تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[السيد عبد الرازق]ــــــــ[02 - 11 - 06, 07:37 م]ـ

على أنّ بعض أهل العلم يرى أنّ الصلاة من الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم ليس معناها الرحمة، بل إنّ صلاة الله تعالى على المرء ثناؤه عليه في الملأ الأعلى، كما قال أبو العالية وتبعه على ذلك المحقّقون من أهل العلم.

وممّا استدلّ به العلماء على بطلان القول الأول، قوله تعالى: (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ) [البقرة: 157]. فعطف الرحمة على الصلوات، والأصل في العطف المغايرة، ولأنّ الرحمة تكون لكلّ أحد.

ولهذا يقول ابن عثيمين رحمه الله: أجمع العلماء على أنّه يجوز أنْ تقول: فلان رحمه الله، واختلفوا هل يجوز أن تقول: فلان صلّى الله عليه؟

وفي الجملة فإنّ الآية الكريمة فيها دقائق بيانية، قد ذكرها الأخ قصي بارك الله فيه، ونلخصها فيما يلي:

أولاً: ثناء دائم على الرسول صلى الله عليه وسلم.

ثانياً: جاء الخبر مؤكّداً بـ (إنّ) اهتماماً.

ثالثاً: جيء بالجملة الاسمية لإفادة العموم.

رابعاً: كانت الجملة اسمية في صدرها (إنّ الله)، فعلية في عجزها (يصلّون)، للإشارة إلى أنّ هذا الثناء من الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم يتجدّد وقتاً بوقت على الدوام.

فصلِّ اللهم على سيدّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً.


قال الإمام الشافعي رحمه الله: " لا يحيط بالعربية إلا نبي "

ـ[السيد عبد الرازق]ــــــــ[02 - 11 - 06, 07:40 م]ـ
تفسير القرطبي لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} الأحزاب56
إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}
هذه الآية شرف الله بها رسوله عليه السلام حياته وموته وذكر منزلته منه وطهر بها سوء فعل من استصحب في جهته فكرة سوء أو في أمر زوجاته ونحو ذلك والصلاة من الله رحمته ورضوانه ومن الملائكة الدعاء والاستغفار ومن الأمة الدعاء والتعظيم لأمره
مسألة: واختلف العلماء في الضمير في قوله: {يصلون} فقالت فرقة: الضمير فيه لله والملائكة وهذا قول من الله تعالى شرف به ملائكته فلا يصحبه الاعتراض الذي جاءفي قول الخطيب: من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: بئس الخطيب أنت قل ومن يعص الله ورسوله أخرجه الصحيح قالوا: لأنه ليس لأحد أن يجمع ذكرالله تعالى مع غيره في ضمير ولله أن يفعل في ذلك ما يشاء وقالت فرقة: في الكلام حذف تقديره إن الله يصلي وملائكته يصلون وليس في الآية اجتماع في ضمير وذلك جائز للبشر فعله ولم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس الخطيب أنت لما لهذا المعنى وإنما قاله لأن الخطيب وقف على ومن يعصهما وسكت سكتة واستدلوا بما رواه أبو داود عن عدي بن حاتم أن خطيبا خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: [من يطع الله ورسوله ومن يعصهما فقال: قم أو اذهب بئس الخطيب أنت] إلا أنه يحتمل ان يكون لما خطأه في وقفه وقال له: بئس الخطيب أصلح له بعد ذلك جميع كلامه فقال: قل ومن يعص الله ورسوله كما في كتاب مسلم وهو يؤيد القول الأول بأنه لم يقف على ومن يعصهما وقرأ ابن عباس: وملائكته بالرفع على موضع اسم الله قبل دخول إن والجمهور بالنصب عطفا على المكتوبة
قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} فيه خمس مسائل:
الأولى: قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} أمر الله تعالى عباده بالصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم دون أنبيائه تشريفا له ولا خلاف في أن الصلاة عليه فرض في العمر مرة وفي كل حين من الواجبات وجوب السنن المؤكدة التي لا يسع تركها ولا يغفلها إلا من لا خير فيه الزمخشري: فإن قلت الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم واجبة أم مندوب إليها؟ قلت: بل واجبة وقد اختلفوا في حال وجوبها فمنهم من أوجبها كلما جرى ذكره وفي الحديث: [من ذكرت عنده فلم يصل علي فدخل النار فأبعده الله] ويروى أنه قيل له: [يا رسول الله أرأيت قول الله عز وجل: {إن الله وملائكته يصلون على النبي} فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير