تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: ? لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ? [سورة القيامة الآية 16]، قال: ((كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا نزل جبريل بالوحي وكان مما يحرك به لسانه وشفتيه فيشتد عليه وكان يعرق منه فأنزل الله، الآية التي في لا أقسم بيوم القيامة: ? لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ *إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ? [سورة القيامة الآية 16 - 19]، قال: إن علينا أن نبينه بلسانك، قال: وكان إذا أتاه جبريل أطرق فإذا ذهب قرأه كما وعده الله.

وفي البخاري أيضا: ((أن رجلا قال لابن مسعود: قرأت المفصل البارحة، فقال: هذا كهذ الشعر، إنا قد سمعنا القراءة وإني لأحفظ القرناء التي كان يقرأ بهن النبي -صلى الله عليه وسلم- ثماني عشرة سورة من المفصل وسورتين من آل حم)).

وجاء في بعض الروايات أن الرجل قرأ المفصل في ركعة. وفي رواية لأبي داود سرد فيها السور النظائر فقال: ((كان يقرأ النظائر السورتين في ركعة، الرحمن والنجم في ركعة، واقتربت والحاقة في ركعة، والذاريات والطور في ركعة، والواقعة ونون في ركعة، وسأل والنازعات في ركعة، وويل للمطففين وعبس في ركعة، والمدثر والمزمل في ركعة، وهل أتى ولا أقسم في ركعة، وعم يتساءلون والمرسلات في ركعة، وإذا الشمس كورت والدخان في ركعة)).

والسنة في قراءة القرآن أن يمدها مدا، ففي الصحيح أن أنسا رضي الله عنه سئل عن قراءة النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (كان يمد مدا). وفي لفظ: (ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم يمد بسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم).

الخامس: يستحب لقارئ القرآن أن يحسن صوته بكتاب الله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أذن الله لشيء ما أذن للنبي أن يتغنى بالقرآن)). أخرجه البخاري. وفي حديث أبي هريرة في الصحيح أيضا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((ليس منا من لم يتغن بالقرآن)). وفي الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: ((يا أبا موسى لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود)) وذلك لما سمع حسن صوته بالقراءة.

السادس: يستحب البكاء عند قراءة القرآن، يقول الله مثنيا على من هذه صفته: ? وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ? [سورة الإسراء الآية 109]،

وقال في صفة أنبيائه عليهم السلام: ? إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ? [سورة مريم الآية 58].

وفي الصحيح أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال لابن مسعود رضي الله عنه: ((اقرأ علي. قال: قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟! قال: إني أشتهي أن أسمعه من غيري. قال: فقرأت النساء حتى بلغت ? فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ? [سورة النساء الآية 41]. قال لي. كف، أو أمسك. فرأيت عينيه تذرفان)).

وأخرج الإمام أحمد وغيره عن مطرف بن عبد الله عن أبيه قال: ((رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء)).

وفي البخاري أن عائشة قالت للنبي -صلى الله عليه وسلم- حين كان في مرضه وأمر أن يخلفه أبو بكر في الصلاة بالناس: ((إنه رجل رقيق إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس)) وفي لفظ: ((لم يسمع الناس من البكاء)). وكان عمر رضي الله عنه إذا صلى بكى حتى سمعوا بكاءه من وراء الصفوف. وعن أبي رجاء قال: (رأيت ابن عباس وتحت عينيه مثل الشراك البالي من الدموع).

ولهذا قال النووي رحمه الله في البكاء حال القراءة: " وهو صفة العارفين وشعار عباد الله الصالحين" ا هـ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير