تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عِلَّةُ إِعْرَابِ الفِعْلِ المُضَارِعِ

ـ[عبدالعزيز المغربي]ــــــــ[25 - 08 - 05, 07:55 م]ـ

قَالَ مُحَمَّدٌ مُحْيِ الدِّينِ عَبْدُ الحَمِيدِ رَحِمَهُ الله فِي مِنْحَةِ الجَلِيلِ:

لَمَّا كَانَ الأَصْلُ عِنْدَ البَصْرِيِّينَ فِي الأَسْمَاءِ الإِعْرَابَ؛ فَإِنَّ مَا كَان مِنْهَا مُعْرَبًا فَلاَ يُسْأَلُ عَنْ عِلَّةِ إِعْرَابِهِ، لأَنَّ "مَا جَاءَ عَلَى أَصْلِهٍِ لاَ يُسْأَلُ عَنْ عِلَّتِهِ"، وَمَا جَاءَ مِنْهَا مَبْنِيًّا يُسْأَلُ عَنْ عِلَّةِ بِنَائِهِ، وَقَدْ تَقَّدَمَ لِلنَّاظِمِ وَالشَّارِحِ بَيَانُ عِلَّةِ بِنَاءِ الاِسْمِ، وَأَنَّهَا مُشَابَهَتُهُ لِلْحَرْفِ، وَلَمَّا كَانَ الأَصْلُ فِي الأَفْعَالِ عِنْدَهُمْ أَيْضًا البِنَاءُ فَإِنَّ مَا جَاءَ مِنْهَا مَبْنِيًّا لاَ يُسْأَلُ عَنْ عِلَّةِ بِنَائِهِ، وَإِنَّمَا يُسْأَلُ عَنْ عِلَّةِ إِعْرَابِ مَا أُعْرِبَ مِنْهُ وَهُوَ الْمُضَارِعُ،

وَعِلَّةُ إِعْرَابِ الْفِعْلِ الْمُضَارِعِ عِنْدَ الْبَصْرِيِّينَ أَنَّهُ أَشْبَهَ الاِسْمَ فِي أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَتَوَارَدُ عَلَيْهِ مَعَانٍ تَرْكِيبِيَّةً لاَ يَتَّضِحُ التَّمْيِيزُ بَيْنَهَا إِلاَّ بِالإِعْرَابِ،

فَأَمَّا الْمَعَانِي الَّتِي تَتَوَارَدُ عَلَى الاِسْمِ فَمِثْلُ الفَاعِلِيَّةِ وَالْمَفْعُولِيَّةِ وَالإِضَافَةِ فِي نَحْوِ قَوْلِكَ: (مَا أَحْسَنَ زَيْدًٌٍ)،

فَإِنَّكَ لَوْ رَفَعْتَ زَيْدًا لَكَانَ فَاعِلاً وَصَارَ الْمُرَادُ نَفْيُ إِحْسَانِهِ،

وَلَوْ نَصَبْتَهُ لَكَانَ مَفْعُولاً بِهِ وَصَارَ المُرَادُ التَّعَجُّبَ مِنْ حُسْنِهِ،

وَلَوْ جَرَرْتَهُ لَكَانَ مُضَافًا إِلَيْهِ، وَصَارَ الْمُرَادُ الاِسْتِفْهَامُ عَنْ أَحْسَنِ أَجْزَائِهِ،

وَأَمَّا الْمَعَانِي الَّتِي تَتَوَارَدُ عَلَى الفِعْلِ فَمِثْلُ النَّهْيِ عَنِ الفِعْلَيْنِ جَمِيعًا أَوْ عَنْ الأَوَّلِ مِنْهُمَا وَحْدَهُ أَوْ عَنْ فِعْلِهِمَا مُتَصَاحِبَيْنِ فِي نَحْوِ قَوْلِكَ: (لاَ تُعْنَ بِالْجَفَاءِ وَتَمْدَحَُْ عَمْرًا)،

