تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بين الحروف الأبجدية والحروف الهجائية اختلاف، وإن كان البعض لا يميز بينهما. الاختلاف يكمن بتراتبية الحروف وبعددها، كما بزمن تواجدها. الحروف الهجائية هي تراتبية الحروف التي نعرفها اليوم وهي تؤلف تسعة وعشرين حرفاً. أما الحروف الأبجدية فتراتبية حروفها تبدأ بالتسلسل الحرفي "أبجد هوز"، وهي تتألف، أي الحروف الأبجدية، من ثمانية عشر حرفاً، فالحرف الذي لا تحويه الأبجدية العربية القديمة هو حرف اللام ألف- لا- الذي لم يكن موجوداً قبل سنة 328 م.

أبْجَد، هَوَّز، حُطي، كلمُن، سَعَفَصْ، قَرَشَتْ، ثخَذٌ، ضَظَغٌ. تلكم هي تراتبية الأبجدية القديمة، التي يُرَد تاريخ وجودها إلى الحضارة الفينيقية. إذ يشير أحد المُتبحرين في اللغة العربية، حول رموز هذه الكلمات بأنه يُروى كانت أسماء لمؤمنين كبار!!! نختم المقارنة ما بين الأبجدية والهجائية، بمعنى كل من الكلمتين. فعبارة أبجد تُفسر من خلال تركيبها أب - جد ولعل المقصود بها الأب أوجد. أما عبارة هجاء: يُشتق منها عدة كلمات و معانٍ، نورد بعضاً منها، الهجاء:"المعنى الشائع" النقد اللاذع الذي يبلغ حد الشتائم أحياناً. الهجأ: كل ما كان فيه المرء فانقطع عنه.

في هذا المقال لا يسعنا إلا الاعتراف بأن مقام اللغة العربية إن تاريخاً وإن مضموناً لا يمكن اختصاره ببعض الصفحات، لا سيما بعد ما أشار إليه العديد من المؤرخين الكبار وأكدوا أصالة اللغة العربية من خلال قدم وجودها وذلك ما قبل آلاف السنين لما هو متعارف عليه في تاريخنا الحالي. من جهة أخرى نشير إلى أن غالبية اللغات السامية قد اندثرت، وإن الباقي منها لا يحتل المساحة عينها التي تحتلها اللغة العربية، فهل هذا دليل آخر على أن اللغة العربية تتميز بأصالتها عن باقي اللغات السامية؟.

نختم مع احد أكبر مراجع اللغة العربية، أبي العباس أحمد بن علي القَلْقَشَنْدي، إذ فيما يذكره في كتابه "صبحُ الأعشى" أبعاد دفينة للغة العربية، وكأنها إشارات تضعنا أمام رموز أبعد وأعمق من لغة وضعت لمجرد التخاطب والتحاور، فإليكم ما ورد في كتاب "صُبح الأعشى" (حيث كلمة الأعشى تعني: ذاك الذي يرى في النهار ولا يرى ليلاً): "لقد تقدم أن حروف المُعجم ثمانية وعشرون حرفاً سوى اللام ألف".

وان ذلك على عدد منازل القمر الثمانية والعشرين؛ ثم أنه لا بُدَّ أن يبقى مما فوق الأرض منزلةٌ مختفية تحت الشَّفق، فكانت الحروف المنقوطة خَمسة عشر حرفاً بعدد المنازل المختفية: وهي الأربعة عشر التي تحت الأرض، والواحدة التي تحت الشعاع، إشارة إلى أنها تحتاج إلى الاظهار لإختفائها: وهي الباء، والتاء، والثاء، والجيم، والخاء، والذال، والزاي، والشين، والضاد، والظاء، والغين، والفاء، والقاف، والنون، والياء. وكانت الحروف العاطلة ثلاثة عشر بعدد المنازل الظاهرة: وهي الألف، والحاء، والدال، والراء، والسين، والصاد، والطاء، والعين، والكاف، واللام، والميم، والهاء، والواو".

تاريخ التحديث: 9/ 21/2005 11:41:14 Pm

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير