في مذهب القراء والحرمي ... لا مذهب ابن قنبر البصري
بل قال إن اللام لا سواها ... من حافة اللسان من أدناها
ومخرج التنوين وهو غنه ... من داخل الخيشوم فاعلمنه
والضاد تنفرد عن سواها ... لحافة اللسان من أقصاها
إلى الذي يلي من الأضراس ... وقل من يحكمها في الناس
وأحرف الشفاة منها الفاء ... وهي من باطنها والباء
والميم والواو ثلاثهن ... من بين ضم الشفتين هن
والميم فيها غنة لا الباء ... والواو قد يصحبها هواء
فهذه مخارج الحروف ... من قول بصري وقول كوفي
القول في أصناف هذه الحروف وأجناسها
واعلم بأن الأحرف المذكوره ... مهموسة وبعضها مجهوره
فالهمس في الهاء وحرف الحاء ... والخاء والكاف معا والتاء
والصاد والثاء وحرف السين ... والفاء أيضا بعد حرف الشين
عشرة هي كما عرفتكه ... يجمعها (فستحث شخصكه)
وما سواها فهي المجهوره ... لم أسمها لكونها مشهوره
والجهر الاعلان بصوت الحرف ... والهمس الاخفاء لأجل الضعف
أريد ضعف الاعتماد فافهم ... والجهر يقوى ذاك فيه فاعلم
والأحرف الرخوة منها الهاء ... والخاء والغين معا والحاء
والشين والصاد وضاد ثم فاء ... والزاي والسين وظاء ثم ثاء
والذال ثم غيرها شديده ... ليست لحصر صوتها مجيده
الجيم والدال وحرف القاف ... والطاء ثم التاء بعد الكاف
والعين والنون وحرف الياء ... واللام ثم الميم بعد الراء
إلا حروفا خمسة منهن ... فالصوت يجري ظاهرا فيهن
الراء للتكرير ذاك فيها ... واللام لانحرافها تليها
والنون والميم لصوت الغنه ... وللتجافي العين فاعرفنه
وأحرف الصفير فهي السين ... والصاد والزاي به تبين
وأحرف الإطباق فهي الطاء ... والصاد والضاد معا والظاء
ينطبق اللسان فيها بالحنك ... فالصوت محصور بها يبين لك
وسبعة أحرف الاستعلاء ... الغين ثم القاف بعد الخاء
والضاد والطاء معا والصاد ... والظاء ثم المستطيل الضاد
والمتفشي فاعلمن الشين ... والفاء فيها ذاك قد يبين
والميم والنون فحرفا الغنه ... وهي من الخيشوم فاعلمنه
وأحرف المد ثلاث تأتلف ... الواو والياء معا ثم الألف
وهي أمد منهما وأخفى ... وشرح ذا في بابه قبل مضى
فهذه الأصناف والأجناس ... لاغلط فيها ولا التباس
القول في جملة كلم القرءان وحروفه وآيه
والآن قد شرعت في التعريف ... بعدد الكلم والحروف
وعدد الآي فجملة الكلم ... على الذي أحصاه ذو اللب الفهم
سبعة آلاف على سبعينا ... ألفا وأربع من المئينا
تزيد أربعين إلا واحده ... بذلك الأخبار جاءت وارده
وجملة الحروف باختلاف ... جاء ثلاث من مئي الآلاف
تزيد عشرين من الألوف ... وواحدا ثم من الحروف
زد مئة منها عليها وافيه ... وزد ثمانين وزد ثمانيه
وجملة الآيات في التجميل ... ستة آلاف على التحصيل
ومئتان ثم زاد المكي ... عشرا وتسعا ذاك دون شك
ثمة زاد المدني الأول ... على الحساب المجمل المحصل
عشرا وسبعا ثم زاد الاخر ... عشرا وأربعا وذاك ظاهر
وزاد أيضا في الحساب الشامي ... خمسا وعشرين على التمام
وزاد فيه أيضا البصري ... خمسا وزاد أيضا الكوفي
فيه ثلاثين وستا فاعلمن ... وميز الجميع واحفظ وافهمن
فهذا الاختلاف في الأعداد ... كما رواه الكل بالإسناد
القول في التجويد وشرح حروفه
من ألزم الأشياء للقراء ... تجويد لفظ الحرف في الأداء
وكل حرف من حروف الذكر ... مما جرى قبل وما لم يجري
فحقه التفكيك والتمكين ... وحكمه التحقيق والتبيين
فاستعمل التجويد عند لفظكا ... بكل حرف من كلام ربكا
فعن قريب بالجزيل تجزى ... وبنعيم الخلد سوف تحظى
قد جاء في الماهر بالقرءان ... من الشفاء ومن البيان
ما فيه مقنع لمن تدبره ... بأنه مع الكرام السفره
هذا مقال الصادق المصدوق ... فليرغب القراء في التحقيق
وليسلكوا فيه طريق من مضى ... من الأئمة مصابيح الدجى
ونحن ناتي الآن بالبيان ... عن أحرف التجويد والإتقان
ونذكر الغامض والخفيا ... من ذاك لا الظاهر والجليا
وقد مضى من ذاك في الأبواب ... ما يكتفي به ذوو الألباب
فأحرف التجويد منها الضاد ... والظاء والذال معا والصاد
والشين أيضا مثلها والخاء ... والغين مثل ذاك ثم الطاء
ومثلهن الزاي ثم القاف ... والراء عند النون ثم الكاف
ومثل ذاك الزاي عند الجيم ... والواو أيضا عند حرف الميم
والشين تلتقي بحرف الراء ... والذال مثل السين في اللقاء
¥