تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الطرق الثلاثة لمعرفة ترتيب الحروف على المعاجم]

ـ[ابو بكر بلقاسم ضيف الجزائري]ــــــــ[02 - 05 - 09, 02:22 م]ـ

الطرق الثلاث لمعرفة ترتيب المعاجم على الحروف

بقلم: أبوبكر بلقاسم ضيف حاسي بحبح الجمهورية الجزائرية

إن اللغة العربية لها الشأن الذي لا يجهل حيث أقبلت وجوه العلماء الأعلام عليها فبينوا قواعدها وأحكامها ورفعوا أعلامها وأفردوا لها بالتأليف حتى أصبح كلامهم بمنزلة العيان وأبرزوا في ذلك مصنفات مختلفة الأصناف.

ونحن في هذه الوقفة اللغوية حول معاجم اللغة العربية نريد توضيح وتبيين الطرق الثلاث لمعرفة ترتيب المعاجم العربية حتى يسهل على الطالب البحث في مظآنّ معاجم اللغة باختلاف طرقها، وعلى هذا نجد العرب سباقين لعالم المعاجم. ونترك العلامة المحدث أحمد شاكر يقول: (العرب هم أسبق الأمم الحديثة قاطبة إلى القواميس تأليفا واستعمالا للترتيب الهجائي، ومع ذلك فإن أكثر المتأدبين يعتقدون أن الترتيب الهجائي شيء ابتدعه الإفرنج، واختصت به القواميس الإفرنجية) (1).

يقول الأستاذ أحمد الشرقاوي إقبال في تعريفه لمعاجم الحروف والمعاجم على نظام التقفية، ونظام الألفباء ما يأتي:

- معاجم الحروف:

(يسير أصحاب هذا النظام في إيراد الكَلِم تبعا للحروف، وهم ينطلقون في ذلك على مسار ثلاثيّ المسلك الذي ترتب فيه الحروف على المخارج ابتداء بالحلق فاللسان فالأسنان فالشفتين، مع اختلاف أصحابه يسيرا في ترتيب المخارج وهم يأتون بالكلم داخل ذلك الترتيب تبعا للأبنية، مبتدئين بالثنائى فالثلاثي فالرباعي ثم الخماسي أخيرا.

(وهم يقلبون أحرف كل كلمة في كل بناء على الصور الممكنة فيها عودا على بدء، وتحويلاً بعد تحويل إلى أن يستنفدوا كل ما يجيء فيها من التقاليب) (2).

- معاجم على نظام التقفية:

(يسير أصحاب هذا النظام على الألفاظ وفق نهاياتها فمن أراد مثلا الوقوف على لفظ بدأ طلبه في حرف الهمزة وهكذا إلى آخر الحروف ... واستهدف بعض من اتبع هذا النظام أن ييسر للساجعين والناظمين الكلم التي تتقفى عليها الأسجاع والأشعار) (3).

- نظام الألفباء:

(ترتب الكلم في هذا النظام على الألفباء بدءا بما أوله همزة فما أوله باء موحدة فما أوله تاء مثناة فما أوله ثاء مثلثة فدال مهملة، ثم ذال معجمة، فهلم جرا إلى الياء آخر الحروف في ترتيب الألفباء) (4).

الطريقة الاولى: طريقة الإمام الأوحد الخليل بن أحمد الفراهيدي في كتابه "العين"، يقول العلامة طاهر الجزائري في كتابه "الكافي في اللغة":

(وهو أول كتاب ألف في اللغة وسمي بذلك لابتدائه بحرف العين فإنه رتب كتابه على الحروف وهي مسوقة على هذا الترتيب: ع ح ه خ غ ق ك ج ش ض ص س ز ط د ت ظ ذ ث ر ل ن ف ب م و أ ي.

(ولا إشكال في كتابه من جهة هذا الترتيب وإن خالف ما ألفه الجمهور في ترتيب حروف المعجم، ألا ترى أن حروف المعجم قد اختلف في ترتيبها المشارقة والمغاربة ولم يعق ذلك أحد الفريقين عن الانتفاع بكتب الفريق الآخر (5) فيما رتب على حروف المعجم كما لم يعقهما عن الانتفاع بالكتب التي رتبت على نسق (أبجد).

(وإنما أتى الإشكال فيه من جهة أخرى وهي أنه يذكر الكلمة وما ينشأ عنها بالقلب في موضع واحد فيذكر "الضرم" في حرف الضاد ويتبعها بذكر "الضمر" ثم "الرضم" ثم "المضر" ثم "الرمض" ثم "المرض" فإن أهمِل شيءٌ من أنواع القلب أشار إلى إهماله وزاد على ذلك أنه ذكر كل نوع من الصحيح والمضاعف والمهموز والمعتل على حدة، ليمتاز كل نوع عن غيره وقد جرى على طريقته بعض اللغويين ومنهم "الأزهري" "وابن سيدة" ولصعوبة هذه الطريقة على الجمهور الذين ليس لهم مأرب في غير معرفة أبنية الكلم ومعانيها) (6).

قال ابن منظور في كتابه "لسان العرب": (ولم أجد في كتب اللغة أجل من تهذيب اللغة لأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري ولا أكمل من المحكم لأبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيدة الأندلسي -رحمهم الله- فإنهما من أمهات كتب اللغة على التحقيق، وماعداهما بالنسبة إليهما ثنيات للطريق (7)، غير أن كلا منهما مطلب عسر المدرك ومنهل وعر المسلك، وكأن واضعه شرع للناس موردا عذبا وجلاهم عنه، وارتاد لهم مرعى مريعا ومنعهم منه، قد أخر وقدم، وقصد أن يعرب فأعجم، فرق الذهن بين الثنائي المضاعف والمقلوب، وبدد الفكر باللفيف والمعتل والرباعي والخماسي فضاع المطلوب، فأهمل الناس

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير