تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تقرير: نستخدمها ولا نعرف قيمتها .. اللغة العربية أقدم من التاريخ]

ـ[ Abou Anes] ــــــــ[25 - 09 - 05, 03:21 م]ـ

محيط:

مصطفى فتحى:

مهما كتب عن تاريخ اللغة العربية وأصل منشئها يبقى هناك بعض الأسرار المُخبأة والنقاط المخفية. فعلى الرغم من الدراسات المتنوعة التي بحثت ونقبت في تاريخ هذه اللغة وكيفية وصولها إلى ما هي عليه اليوم، بقيت علامات الاستفهام قائمة من بعض المؤرخين والعلماء حول أقدمية اللغة العربية وماهية نشأتها.

تاريخياً، يعود بدء تدفق القبائل العربية إلى مناطق شبه الجزيرة العربية إلى حوالي العام 3500 ق. م. . اما تاريخ نشأة اللغة العربية فيعود إلى الألف الأول ق. م. . اللغة العربية هي من اللغات السامية، ومن أهم اللغات السامية الأخرى التي سبقت اللغة العربية اللغة الأكادية، الآشورية، البابلية، الكنعانية، الفينيقية، الآرامية، والعبرية. ترد مصادر عدة أصل اللغات السامية إلى عائلة واحد، حيث يتضح ذلك من خلال التقارب الكبير بين هذه اللغات سواء من حيث الشكل أو من حيث المبنى.

أما فيما يخص اللغة العربية فنلحظ أن عدداً كبيراً من المؤرخين والعلماء يؤكدون التقارب الكبير بين العديد من اللغات السامية واللغة العربية، والأهم أنهم يشددون على امتياز اللغة العربية وأقدميتها عن سائر اللغات الساميّة. فعلى سبيل المثال لا الحصر، يذكر الأستاذ عباس محمود العقاد: "كان للغة العربية عبر العصور تأثير قوي من خلال عامية المغرب والأندلس على العبرية حيث لم يستطع رجالات الفكر اليهودي من شُراح التلمود فهم الكثير من نصوصه إلا بالاستعانة باللغة العربية. إذ كانت العبرية لهجة من لهجات العرب".

ورد أيضاً في كتاب "الحضارات" للمؤرخ الأستاذ لبيب عبد الساتر، "بأن اللهجة الفينيقية تشبه إلى حد بعيد لهجة أبناء لبنان الشمالي اليوم". أما كتاب "لغة آدم" للكاتب محمد رشيد ذوق، فيحدد بأن اللغة الأوغاريتية ليست سوى لهجة عربية قديمة.

إذ يذكر بعض العلماء من خلال المقارنة العلمية بين اللغتين الأوغاريتية والعربية، بأن اللغة الأوغاريتية التي نشأت في بلاد كنعان عام 1900 ق. م.، هي نفسها اللغة العربية. ونقلاً عن الدراسات الشرقية في الجامعات الألمانية، كما عن معجم الحضارات السامية، نشير بأن أعمالاً تنقيبية دلت على وجود اللغة العربية على نقوش منذ العام 9000 ق. م. وهي تنتمي لحضارة النطوفية. أما العالم الغربي أولسهوزن فيحدد بأن اللغة العربية هي أقدم اللغات السامية، فيما يذكر المستشرق دافيد صمويل مرجليوث "بأن إبتداء اللغة العربية أقدم من التاريخ"!!!

في خضم هذا التشابه الكبير بين اللغات السامية واللغة السامية العربية من جهة، وما بين تباين الآراء حول أقدمية اللغة العربية من جهة أخرى، يبقى مهد الساميين الأوائل لغزاً يحير العلماء. . .! إذ يشير الدكتور صبحي الصالح أستاذ فقه اللغة والاسلاميات في كلية الآداب بالجامعة اللبنانية إلى ما يلي "يبدو أن اللغات السامية قبل تفرقها كانت ترجع إلى أصل واحد، وتشكل شبه وحدة شعبية، إلا أن من العسير جداً تعيين ذاك الأصل وتحديد هذه الوحدة، لأن المهد الأول للساميين لا يزال غامضاً مجهولاً، رغم أبحاث العلماء الكثيرة الواسعة الآفاق".

إن كيفية تطور اللغة العربية ووصولها إلى ما هي عليه مُبهم بعض الشيء! ناهيكم أن حروف اللغة العربية لم تكن على ما هي عليه اليوم، فلقد كانت بمثابة رموز معينة تطورت لتصبح الحروف المعروفة حالياً. فعلمياً وكما هو متعارف عليه، إن الكتابة العربية اشتقت من الكتابة السينائية التي كانت موجودة في صحراء سيناء، والتي تعتبر كتابة تطورت من الكتابة الهيروغليفية المصرية.

من جهة أخرى لا يسعنا إلا التطرق إلى ما اشارت إليه مصادر أخرى والتي تُبين تطابق الأبجدية الفينيقية مع اللغة العربية، كما ان تاريخ انبثاق الأبجدبة الفينيقية يتزامن مع تاريخ إنبثاق الكتابة العربية أي عام 1000 ق. م.، حيث اللغة العربية كانت تُعرف قديماً بالأبجدية العربية قبل أن تصبح معروفة بالهجائية وبقيت تسميتها بالعربية الأبجدية لغاية عام 620م.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير