشيخ البطيخي: "ختمت حفظ القرآن عن عمر 9 سنوات وبدأت حفظه بالقراءات السبع على يد الشيخ محمد سليم حمادة المنشاوي وكنت أكبر عريف في ذلك الوقت". والعريف هو مساعد الشيخ حيث ينوب في غيابه ويقوم بإدارة الكتاب وله أيضا دور في تسميع "الألواح" وهي ألواح من الألمونيوم كان يكتب عليها الطلاب بالقلم الحبر بدلا من الكراس. وبعد تسميع اللوح للعريف يقوم العريف بالحكم على الطالب وجودة حفظه من عدمه ويدلي برأيه للشيخ الذي يقوم بالتصرف مع الطالب، كما كان العريف يقوم بجمع الأجر من التلاميذ للشيخ وكان يعرف في ذلك الوقت "بالجراية" تعطى للشيخ كل ثلاثة أيام، أما أجرة الشيخ النقدية فكان يتم الاتفاق عليها مع والد التلميذ وهي ثمن قرش أو قرش أو قرشين للقادرين.

وكان الطالب إذا أتم حفظ القرآن وختمه تعم أهل القرية فرحة كبيرة ويعطي والده وهبة للشيخ وكانت عبارة عن جبة وعمامة أزهرية وحذاء وما يقرب من أربع أرطال من اللحم أو شيئا من الطيور وكانت تسمى "الخلعة" وكان العريف ينال نصيبه بعيدا عن "خلعة" الشيخ، وكانت تعطى له جلبابا وحذاء جديدين من الأعيان القادرين فقط. كما كان العريف يسمى بين أهل القرية "بركة الشيخ". ومن المهام التي يقوم بها أن يحضر مبكرا قبل أن يأتي التلاميذ ويشرف على تهيئة الكتاب كما يسند إليه الشيخ تنفيذ العقاب على الطالب المقصر أو الذي يتهاون في الحفظ والمراجعة.

وكان الكتاب يتقبل الطلاب على فترتين في الصباح الباكر وحتى صلاة الظهر وفي المساء من قبل صلاة العصر حتى صلاة المغرب، كما كان شيخ الكتاب حريصا على تعليم الأبناء كيفية الوضوء والطهارة والصلاة ويقيمون حلقات علم إلى جانب تحفيظ القرآن الكريم حتى يتعلم الأبناء أمور دينهم ودنياهم.

رحلته مع الشيخ عبد الباسط

عبد الباسط عبد الصمد صوت السماء

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير