[ما إعراب شبه الجملة في مثل هذه العبارة؟]
ـ[محمد أبو سعد]ــــــــ[15 - 04 - 09, 10:15 م]ـ
القليل مع التدبير، خير من الكثير مع التبذير
ما هو متعلَّق الجار والمجرور: مع التدبير؟ هل يصح أن نقول: الجار والمجرور يتعلقان بحال محذوفة، والتقدير: القليل كائنا مع التدبير ....
أنجدوني يا أهل اللغة!
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[16 - 04 - 09, 03:28 ص]ـ
لعلّ إعرابها كالتالي أخي محمد:
((القليل مع التدبير خير من الكثير مع التبذير))
القليل مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاعرة على آخره.
مع التدبير جار وجرور متعلق بمحذوف صفة للمبتدأ والتقدير القليلُ الموجودُ مع التدبير، فشبه الجل بعد المعارف صفات وبعد النكرات أحوال.
خير خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
من الكثير جار ومجرور متعلق بخير لأن خير اسم تفضيل أصله أخير مثل أفضل مثل قولك زيد أفضل من عمرو فمن عمرو جار ومجرور متعلق بأفضل
مع ظرف مبني على الفتح في محل نصب وهو متعلق بمحذوف صفة لكثير والتقدير من الكثيرِ الكائنِ مع التبذير
و مع مضاف والتبذير مضاف إليه مجرور بالكسرة والله أعلم
ـ[محمد أبو سعد]ــــــــ[16 - 04 - 09, 05:11 ص]ـ
أخي أبا وائل: القاعدة كما أحفظها وسمعتها (الجمل بعد النكرات صفات، وبعد المعارف أحوال) فأرجو معاودة النظر في الإعراب على ضوء هذا، ولك الشكر.
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[16 - 04 - 09, 04:12 م]ـ
صدقت أخي محمد وهمتُ في ذلك والأمر كما ذكرت ولكنّ الإعراب صحيح فقولك زيد في الكرم سابق
فشبه الجملة في الكرم متعلق بمحذوف صفة لزيد لأن الخبر سابق، وليس معنى هذا أن كل الجمل بعد المعارف أحوال، وبعد النكرات صفات، وراجع مغني اللبيب لابن هشام رحمه الله
ـ[محمد أبو سعد]ــــــــ[17 - 04 - 09, 01:35 م]ـ
عفوا يا أخي.
ذكر النحاة هذه المسألة، كما أنقلها من (جامع الدروس العربية) للغلاييني:
متى تتقدم الحال على عاملها وجوباً؟
تتقدمُ الحالُ على عاملها وجوباً في ثلاثِ صُوَرٍ
1 - أن يكون لها صدرُ الكلامِ، نحو "كيفَ رجعَ سليمٌ؟ "، فإن أسماء الاستفهامِ لها صدرُ جملتها.
2 - أن يكون العاملُ فيها اسمَ تفضيلٍ، عاملاً في حالين، فُضّلَ صاحبُ إحداهما على صاحبِ الأخرى، نحو "خالدٌ فقيراً، أكرمُ من خليلٍ غنيّاً"، أو كان صاحبُها واحداً في المعنى، مُفضّلاً على نفسه في حالةٍ دونَ أُخرى، نحو "سعيدٌ، ساكتاً، خيرٌ منه متكلماً". فيجبُ والحالةُ هذهِ، تقديمُ الحال التي للمُفضّل، بحيثُ يتوسطُ اسمُ التفضيلِ بينهما، كما رأَيتَ. انتهى.
فالشاهد هنا: ما ذكره في رقم (2) والفرق أنه في الأمثلة المذكورة اسم صريح، وفي مثالنا: شبه جملة. فيكون التقدير: القليل حال التدبير خير منه حال التبذير.
وقال ابن مالك:
ونحو: زيد مُفرداً أنفعُ من عمرو مُعاناً، مستجازٌ لن يهن
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[17 - 04 - 09, 03:41 م]ـ
وإن قُلتَ: القليلُ الكائنُ مع التدبير خير من الكثيرِ الكائنِ مع التبذير لكان صوابا، ولفظة الكائن ها هنا مرفوعة في الأولى مجرورة في الثانية صفة.
ووجه ذلك أن القليل والكثير أسماء أجناس بخلاف زيد وخالد وعمرو فهي أعلام متمحضة في التعريف
أما اسم الجنس إذا كان محلى بـ (ال) فهو معرفة لفظا نكرة معنى لأن المقصود به الشيوع في جنسه لا فردا بعينه كلفظة الإنسان كما في قوله تعالى {إن الإنسان لفي خسر}، فأجازوا أن تقدر الجمل بعده أحولا أو صفات، فإن قدرت صفات باعتبار النظر إلى إلى المعنى، وإن قدرت أحوالا باعتبار النظر إلى اللفظ، وشبه الجمل تتبع الجمل.
وقالوا ذلك في مثل قوله تعالى: {كمثل الحمار يحمل أسفار} في لفظة الحمار، قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله في كتابه ((التعليق وكشف النقاب على نظم قواعد الإعراب للشيخ خالد الأزهري رحمه الله)) عند شرحه لقول الناظم:
وإن أتتك بعد محض النكرة ... جملُ أخبار لها مشتهرة
فهي لدى النحاة كلّهم صفة ... وما يجيء بعد محض المعرفة
فتلك أحوال وقد تتصل ... بغير محض منهما فيحتمل
قال رحمه الله:
ومثال المحتملة للوجهين الواقعة بعد المعرفة قوله تعالى {كمثل الحمار يحمل أسفارا} فإنّ المراد بالحمار هنا الجنس لا حمارا بعينه، وذو التعريف الجنسي يقرب من النكرة في المعنى فيحتمل قوله {يحمل أسفارا} أن يكون حالا؛ لأنّ الحمار وقع بلفظ المعرفة، ويحتمل أن يكون صفة؛ لأنه نكرة في المعنى من حيث الشيوع. اهـ (ص30)
والقليل والكثير هاهنا أخي محمد المراد بهما الجنس قطعا، وليس يراد بهما قليلا معينا أو كثيرا معينا.، وليس الكلام هاهنا عن متى تتقدم الحال عن العامل فيها.
وأخيرا: شكر الله لك أخي محمد هذه الإثارة العلمية الطيبة، فقد كنت سببا لي في الرجوع إلى كتب انقطعت عنها مدة من الزمن، وأشكرك على أخلاقك الكريمة العالية،
وفقني الله وإياك وجميع المسلمين للعلم النافع والعمل الصالح، وصلىّ الله على نبيّنا محمد وعلى أله وصحبه وسلّم
¥