[حوار مع فضيلة الشيخ شعيب الأرنؤوط]
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[23 - 01 - 08, 01:51 ص]ـ
منقول http://www.alssunnah.com/themes/green_blue/folder.gif حوار مع فضيلة الشيخ شعيب الأرنؤوط
[حوار مع فضيلة الشيخ شعيب الأرنؤوط]
صاحب الفضيلة من خلال موقعنا شبكة السنة النبوية نود أن نلتقي معكم بطرح بعض الأسئلة.
- نود أن تعرف المتصفح للموقع عن سيرتكم الذاتية: المولد، والنشأة، وبداية طلبكم للعلم، وأبرز شيوخكم، ونتاجكم العلمي؟
نشأت كما ينشأ بقية طلبة العلم، حبب إلي العلم، وأنا أعمل في التجارة، وكان يأتينا شيخ إلى محلنا في سوق ساروجا من أحياء دمشق القديمة حارة الشالة يأتينا بعد العصر، كان في ذاك العهد الناس بعد العصر يرتاحون ولا يعملون ولا يواصلون عملهم أبداً، فكان هذا الشيخ يأتي إلينا حسبة لوجه الله يقرئنا قواعد اللغة العربية، ويقرئنا إلى جانب ذلك شرح الكنز للشيخ عبد الحكيم الأفغاني رحمه الله، والحاشية، فقرأت عليه هذين الكتابين رحمة الله عليه.
وأيضاً قرأت على الشيخ صالح فرفور عدة كتب: تفسير النسفي، شرح المنار في الأصول، وأيضاً صحيح مسلم، وشرح كتاب البخاري للعيني رحمه الله عمدة القاري، وأيضاً قرأت عليه عدة أشياء، والبلاغة الواضحة، وشرح ابن عقيل، وأيضاً قرأنا المنطق مثل المنطق الصوري الذي أصبح لا قيمة له في هذا العصر، ومن مشايخي أيضاً: الشيخ سليمان الغاوجي والد وهبي سليمان الغاوجي، هذا ومن الذين قرأت عليهم أيضاً النحو كما كانت على الطريقة العثمانية: يبدءون بالعوامل، والإظهار للبرجوي الشيخ البرجوي ثم الكافية لابن الحاجب وهي مشهورة ومتداولة عند المشارقة، وقرأت مراقي الفلاح وحاشية الطحطاوي عليه، وقرأت على والد الشيخ ناصر الألباني أيضاً كتاب في الفقه الحنفي لأبي الحسن القدوري، وهو كتاب معتمد عندهم من الكتب المعتبرة في مذهب أبي حنيفة، وكذلك قرأت عليه بعض المسائل العلمية، بقيت عنده ثلاث سنوات رحمه الله وأنا أطارحه الأسئلة أنا أسأل وهو يجيب رحمة الله عليه، وحبب الله إلي العلم والحمد لله.
بعدما درست بثمانية سنوات أُهّلت لأن أكون أستاذاً في معهد الفتح الإسلامي الذي يضم الآن عدداً كبيراً من الدارسين يتبعون المرحلة الثانوية، والمرحلة الجامعية، وأيضاً الماجستير، بعضهم إذا أراد أن يتمم الدكتوراه يذهب إلى مصر ويكملها، هذا المعهد أسس علي وعلى الشيخ أديب الكلاس، وبقينا سنتين نعلم الطلاب العلوم الإسلامية والعلوم العربية، وهكذا.
ثم بعد ذلك نشأت ظروف حببت إلي دراسة السنة النبوية، فأقبلت عليها إقبالاً طيباً، بحيث أنه استوعبت في كتب المصطلح مثل: مقدمة ابن الصلاح، وتوضيح الأفكار للصنعاني، وشرح النخبة لابن حجر رحمهم الله، وبدأت وكنت دائماً وأبداً أدعو الله سبحانه وتعالى أن يجعلني في زمرة المحدثين، وشاء الله أن تستجاب دعوتي، ومضيت في هذا أربعين سنة إلى الآن وأنا أخرج الكتب، وأتعاطى علم الحديث، وقد صدر لي ما يزيد عن مائتين مجلد في هذا الباب.
* * *
-كثيراً ما نسمع بين الحين والآخر أن الاهتمام بالسند انتهى، ولا ينبغي الالتفات إليه، وهناك من يوغل في الاهتمام بالسند حتى أسانيد البخاري و مسلم في دراستها والحكم عليها، ما تعليقكم على ذلك؟
أنا بالنسبة إلي أقول أن دارسة الإسناد هو قائم على الاجتهاد ... وليست الأحكام بالنسبة إلى العالم قطعية؛ لأن كل إنسان عندما يدرس السند يرجع إلى قناعته في هذا الحديث الذي هو بصدد البحث فيه، فإذا انتهى إلى رأي فقد يكون هو مخطئاً في نظر غيره، وقد يكون هو المصيب في نظر الآخرين؛ لذلك المنذري رحمه الله وضع كتاباً في هذا؛ بين فيه أن الحكم على الأحاديث حكم اجتهادي تعود إلى قناعة الباحث وقدرته وملكته التي يستطيع أن يحصل عليها لفترة طويلة من الزمن، وممارسته للدراسات الإسنادية، أما أن الدراسات الإسنادية قد انتهينا منها، فنستطيع أن نقول: بأن الدراسات الإسنادية في هذا العصر عني بها تماماً وأنا واحد ممن عملوا في هذا الميدان، وأيضاً هنالك أساتذة آخرين أسهموا في دراسة الأسانيد وأعطوها حقها ومن مجموع أعمالهم وأعمالنا أستطيع أن أقول أنه بالمائة تسعين من السنة النبوية حققت من جهة الإسناد وحكم عليها.
¥