تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

خلق الله تعالى للسان حافتين يمنى ويسرى وهذه الحافة اليمنى تنقسم لأقصى ومنتهى وأدنى وكذلك أختها اليسرى وحدود صوت الضاد متعلق بأقصى الحافة لمنتهاها من اليمين أو اليسار وقوله إذ وليا لأضراس أي جاء بعده أو تلاه فعندما ننطق بالضاد الصامتة (الساكنة) تصطدم الحافتين بجميع الأضراس العليا والسفلى معا وسبب هذا التصادم يحبس هواء الصوت خلف الحافتين من اللسان فتحت هذا الضغط المستمر لهواء الصوت يستطيل مخرج صوت الضاد حتى يلامس رأس اللسان اللثة العليا وهذا ما سماه علماء اللغة والتجويد بالاستطالة في المخرج وعلى القارئ أن يحذر من استمرار اللسان في الاستطالة ابعد من أصول الثنايا بحيث لو زاد واستطال حتى وصل لأطراف الثنايا العليا تولد صوت آخر هو صوت الظاء اللثوية والسبب في هذا الخطأ المبالغة في استطالة اللسان إلى خارج المنطقة الحدودية الخاصة بمخرج صوت الضاد اللسانية. وهناك من علماء الأصوات من طعن في جريان صوت الضاد بحجة أنه لا يتضح جريانه كباقي الحروف الرخوة والرد على هؤلاء ومن على شاكلتهم نقول أن علماء اللغة والتجويد نقلوا لنا أن العرب في فترة نزول القرآن كانوا ينطقون بالضاد رخوة بجريان الصوت معها جريانا كليا ولكن السبب الذي أدى لضعف جريان الصوت في الضاد الساكنة أن المخرج مغلق نهائيا والصوت محصور بين اللسان وغار الحنك الأعلى لأنها صوت مطبق ومعنى الإطباق انحصار الصوت بين اللسان وقبة الحنك الأعلى والضاد حرف جرى معه اللسان والصوت في وقت واحد فأما جريان اللسان هذا يسميه العلماء الاستطالة في المخرج وأما جريان الصوت هذا يسميه العلماء الرخاوة.

- فأثناء جريان اللسان للأمام يكون صوت الضاد مستمرا واستمرار صوتها ذلك ما يسميه العلماء برخاوة صوت الضاد وتحرك اللسان أثناء النطق هذا هو الاستطالة استطالة الضاد أي أن المخرج يجري والصوت يجري معه ولا يشابهها صوت حرف في ذلك أن المخرج يتحرك والصوت يتحرك معا في آن واحد ولكن هل هناك أحرف أخرى يجري معها اللسان والصوت؟ الجواب لا لأن باقي الحروف يتحقق التصويت بها إما بالقرع أو القلع أو ما يسمى بالتلامس أو التباعد أما الضاد فيما لو كانت ساكنة يتحقق صوتها بالقرع مع جريان اللسان والصوت معا أما في حالة القلع لا شيء يعترض هواء الصوت فيخرج صوتها منفجرا خارج الفم وسماها علماء الأصوات حرف انفجاري والاستطالة تابعة ملازمة للرخاوة وعلى القارئ الحذر من المبالغة في بيان الاستطالة خشية أن يؤدي ذلك إلى شبه السكت أو الفصل والأفضل والأحرى تلقي كيفيتها الصحيحة من شيوخ الأداء المتصل سندهم بالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم والحذر كل الحذر من التلقي ممن شيخهم المصحف فحسب. وكل من لا سند له في القراءة يسمى مصحفي والسبب من هذا التحذير أن القراءة سنة متبعة تأخذ بالنقل الصوتي عن طريق سلسلة الشيوخ المتصل سندهم بالنبي صلى الله عليه وسلم وعلى الجميع أن يعلموا أن قراءة القرآن كيفيتها الصوتية توقيفية.

ثانيا: الضاد الصائتة (المتحركة)

أما الضاد الصائتة أي المتحركة بأي حركة كانت يتم صوتها بالتجافي بين العضوين فبعض القبائل العربية كانت عندما تريد النطق بالضاد كان أول منطقة من حافة اللسان تفارق ما يحاذيها من منطقة الأضراس الحافة اليمنى والبعض الآخر عند نطقه بالضاد كانت أول منطقة من حافة اللسان تفارق ما يحاذيها من الأضراس الحافة اليسرى والبعض الأخر من الحافتين معا بتوزيع الضغط عليهما توزيعا متساويا. وبعض العرب يجعل المنطقة اليمنى من حافة اللسان هي التي تفارق غار الحنك الأعلى أولا. ونفس الأمر مع الحافة اليسرى والبعض الآخر كانوا يجدون من الأسهل عليهم أن يفارق اللسان عن غار الحنك الأعلى جملة واحدة فيتوزع هواء الصوت يمنة ويسرة بنسبة متساوية. و هي عند سيبويه (من بين أول حافة اللسان وما يليه من الأضراس) اهـ وفي كتاب سر الصناعة لابن جني ج1 ص 52 يوافق ابن جني سيبويه ويزيد: إلا أنك أن شئت تكلفتها من الجانب الأيمن وأن شئت من الجانب الأيسر وخروجها من الأيسر أيسر،) اهـ وخالف الجاحظ في كتابه البيان ج1 ص 33 فقال: " فأما الضاد فليس تخرج إلا من الشدق الأيمن إلا أن يكون المتكلم أعسر يسرا مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يخرج الضاد من أي شدقيه شاء ... ) اهـ ولكن لعل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير