تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[سعيد الهرغي]ــــــــ[06 - 11 - 06, 02:43 ص]ـ

3 - جاء بعد ذلك الزمن الذي رأيت فيه من عناية الصحابة بالقرآن ما أسمعناك به زمن بدت فيه ظواهر قضت على الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه بنسخ المصاحف وإرسالها إلى الأمصار الإسلامية المشهورة اتقاء الخلاف في ذلك الكتاب الفريد، وعلى أثر ذلك قام حفاظ كل مصر من الصحابة والتابعين تبث معارفها عن آياته بتقدير آيات كل سورة من سوره و تعيين حدود كل آية صيانة للتوقيف الذي لقنه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه ولما جاء عصر تدوين العلوم جمع ما قيل عن ذلك في كل مصر وإذا به ستة أقوال دونت جملةً وتفصيلاً في مؤلفات جعل اسم موضوعها علم فواصل الآي، وبواسطة هذا العلم تتبين أن اثنين من تلك الأقوال الستة نُقِلا عن أهل المدينة عن الإمامين الجليلين أبي جعفر يزيد بن القعقاع و شيبة بن نصاح ويعرف أولهما بالمدني الأول، وجملة الآيات فيه 6210 مع خلاف فيه بين الإمامين في ستة مواضع، ويعرف الثاني بالمدني الأخير، وجملة الآيات فيه 6214 بلا خلاف فيه بينهما رحمهما الله ورضي عنهما.

والقول الثالث من الستة منقول عن أهل مكة ويعرف بالمكي، وفيه روايتان إحداهما عن أُبي بن كعب وجملة الآيات فيها 6210 والثانية عن غير أُبي بلاتعيين، وجملة الآيات فيها 6219 والقول الرابع منقول عن أهل الشام عن أبي الدرداءوقيل عن عثمان بن عفان ويعرف بالشامي، وجملة الآيات فيه 6226، وفى رواية 6225 والأولى أرجح والخامس منقول عن أهل الكوفة عن علي كرم الله وجهه ويعرف بالكوفي، وجملة الآيات فيه 6236 والسادس منقول عن أهل البصرة عن عطاء بن يسار و عاصم الجحدري ويعرف بالبصري، وجملة الآيات فيه 6204 وإليك بيانها ملخصًا:

اسم القول عدد ملحوظات

المدني الأول 6210 وفيه خلاف بين قائليه في ستة مواضع.

المدني الأخير 6214 ولا خلاف فيه.

المكي 6210

قول أُبَيّ في ذلك 6219 قول غير أبيّ ممن عد الآيات بمكة ولم يعين من هو.

الشامي 6226 الرواية الراجحة.

الكوفي 6236 لا خلاف فيها.

البصري 6204 لا خلاف فيها.

4 - مضت أجيال وأعوام، وتلك المؤلفات في زوايا الإهمال كما أهملت أساليب السلف من الصحابة والتابعين في استهدائهم من الكتاب الكريم بالإشارة إلى آياته بعددها كما بَيَّنا منه شطرًا فيما تقدم برقم (2) وأخيرًا قامت من احتياجات المفكرين داعية الرجوع إلى الاستهداء من الكتاب العزيز بما يشبه أساليب السلف في ذلك فعدّت آيات السور أواخر القرن الثالث عشر من الهجرة الموافق للقرن التاسع عشر من الميلاد في مصحفين أحدهما طبع في الأستانة سنة 1298 هجرية، ويعرف بالمصحف العثماني والثاني عده بأوربا مستشرق ألماني اسمه (فلوجل) وطبع بألمانيا، وعمل عليه فلوجل نفسه مُؤَلَّفًا سماه (نجوم الفرقان في أطراف القرآن) جمع فيه ألفاظ الكتاب العزيز كلمة كلمة وأشار إلى جميع مواضع كل كلمة في جميع السور بالأرقام التي وضعها على رؤوس الآي في المصحف المذكور، وبذلك استفاد من قرآننا الكريم مهرة الغربيين في البحث والتنقيب عن المعارف العربية ما لم يحصل عليه أكثرالمتعلمين من أبناء اللغة العربية وأتباع ذلك الكتاب العزيز!

وبالتأمل في عد المُصْحَفين المذكورين وجدتهما يتفقان في عد 34 سورة ويختلفان في عد الباقي وبإحصاء الآيات في كل منهما تبينت أن جملة آيات المصحف العثماني 6344 وجملة آيات المصحف الألماني 6238 ولم يطابق أحد العددين المذكورين واحدًا من الأعداد المنقولة عن السلف ولأجل استكشاف ما به نتج هذا الخلاف أخذت أتحقق أولاً من صحة كل قول مما نقلعن السلف في جملة آيات القرآن، وجملة آيات كل سورة من سوره وبعد الفراغ من ذلك راجعت ما وثقته به على كل من المصحفين فوجدت أغلاطًا لكل منهما فأحصيتها مشيرًا بالصواب أمام كل غلطة مؤملاً نجاحي في تصحيحها وفى توحيد عدد آيات المصاحف والتفاسير لتقريب وتوحيد وسيلة الاستهداء من ذلك الكتاب، والله المعين، وإليك بيان النتائج التي وصلت إليها:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير