* واقرإ الآن المثال?4? تدركْ أن الإنسان لا يقدر على وضع أصبعه بكامله في أذنه، ومعنى ذلك أن استعمال لفظ «أصابعَهم» ليس استعمالاً حقيقيّاً، إذن ما المعنى المجازي الذي صار يدل عليه في الآية الكريمة؟ وبالتمعن المتفحص تجدُ أن المقصود بكلمة «أصابعَهم» هو رؤوس الأصابع، وهي جزء منها، والقرينة المانعة من إرادة معنى الأصابع هي «في آذانهم»، بمعنى أن الله تعالى عبَّر بلفظ «أصابعَهم» وهي كلّ، لإرادة رؤوسها وهي جزء، والأمر الجامع بين الأصابع ورؤوسها هي علاقة الكلية.
* تأمل الآن المثال?5? تجدْ أن الله تعالى استعمل كلمة «اليتامى» في غير ما وُضعت له حقيقة، ذلك أنه لا يُعْقََلُ أن تُسَلَّمَ الأموال إلى اليتامى قبل أن يصيروا راشدين، أي أن لفظ «اليتامى» استُعمل استعمالاً مجازيّاً، والقرينة المانعة من إرادة المعنى الحقيقي لليتامى قرينة حاليَّة تُفْهَمُ بالعقل. ولكن ما المعنى المجازي الحاصل؟ بدون شك ستجدُ أنه هو اليتامى الذين صاروا بالِغين، بمعنى اعتبار حالة اليتم التي كانوا عليها في الزمن الماضي، فهذه الماضوية المعتبرة هي علاقة المجاز في هذا المثال، أي: اعتبار ما كان.
* وفي المثال ?6? تجدُ أن الله تعالى خاطب رسوله الكريم بقوله: «إنك ميِّتٌ» وهو ما زال حيّاً، بمعنى أن كلمة «مَيِّت» غير مستعملة في وضعها الحقيقي، إذن فهي مجاز قرينته حاليَّة تدرَك بالعقل، وهي أنه لايمكن أن يوجَّه الخطاب لميِّت إلا على وجه المجاز. أما علاقته فهي اعتبار ما سيكون عليه الإنسان في المستقبل وهو الموت لا محالة، فهذه المستقبلية هي التي جعلت لفظ «ميِّت» يغادر موقع استعماله الوضعي ?الموت?، إلى موقع مجازي يَكتسِب فيه معنىً آخر مختلفاً ?الحياة?، أي: اعتبار ما سيكون.
* وبتأملك المثال?7? تجدُ أن الشاعر قال: «واسأل القرية»، وأنت تعلم أن القرية محل ?أي: مكان? لا يمكن أن يوجه إليه السؤال، إذن فالمقصود بها سُكّانها الحالُّون بها، أي أُطْلِقَ المحل وأريد الحالّ، إذن فلفظ «القرية» ورد مجازاً، قرينته المانعة من إيراد معناه المتداوَل في عُرْف الناس هي لفظ «اسأل». والعلاقة المنتِجة لهذا المجاز هي: المحلِّيَّة.
* واقرإ الآن المثال ?8? لتجد أن الشاعر قد عبَّر بلفظ «الدَّوْح» وهو نوع من الشجر، ليعني المكان الذي يوجد به هذا الدوح. والعلاقة المُسَوِّغَة لهذا المجاز هي: الحالِّيَّة، أي التعبير بالحالّ في المكان عن المكان نفسه.
إذن، ما المجاز المرسَل؟ اذكر بعض علاقاته.
أستخلص
* المجاز المرسَل هو لفظ استُعْمِل في غير معناه المعجمي المتداوَل لدى المتخاطِبين لعلاقة غير المشابهة رابطةٍ بين اللفظ في معناه الحَرْفي ?الحقيقي?وبين معناه الاستلزامي مقاميّاً، مع قرينة لفظية أو حاليَّة مانعة من قصد المعنى الحقيقي.
* من علاقات المجاز المرسَل:
•السببية، أي التعبير بالسبب وإرادة المسبِّب.
• المسَبَّبِيَّة، أي التعبير بالمُسَبَّب وإرادة السبب.
• الجزئية، أي التعبير بالجزء وإرادة الكل.
• الكليِّة، أي التعبير بالكل وإرادة الجزء.
• اعتبار ما كان ?الماضوية?.
• اعتبار ما سيكون?المستقبلية?.
• المحليَّة، أي التعبير بالمحل وإرادة الحالِّ به.
• الحالِّيَّة، أي التعبير بالحالِّ وإرادة المَحَلِّ.
أطبق
ــ ميِّز، فيما يلي، بين الاستعارة والمجاز العقلي والمجاز المرْسَل:
• شربت ماء النهر.
• سهرنا طيلة ليلة مقمرة.
• فلم أرَ قبلي مَنْ مشى البحرُ نحوه ولا رَجلاً قامت تعانقه الأسُدُ
ــ بَيِّن القرينة ونوع العلاقة في كلٍّ من المجازات المرسَلة التالية:
• الأبرارُ في رحمة الله.
• زرع البستاني الأزهار في الحديقة.
• أرسل رئيس الجيش عيونه إلى الخطوط الأمامية.
• اهتمت مدرستنا بالأنشطة الرياضية.
• في فصل الشتاء يلبَس الناس الصُّوف.
• وما مِن يدٍ إلا يدُ الله فوقها ولا ظالمٌ إلا سيُبْلى بأظلمِ
• يزور الدول العربية كلَّ عام آلافُ السُّيّاح.
• ? إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً ? 10/ النساء