فَإِنَّكَ لَوْ جَزَمْتَ (تَمْدَحْ) لَكُنْتَ مَنْهِيًّا عَنْهُ اسْتِقْلاَلاً، وَصَارَ الْمُرَادُ أَنَّهُ لاَ يَجُوزُ لَكَ أَنْ تُعْنَى بِالجَفَاءِ وَلاَ أَنْ تَمْدَحَ عَمْرًا،

وَلَوْ رَفَعْتَ (تَمْدَحُ) لَكَانَ مُسْتَأْنَفًا غَيْرَ دَاخِلٍ فِي حُكْمِ النَّهْيِ، وَصَارَ المُرَادُ أَنَّكَ مَنْهِيٌّ عَنِ الجَفَاءِ مَأْذُونٌ لَكَ فِي مَدْحِ عَمْرٍو،

وَلَوْ نَصَبْتَهُ لَكَانَ مَعْمُولاً لأَنْ المَصْدَرِيّةِ وَصَارَ المُرَادُ أَنَّكَ مَنْهِيٌّ عَنِ الْجَمْعِ بَيْنَ الْجَفَاءِ وَمَدْحِ عَمْرٍو، وَأَنَّكَ لَوْ فَعَلْتَ أَيَّهُمَا مُنْفَرِدًا جَازَ.

ـ[هشام محمد عواد الشويكي]ــــــــ[25 - 06 - 08, 09:44 ص]ـ

لمَ سمي الفعل المضارع مضارعًا؟

ـ[عبدالعزيز البرجس]ــــــــ[26 - 06 - 08, 01:24 ص]ـ

لمضارعته للحرف

ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[26 - 06 - 08, 02:03 ص]ـ

بل لمضارعته للاسم: أي لمشابهته له؛ لذلك هو الفعل الوحيد الذي يعرب مع أنه يبنى في حالات.

وما شابه الاسم يعرب وما شابه الحرف يبنى.

ـ[عبدالعزيز البرجس]ــــــــ[26 - 06 - 08, 02:42 ص]ـ

بل لمضارعته للاسم: أي لمشابهته له؛ لذلك هو الفعل الوحيد الذي يعرب مع أنه يبنى في حالات.

وما شابه الاسم يعرب وما شابه الحرف يبنى.

عفوا، كان ذلك سهوا مني ... صحيح كلامك أخي الفاضل (أحيانا الشخص يكتب و عقله شارد في موضوع آخر) .. أكرر اعتذاري و رجوعي عن هذا الخطأ الفادح!!

ـ[أحمد أبو تسنيم]ــــــــ[26 - 06 - 08, 11:47 م]ـ

الفعل كله مبني ولا يعرب منه إلا ما أشبه الاسم، و هو الفعل المضارع الذي لم يتصل به نونا التوكيد، ولا نون النسوة.

وهذا الشبه إنما يكون بينه وبين اسم الفاعل، وهو يكون بينهما من جهتي اللفظ والمعنى.

أما من جهة اللفظ، فلأنهما متفقان في عدد الأحرف والحركات والسكنات، فيكتب على وزن (كاتب) ويُكرم على وزن (مُكرِم).

أما من جهة المعنى فلأن كل منهما يكون للحال وللاستقبال، وباعتبار هذه المشابهةُ يسمى هذا الفعل (مُضارعاً)، أي مشابهاً فإن المضارع معناها المشابهة، يقال (هذا يضارع هذا) أي يشابهه.

فإن اتصلت به نون التوكيد، أو نون النسوة بُني لأن هذه النونات من خصائص الأفعال، فاتصاله بهن يبعد شبههُ باسم الفاعل فيرجع إلى البناء الذي هو أصل الأفعال.

المرجع: جامع الدروس العربية تأليف الشيخ مصطفى الغلاييني

ـ[عبدالعزيز البرجس]ــــــــ[27 - 06 - 08, 12:39 م]ـ

ابن مالك لخص لكم القضية في بيتين فقال:

و فعل أمر و مضي بُنيا


و أعربوا مضارعا إن عريا

من نون توكيد مباشر و من

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير