فسور المفصل هي التي تجعل القلب يثوب ويطمئن بالإيمان فإذا جاء الحلال والحرام بعد ذلك كان السمع والطاعة لرب العالمين ولرسوله الأمين صلى الله عليه وسلم.
وبين أيدينا شاهد حي لا يغيب و هم: صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من السابقين الأولين حين زكّت نفوسهم هذه الآيات العظيمة من هذا الكتاب العظيم حتى أصبح الإيمان في قلوبهم كالجبال الرواسي.
وتأمل معي هذه السور التي هي من أوائل ما نزل من القرآن باتفاق أهل التفسير؛ تأملها سورة سورة ولا تعجل –شرح الله صدرك بكتابه-؛
1 - سورة {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}
2 - سورة {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ}
3 - سورة {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}
4 - سورة {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ}
5 - سورة {وَالضُّحَى}
6 - سورة {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}
7 - سورة {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}
8 - سورة {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}
9 - سورة {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}
10 - سورة {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا}
11 - سورة {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ}
12 - سورة {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ}
13 - سورة {الْقَارِعَةُ}
14 - سورة {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى}
15 - سورة {لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} وغيرها.
فتأمل ما الذي تغرسه هذه السور ي القلب لو قرأناها وفهمناها كما يريده الله منّا؟
الأمر عظيم جليل فتدبر فيما نزلت –وفقك الله لهداه-!
ومما ينبغي التنبيه عليه في مثل هذا الموطن أن حزب المفصل من كتاب الله تعالى جاء لتقرير ثلاث حقائق:
1) توحيد الله في ربوبيته وألوهيته
2) إثبات البعث والدار الآخرة
3) الأمر بمكارم الأخلاق
وبيان هذا وذكر أدلته من الكتاب والسنة ثم من كلام أهل العلم ليس هذا محله، وإنما أردت الإشارة إليه، لعل قارئ المفصل يفيد منه حين تدبره لهذا الحزب من القرآن.
ثانياً: أنه أيسر في الفهم، لأنه محكم ليس فيه متشابه إلا ما ندر.
وقد سبق قول عمر رضي الله عنه: "إن كان أحد منكم متعلماً فليتعلم من المفصل فإنه أيسر".
وقول ابن عباس رضي الله عنهما: "جمعت المحكم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل له: وما المحكم؟ قال: المفصل، فهو محكم ظاهر، بخلاف غيره من القرآن ففيه متشابه.
وأخرج الدارمي وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:
"إن لكل شيء سناماً وإن سنام القرآن سورة البقرة، وإن لكل شيء لباباً وإن لباب القرآن المفصل".
أفيبتغى الوصول للسنام قبل اللباب الميسّر؟!
المرحلة الخامسة:
كيف نستفيد من كتب التفسير؟
كتب التفسير المناسبة لهذا المستوى كثيرة، منها:
1. المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير، للشيخ المباركفوري.
2. تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للشيخ العلامة السعدي.
3. زبدة التفسير من تفسير فتح القدير، للشيخ د. محمد بن سليمان الأشقر.
4. التفسير الوجيز للدكتور وهبة الزحيليي، ومعه أسباب النزول وقواعد الترتيل.
5. أيسر التفاسير، للشيخ أبي بكر الجزائري.
والذي أراه لعموم المسلمين أن يجمعوا بين كتابين هما:
- المصباح المنير، وهو تفسير مختصر يعتني بالآثار ويرتبها، وهو يفيد في بيان معنى الكلمة عند السلف، رضوان الله عليهم أجمعين. فإن كان المصباح المنير فيه عُسرٌ فـ"زبدة التفسير" للشيخ محمد الأشقر فيه نفع كبير.
- تيسر الكريم الرحمن، للشيخ السعدي، لأنه يعتني بالمعاني العامة، وبمسائل الإيمان والتربية ونحو ذلك. ويصرّح بالعقيدة الصحيحة وينبه على مخالفة المخالفين لها، وغيري ذلك مما يحتاجه عموم المسلمين.
فيقرأ أولاً في "المصباح المنير" أو "زبدة التفسير" فيأخذ معاني الكلمات ثم في تفسير السعدي فيأخذ المعاني العامة.
فإن شق على أحدٍ الجمع بين كتابين فعليه بكتاب "أيسر التفاسير" فإنه جمع بين بيان اللفظ والمعنى، وإن كان دون ما تقدم في التحرير لكنه مفيد، وقد نفع الله به في مشارق الأرض ومغاربها.
سلسلة "مبادئ فهم القرآن" (10): خاتمة مهمة: العناية بالاستشهاد بقصص الأئمة مع القرآن
هذه خاتمة تتعلق بالعناية بتدوين أخبار وقصص الأئمة سلفاً وخلفاً مع القرآن ثم الاستشهاد بها في محلّها من التفسير
وهذا مع عظيم فائدته إلا أنه من مُلَح التفسير لا من متينه.
¥