تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل كتب المقدمة قبل الشروع في الكتاب أم بعدالانتهاءمنه؟]

ـ[العدناني]ــــــــ[26 - 02 - 08, 02:37 ص]ـ

كثيرا مايجزم البعض من العلماء بأن فلان من الأئمة انما كتب المقدمة لكتابه قبل الشروع في الكتاب بحيث تفهم من كلامه أنه لم يزد عليها - أي المقدمة _ أي زيادة بعد الانتهاء منها

العجيب أنهم يعتمدون على كلمة في المقدمة تدل على انه -أي صاحب الكتاب- قد كتب المقدمة قبل الشروع في المقدمة كقول اسأل الله ان يتم هذا العمل وما شابهها ويجعلونه أصلا مطردا في كل عبارات المقدمة

والاعجب من ذلك انهم يعتمدون بناء على قولهم أن المقدمة كتبت قبل اوبعد الانتهاء مسائل أخرى

وفي نظري انه لامانع من كتابة اصل المقدمة قبل الشروع في الكتاب ثم زيادة مايحتاج اليه في المقدمة بعد الانتهاء من الكتاب والله أعلم ,,,

ـ[العدناني]ــــــــ[10 - 03 - 08, 07:37 ص]ـ

ذكر الشيخ عبدالفتاح أن مسلمًا ألف مقدمة "صحيحه" قبل الشروع في تأليفه حيث قال:

من المعلوم أن الإمام مسلمًا ولد سنة 204، والأرجح سنة 206، وسمع الحديث سنة 218، وتوفي سنة 261، عن 55سنة رحمه الله تعالى. وقد ألف كتابه "الصحيح" استجابة لطلب صاحبه ومرافقه في الارتحال والتحصيل: الحافظ أحمد بن سلمة النيسابوري.

قال الحافظ الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" 4: 186، في ترجمة (أحمد بن سلمة) ما يلي:

"

أحمد بن سلمة بن عبدالله، وأبوالفضل البزار المعدل النيسابوري، أحد الحفاظ المتقنين، رافق مسلم بن الحجاج في رحلته إلى قتيبة بن سعيد – إلى بلخ-، وفي رحلته الثانية إلى البصرة، وكتب بانتخابه على الشيوخ، ثم جمع له مسلم "الصحيح" في كتابه. وتوفي أحمد بن سلمة سنة 286". انتهى.

قال الحافظ الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 12: 566، في ترجمة (مسلم بن الحجاج): "قال أحمد بن سلمة: كنت مع مسلم بن الحجاج في تأليف "صحيحه" خمس عشرة سنة". انتهى. وجاءت العبارة في "تذكرة الحفاظ" للذهبي أيضًا 2: 589، بلفظ "كنت مع مسلم في تأليف "صحيحه" خمس عشرة سنة، وهو اثنا عشر ألف حديث مسموعة". انتهى.

وقال الحافظ العراقي في حاشيته على "مقدمة ابن الصلاح" ص14: "قال أبوالفضل أحمد بن مسلمة: كنت مع مسلم بن الحجاج في تأليف هذا الكتاب سنة خمسين ومائتين".انتهى.

فأفاد النص الذي نقله الحافظ الذهبي أن مسلمًا بقي في تأليف "صحيحه" خمس عشرة سنة. وأفاد النص الثاني الذي نقله الحافظ العراقي – بربطه مع النص الأول – أنه فرغ من تأليفه سنة 250، فيكون مسلم قد بدأ في تأليفه سنة 235، حين كانت سنة 29سنة، وانتهى منه حين كانت سنة 44سنة، وقد عاش بعد الفراغ من تأليفه 11سنة.

ولاشك أن مسلمًا رحمه الله تعالى قد كتب مقدمة "صحيحه" قبل الشروع في تأليفه لا بعده، كما هو صريح قوله في مقدمته 1: 46 - 48 " ... وظننت حين سألتني تجشم ذلك، أن لو عزم لي عليه، وقضي لي تمامه، كان أول من يصيبه نفع ذلك إياي خاصة قبل غيري من الناس ... ، ثم إنا إن شاء الله مبتدءون في تخريج ما سألت، وتأليفه على شريطة وهو أنا نعمد إلى جملة ما أسند من الأخبار عن رسول الله على ثلاثة أقسام، وثلاث طبقات من الناس على غير تكرار ... ". انتهى.

وقال الحافظ الذهبي في "سير أعلام النبلاء" 12: 404، في ترجمة الإمام البخاري رحمه الله تعالى:

"قال أبوعبدالله الحاكم: أول ما ورد البخاري نيسابور سنة تسع ومائتين – وكانت سنة حينئذ 15سنة-، ووردها في الأخير سنة خمسين ومائتين، فأقام بها خمس سنين يحدث على الدوام". انتهى.

الى أن قال: فاستفيد من هذا كله أن مسلمًا لما صاحب البخاري في نيسابور، وأدام الاختلاف إليه، ولازمه كل الملازمة خمس سنوات من سنة 250 إلى سنة 255، كان منتهيًا من تأليف كتابه "الصحيح"، وفيه مقدمته التي فيها هذا الكلام الشديد، فلا يعقل أبدًا أن يكون البخاري هو المعني بهذه اللهجة الشديدة، التي لا تطاق معها مقابلة ولا لقاء، فضلاً عن الصحبة والملازمة خمس سنين، بل إن مسلمًا قد قاطع شيخه وبلديه: محمد بن يحيى الذهلي النيسابوري، من أجل البخاري لما ورد نيسابور، ووقف منه محمد بن يحيى الذهلي ذلك الموقف المعروف.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير