تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والأفضل أن يختم المسلم كل سبع؛ لفعل جمع من الصحابة حيث كانوا يحزبون القرآن إلى سبعة أحزاب، فعن أوس بن حذيفة قال: سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: ثلاث وخمس وسبع وتسع وإحدى عشرة وثلاث عشرة وحزب المفصل وحده" رواه أبو داود. وحزب المفصل من سورة " ق " إلى آخر القرآن العظيم.

ولأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: ((اقرأ القرآن في شهر. قلت: إني أجد قوة. . .)) حتى قال: ((فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك)) أخرجه البخاري.

وأما من قرأه في أقل من ذلك فالغالب أنه يهذه هذا ولا يفهم معاني ما يقرأ وهذا لا ينبغي من المسلم والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: ((لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث)) أخرجه أصحاب السنن الأربعة وقال الترمذي: حسن صحيح.

فالسنة ألا يختم في أقل من ثلاث.

والناس يختلفون في هذا فمنهم من هو كثير العلم دقيق الفهم سريع القراءة قليل الشغل فهذا يقرأ من القرآن أكثر ممن هو دونه في ذلك وهكذا قس.

وقد استحب جمع من السلف أن تكون الختمة إما أول الليل أو أول النهار؛ لأجل أن الملائكة تصلي على من ختم بالليل حتى يصبح ومن ختم بالنهار حتى يمسي روي ذلك موقوفا على سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه-، وحسنه الدارمي عنه.

سادسها: يجب على المسلم أن يسعى في تعلم ما يقرأ حتى يكون على بينة وفهم لما يتلوه، فيحصل له التدبر والخشوع إذ ليس المقصود من القرآن مجرد التلاوة، كلا، فإن من هذه حاله كان شبيها بحال أهل الكتاب الذين قال الله عنهم: ? وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ? [سورة البقرة الآية 78] يعني يقرءون الكتاب ولا يعلمون ما فيه.

وقد أمر الله بتدبر كتابه وفهمه في غير موضع من كتابه، يقول الله تعالى: ? إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ? [سورة يوسف الآية 2]، ويقول سبحانه: ? كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ? [سورة ص الآية 29].

وقد أنكر الله على من لم يتدبر كتابه فقال سبحانه: ? أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ? [سورة محمد الآية 24]، وقال أيضا: ? أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ ? [سورة المؤمنون الآية 68].

والنبي صلى الله غليه وسلم قد بين لأصحابه معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه، يقول الله -عز وجل-: ? لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ? [سورة النحل الآية 44] وهكذا التابعون أخذوا عن الصحابة فهذا مجاهد رحمه الله يقول: (عرضت المصحف على ابن عباس أوقفه عند كل آية منه وأسأله عنها)، ولهذا قال الثوري رحمه الله: (إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به). والمقصود أن معاني كلام الله موجودة معلومة، وكثير منها مدون متداول ولله الحمد، وأعظم ما فسر به القرآن هو أن يفسر بالقرآن، فإنه من المعلوم أن هذا القرآن مثاني ومتشابه، يقول الله: ? اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ ? [سورة الزمر الآية 23]، والمعنى أن بعضه يشبه بعضا ويفسر بعضه بعضا، وأن القصص تثنى فيه فيكون في هذا الموضع ما يفسر الموضع الآخر وهكذا. وهذا ولله الحمد واضح فإنه ما فسر كلام الله بأوضح وأدل على المراد من كلام الله؛ إذ هو سبحانه المتكلم به وهو الأعلم بمراده. وهذا النوع من التفسير اعتنى به السلف كثيرا وهناك أمثلة كثيرة لذلك يطول عدها.

ثم بعد كلام الله يأتي تفسير القرآن بالسنة؛ إذ لا أعلم بمراد الله بعد الله من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي نزل عليه القرآن وأمر ببيانه للناس.

ثم يأتي أقوال الصحابة؛ إذ هم من عاصر التنزيل وأخذ عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ثم أئمة التابعين.

ومن ثم يؤخذ من أقوال المفسرين أقربها إلى ما في الكتاب والسنة أو أقوال الصحابة، فإن كان وإلا فأقربها إلى مقتضى اللغة العربية؛ إذ هي لغة القرآن.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير