تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فقد انتقد إحدى الروايات بإضافة كلمة ((شهر)) قبل ((رمضان)) قال: ((وكلمة شهر لا مبرر لها هنا، لأن رمضان أشهر من أن يُعرف بكلمة شهر)) (13)! لعل الكاتب الذي يريد التدخل في اصطفاء النصوص، لم يقرأ القرآن الكريم، أو بدأ بقراءته لكنه لم يتجاوز الجزء الثاني منه، وفيه قوله تعالى:? شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس ... ? [البقرة: 185]، والكاتب يذكر أنه أعد مشروعاً في أوربا لترجمة القرآن الكريم آلياً إلى 12 لغة دفعة واحدة، بهدف استبعاد الترجمات الضعيفة والمدسوسة (14)!.

وفسَّر قول عائشة رضي الله عنها: ((لما بدَّن رسول الله ? وثَقُل كان أكثر صلاته جالساً)) بالبدانة – وحاشا و كلا – فذكر الكاتب أن ذلك أحد أسباب صلاته ? جالساً (15). لم يدر الكاتب أن معنى بدَّن تبديناً: أسنَّ، بل ظن لجهله أنه من باب بَدُن الرجل: أي سَمِن و ضَخُم، فهو بادن. فأساء الكاتب أيما إساءة بوصفه للجناب النبوي الكريم المعظم بما ليس من أوصافه، فأي جهل بعد هذا آذى به الكاتبُ نفسَه؟ ثم إن الكاتب لم ينتبه لقلة بضاعته الفقهية إلى أن ذلك كان في النوافل فذكر هذا الحديث مع حديث أنس وجابر رضي الله عنهما في صلاته ? قاعداً لعذر**!.

أخيراً: يقول الكاتب: ((إن السعي لإعداد موسوعة للحديث النبوي الشريف بحاجة إلى مواجهة التناقضات بشجاعة، وبحاجة إلى رفض المسلمات إن كانت واضحة الخطأ مهما كان مصدرها، فالتشبث بما أخرجه كل إمام على علاته؛ سيضر بالهدف الأساسي المتمثل بالموسوعة الشاملة، التي تهدف إلى الوصول إلى أدق صورة للحديث النبوي الشريف قولاً أو فعلاً)) (16). كان يمكن للكاتب أن يدعو إلى النقد البنَّاء بكلمات مزيَّنة بمسحة من الحبِّ والأدب، ولكنَّ الكاتب لم يجد بدّاً من التعبير بلغة الهدَّامين. فماذا بعد رفض المسلمات إلا هدم الدين جملة!. فلا تكون مسلَّمة إلا وهي محلُّ إجماع، فأين هي المسلَّمات المطلقة واضحة الخطأ؟ * ألا يدري الكاتب شيئاً عن مكانة الإجماع؟ *!.

إنها أغلاط ارتكبها الكاتبُ لا تغتفر مع حسن النية، فكيف إذا ظهر سوء النية وشهد على ذلك القلمُ أحدُ اللسانين؟. وبعد الفراغ من مشجرات ودراسات كتابه ((نحو موسوعة للحديث النبوي الشريف، دراسات حديثية (1) في المصطلح)) يفاجأ القارئ بتنويه من الكاتب يقول فيه: ((أرى من الواجب أن أستميح أهل الاختصاص عذراً، فالميدان الذي أعمل فيه (الألسنية الحاسبية) هو و أرضيته بعيدان جداً عن علم الحديث)) (17)؛ فهل يأذن عمال الألسنية الحاسبية يا ترى لأصحاب الحديث وغيرهم من علماء المسلمين أن يتطفلوا على ذلك العلم وغيره (مما لا يُدخل الجنةَ، ولا يُخرج من النار) ثم يعتذروا بعد ذلك بمثل ما اعتذر به الكاتب، بأنهم ليسوا من ذوي الاختصاص؟ *!.

عجيب في عصر التخصصات الدقيقة، أن يأبى سدنة تلك التخصصات تدخُّلَ أحد في فنونهم بالإجمال أو التفصيل، ثم يستبيحون جميعاً حمى التفسير والحديث والفقه! والله تعالى يقول:

? و لا تَقْفُ ما ليسَ لك به علمٌ إنَّ السمعَ و البصرَ و الفؤادَ كلُّ أولئك كان عنه مسؤولاً ?

* * *

التعليقات:

ــــــــــــــــــــــــــ

1. جريدة تشرين، الصادرة في دمشق، الأحد 15/ 8 / 1999 م، العدد (7481). وقد سبق هذا المقالَ عدةُ مقالاتٍ فيها ما هو أشنع منه.

2. الحيوان، للجاحظ 4: 167. تَمزع: تُسرع.

3. نحو موسوعة للحديث 11.

4. نحو موسوعة للحديث 12.

5. النص على التسعة، لأنها هي التي احتواها برنامج (صخر) للكتب التسعة، ولولا ذلك البرنامج وأمثاله، لعجز الأدعياء عن العوم في بحر الأسانيد.

6. نحو موسوعة للحديث 16.

7. نحو موسوعة للحديث 74.

8. نحو موسوعة للحديث 14 - 15، 35، 70 - 71، 190.

9. نحو موسوعة للحديث 35، 71.

10. نحو موسوعة للحديث 10.

11. نحو موسوعة للحديث 218.

12. نحو موسوعة للحديث 150 – 151.

13. نحو موسوعة للحديث 73.

14. نحو موسوعة للحديث 235.

15. نحو موسوعة للحديث 145.

16. نحو موسوعة للحديث 151.

17. نحو موسوعة للحديث 235.

((((منقول من موقع الهدى))))

ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[24 - 02 - 08, 07:46 م]ـ

أذكر بأن:

الشيخ محمد مجير بن الشيخ محمد أبي الفرج الخطيب الحسني درجة العاِلمية (الماجستير) في الحديث الشريف وعلومه، من كلية أصول الدين بجامعة أم درمان في السودان، وذلك عن رسالته:

((منزلة مدار الإسناد في علم علل الحديث الشريف)) وهي دراسة جادة مبتكرة لم ينسج على منوالها تثبت المقولة المأثورة: كم ترك الأول للآخر، وقد أصّل فيها الباحث تعقيدا ًمتكاملاً لعلوم الحديث الشريف ومصطلحه وكيفية دراسة أسانيده والنظر فيها استناداً إلى أصول هذا العلم لدى أئمته المتقدمين الذين أغفل جُلَّ المتأخرين طرائقهم وأصولهم، وقد صدق في ذلك ما أخبر به العلامة الأستاذ أحمد راتب النفاخ عن شيخه علامة العصر وأديبه الأستاذ الشيخ محمود محمد شاكر رحمهما الله: ((للمتقدمين في كل علم أصول أضاعها المتأخرون)).

ويدور البحث في الرسالة عن ((مدار الإسناد)) في الحديث، و هو الراوي الذي تلتقي عنده طرق الحديث المختلفة، وقد خلص الباحث إلى نتائج مهمة للغاية، وفيها مخالفة لبعض الأقوال السائدة لدى المتأخرين في الحديث وعلومه ومصطلحه، وخاصة فيما يتعلق ببعض مصطلحات السنة كالمشهور والغريب وغيرهما، كما حقق بعض المسائل الشائكة المختلف فيها على ضوء كلام أئمة هذا الشأن المتقدمين رحمهم الله ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير