[سؤال في علم البلاغة]
ـ[أبو كوثر المقدشي]ــــــــ[13 - 05 - 09, 12:43 م]ـ
ماهو الفرق الواضخ بين التشبيه التمثيلي وغير التمثيلي؟
يعرف العلماء التمثيلي بأنه "المنتزع من متعدد "، ولكن ما المقصود من كلمة "متعدد" هل تعني أن يكون وجه الشبه مأخوذا من أشياء مختلفة الحقائق أم ماذا؟ وذا شبه زيد بأسد في الشجاعة والإقدام فهنا وجه الشبه متعدد وهو - مع ذلك- تشبيه مفرد!
فهل لكم أن توضحوا لي الفرق بينهما بحيث أستطيع أن أميز بينهما دون خلط أحدهما بالآخر؟
ـ[أبو كوثر المقدشي]ــــــــ[14 - 05 - 09, 02:56 م]ـ
أين الإخوة الذين يهبون لنداء اخوانهم؟ فهذا سؤال عاجل فمن لديه أي مشاركة فليتفضل بالإجابة.
ـ[احمد الجرابلسي]ــــــــ[15 - 05 - 09, 04:20 ص]ـ
قال الأخضري في متن الجوهر المكنون:
وباعتبارِ الوجهِ تمثيلٌ إذا*********مِنْ مُتَعَدِّدٍ تراهُ أُخِذا
قال القزويني في الإيضاح في علوم البلاغة: ((التمثيل: ما وجهه وصف منتزع من متعدد أمرين أو أمور ... ،ومنها قوله تعالى " مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون " فإن تشبيه حال المنافقين ... منتزع من متعدد، وهو الطمع في حصول مطلوب لمباشرة أسبابه القريبة، مع تعقب الحرمان، والخيبة لانقلاب الأسباب)) (ج 1 / ص80 و 81).قال السيوطي: ((ضرب فيها للمنافقين مثلين: مثلا بالنار، ومثلا بالمطر)).الإتقان في علوم القرآن - (ج 4 / ص 46).
وهناك من يرى أن كل تشبيه مركب تشبيه تمثيلي، وهناك من يرى أن الأساس هو وجه الشبه فكلما غمض وكثرت الوسائط كان تمثيليا، وخصوصيَّته نابعة من كون وجه الشبه فيه وصفًا مركَّبًا منتزَعًا من عِدَّة أمور، سواء أختصَّت بالعقليَّات أم تجاوزتها إلى المحسوسات، وهذا رأي صاحب الإيضاح. الذي سار على نهجه جمهور البلاغيِّين
قال السيوطي: ((وقوله: {مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ} الآية فشبه نوره الذي يلقيه في قلب المؤمن بمصباح اجتمعت فيه أسباب الإضاءة إما بوضعه في مشكاة وهي الطاقة التي لا تنفذ وكونها لا تنفذ لتكون أجمع للبصر وقد جعل فيها مصباح في داخل زجاجة تشبه الكوكب الدري في صفائها ودهن المصباح من أصفى الأدهان وأقواها وقودا لأنه من زيت شجرة في وسط السراج لا شرقية ولا غربية فلا تصيبها الشمس في أحد طرفي النهار بل تصيبها الشمس أعدل إصابة وهذا مثل ضربه الله للمؤمن ثم ضرب للكافر مثلين أحدهما كسراب بقيعة والآخر كظلمات في بحر لجي إلى آخره وهو أيضا تشبيه تركيب)).الإتقان في علوم القرآن - (ج 3 / ص 145).
التشبيه التمثيل: وهو ما كان وجه الشبه فيه صورة منتزعة من متعدد أمرين أو أمور. وهذا مذهب جمهور البلاغيين.
ولا يشترط فيه تركيب الوجه سواء كان الوجه فيه حسيا، أم عقلياً، حقيقيا أو غير حقيقي.
مثاله قول الله تعالى: (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمقل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم).
فالمشبه: حال من ينفق قليلا في سبيل الله.
والمشبه به: حال من بذر حبة فأنبتت سبع سنابل.
ووجه الشبه: هو صورة من يعمل قليلا فيجني من ثمار عمله كثيرا، وهو منتزع من أمور شتى: (حبة، وإنباتها سبع سنابل، وكون مائة حبة في كل سنبلة).
ـ[أبو كوثر المقدشي]ــــــــ[19 - 05 - 09, 02:16 ص]ـ
بارك الله فيك على مشاركتك القيمة.
هل من توضيح أكثر بأمثلة يتضح من خلالها الفرق بينهما حيت ان التشبيه المفرد يمكن أن يكون وجه شبهه أكثر من صفة؟؟؟.
ـ[احمد الجرابلسي]ــــــــ[19 - 05 - 09, 05:49 ص]ـ
بارك الله فيك على مشاركتك القيمة.
هل من توضيح أكثر بأمثلة يتضح من خلالها الفرق بينهما حيت ان التشبيه المفرد يمكن أن يكون وجه شبهه أكثر من صفة؟؟؟.
أنت اضرب لنا مثالا على ما تقول
ـ[أبو كوثر المقدشي]ــــــــ[19 - 05 - 09, 01:51 م]ـ
ما أريده هو أنه إذا كان وجه الشبه بين زيد والأسد في الشجاعة والاقدام.و. و.و فما هو المراد بقولهم: أن يكون وجه الشبه مأخوذا من متعدد؟ هل ذلك (اعني: المتعدد) باعتبار تعدد الصفات التي يشترك فيها المشبه والمشبه به؟ أم أن تكون الصفات مأخوذة من أشياء مختلفة الذوات؟ اعني أن لا تكون الصفات راجعة الى شيء واحد.
الأمثلة: قوله تعالى "الله نور السموات والأرض" الآية. وقوله تعالى " .. فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث"الآية.
وقوله: "الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة".
ولو ضيحت أكثر بارك الله فيك ..
ـ[عصام البشير]ــــــــ[19 - 05 - 09, 10:45 م]ـ
ماهو الفرق الواضخ بين التشبيه التمثيلي وغير التمثيلي؟
يعرف العلماء التمثيلي بأنه "المنتزع من متعدد "، ولكن ما المقصود من كلمة "متعدد" هل تعني أن يكون وجه الشبه مأخوذا من أشياء مختلفة الحقائق أم ماذا؟ وذا شبه زيد بأسد في الشجاعة والإقدام فهنا وجه الشبه متعدد وهو - مع ذلك- تشبيه مفرد!
التشبيه التمثيلي ما كان وجه الشبه فيه هيئة منتزعة من متعدد، حسيا كان أو غير حسي، كالتشبيه الواقع في قول الشاعر:
كأن مثار النقع فوق رؤوسنا = وأسيافَنا، ليل تهاوى كواكبه
فإن وجه الشبه هو الهيئة الحاصلة من سقوط أجرام نيرة متناثرة، وسط شيء مظلم.
ولم يقصد الشاعر إلى تشبيه النقع بالليل، والسيوف بالكواكب. وإنما قصد إلى تشبيه الهيئة بالهيئة، أي هيئة السيوف اللامعة التي تهوي من الأعلى إلى الأسفل، وسط الغبار الأسود، بهيئة الكواكب المنيرة حال تساقطها من السماء وسط ليل مظلم.
وغير التمثيلي ما كان لم يكن هيئة منتزعة من متعدد، بأن كان أمرا واحدا أو متعددا.
فالواحد كتشبيه زيد بالأسد في الشجاعة.
والمتعدد كتشبيه زيد بالقمر في العلو والوضاءة.
وفي دروسي في شرح الجوهر المكنون مزيد بيان وتمثيل.
تنبيه: في مثالك شيء من النظر، إذ لا يوجد كبير فرق بين الشجاعة والإقدام.
والله أعلم.
¥