تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

المجاز المُرْسَل وعلاقاته

ـ[إبراهيم عيشو]ــــــــ[15 - 04 - 09, 03:10 م]ـ

المجاز المُرْسَل وعلاقاته

ألاحظ

أ:

أراني اللهُ وجهَكَ بخير

ب:

1ـ رَعَتِ الماشية الغيث.?الغيث: المطر?

2ـ ?ويُنزِّل لكم من السماء رزقاً? 13/ غافر

3ـ ?واركعوا مع الراكعين?43/ البقرة

4ـ? كلما دعوتُهم لتغفر لهم جعلوا أصابعَهم في آذانهم? 7/ نوح

5ـ? وآتُوا اليتامى أمالهم ? 2/ النساء

6ـ ?إنكَ مَيِّتٌ وإنهم مَيِّتون? 30/ الزمر

7ـ واسأل القرية عنا: كيف كُنَّا في روابيها ربيعاً ومحبَّهْ

8ـ نزَلنا دَوْحَة فَحَنا علينا حُنُوَّ المرضعات على الفطيمِ

(الدَّوْحَة: الشجرة العظيمة المتشعبة ذات الفروع الممتدة)

التحليل

ُلعلك علمت في موضوع المجاز أن المجاز هو لفظ استعمل في غير معناه المعجمي لعلاقة رابطة بين اللفظ في ما وُضِعَ له حرفيّاً وبين المعنى الاستلزامي الذي انتقل إليه بواسطة المجاز، مع وجود قرينة مانعة من قصد المعنى الحقيقي. والعلاقة التي سمحت بعبور اللفظ لمعناه الحقيقي إلى معنى آخر جديد مجازي قد تكون المشابهة، وفي هذه الحالة يكون المجاز استعارة، وقد تكون العلاقة غير المشابهة، فيكون المجاز: مجازاً مرسَلاً، ومثاله الشارح: «أراني الله وجهك بخير»، فأنت ترى أن لفظ «وجهَك» مستعمَل هنا في غير ما وُضِعَ له، أي لم يُسْتعْمَل الاستعمال الحقيقي المتواضَع عليه في تخاطب الناس، لأن المقصود به في المثال هو شخص المخاطب كلُّه لا الوجهُ وحده، والقرينة ? الدليل ? الدالة على ذلك هو كلمة «أراني»، فالمتكلم لايقصد رؤية الوجه وحده، ذلك أن الوجه بدون صاحبه لا معنى له، ولذلك سُمِّيَ الشخص كله باسم جزء منه، ومعنى ذلك أن كلمة «وجهَك» اسْتعملت استعمالاً مجازيَّاًً، وأنت ترى أنه مجازفي اللفظ وليس في الإسناد، أي أنه ليس مجازاً عقلياً.

إذن، ما العلاقة المُسَوِّغَة لدلالة الوجه على صاحبه كله؟ طبعاً ليست علاقة مشابَهة بين الوجه والشخص الحامل له. وبالتأمل الفحيص تدرك أن العلاقة التي مكَّنت من قيام هذا المجاز هي «الجزئية»، أي التعبير بالجزء ليدل على كله.

ولتكتشف بعض علاقات المجاز المرسل، تتبع البيانات التحليلية التالي:

َ* تأملالمثال?1? من?ب? تجدْ أن الماشية لم ترْعَ الغيث وهو المطر، لأن الغيث لايُرْعَى، وإنما الذي يُرْعى هو النبات الذي تسبَّبَ في إيجاده هذا الغيث، إذن فلفظة «الغيث» استعملت استعمالاً مجازيّاً ليدل على شيء آخر وهو النبات. والعلاقة التي جعلت كلمة «الغيث» تنتقِل من معناها في الاستعمال الحقيقي ?المطر? إلى معناها في الاستعمال المجازي ? النبات? هي هذه السببية، أي التعبير بالسبب عن المُسَبِّب.

* وإذا انتقلت إلىالمثال?2? وجدت أن الرزق لا يُنَزَّلُ من السماء، وإنما الذي يُنَزَّلُ هو المطر الذي ينتُج عنه الرزق، ومعنى ذلك أن المطر ـ وهو السبب ـ سُمِّيَ باسم مُسَبَّبه الرزق، إذن فلفظة «رزقاً» لم تستعمَل في معناها الحقيقي وإنما استُعملت مجازيّاً، والقرينة المانعة من قصد المعنى الحقيقي هو كلمة «يُنَزِّلُ»، فالرزق، وهوالمأكل والمشرب وغيرُهما من الأمور التي تنفع الإنسان لايُنَزَّلُ من السماء. ولكن، ما العلاقة الواصلة بين معنى الرزق في الاستعمال الحقيقي ومعناه الجديد المكتسَب من خلال المجاز؟ وبدون شك ستُدرك أنها المُسَبَّبِيَّة، أي التعبير بالمسبَّب عن السبب.

* وتأمل الآن المثال?3?تجدْ أن الله تعالى استعمل كلمة «اركعوا» وأراد بها: «صََلُّوا»، إذن فكلمة «اركعوا» مجاز. وأنت تعلم أن الركوع جزء من الصلاة، بمعنى أن الجزء استُعمل ليدل على الكل. والقرينة المانعة من إرادة الركوع قرينة حالية تُفْهَم من خلال المقام التواصلي، إذ لا يُعقل أن يأمر الله الناس بالركوع وحده دون الصلاة. كما يتبين لك أن العلاقة التي حَوَّلَتْ معنى الركوع من مستواه المعجمي إلى معنى آخر وهو الصلاة هيالجزئية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير