تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[وقفات في تراجم رواة الحديث (الوقفة الأولى)، للشيخ د. صالح الرفاعي]

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[02 - 02 - 08, 04:49 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله.

أما بعد: فهذه وقفات مع بعض تراجم رواة الحديث وقفت عليها أثناء قراءتي في كتب التراجم، أحببت أن يستفيد منها من يطّلع عليها فيصحح نسخته، أو يقف على ما لم أقف عليه فيستفاد منه، فإنَّ العلم رحم بين أهله.

الوقفة الأولى:

في التاريخ الكبير للبخاري كلامٌ يتعلَّق بترجمة علي بن غراب أُقحم في ترجمة علي بن غالب:

في مطبوعة التاريخ الكبير للبخاري (6/ 292) في آخر ترجمة علي بن غالب الفهري:

((ولا أراه إلاَّ صدوقاً، ويقال: المحاربي، ولا أراه يصح)).

وهذه العبارة مقحمة في هذه الترجمة والصواب أنَّها تابعة للترجمة التي قبلها، وهي ترجمة علي بن غراب الفزاري، وإليك البيان:

1ـ في كتاب العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد (3/ 297/رقم:5318) قال عبد الله بن الإمام أحمد: ((سألت أبي عن علي بن غراب المحاربي، فقال: ليس لي به خُبر، سمعت منه مجلساً واحداً، وكان يدلِّس، وما أُراه إلاَّ كان صدوقاً)).

2 ـ قال البخاري في الكتاب المطبوع باسم التاريخ الصغير (2/ 293) في ترجمة علي بن غراب: ((قال أحمد: كان يدلِّس، ولا أُراه إلاَّ صدوقاً. ويقال: المحاربي، ولا أُراه يصح أنَّه المحاربي)).

وهكذا ورد أيضاً في المطبوع باسم التاريخ الأوسط (2/ 206).

وقوله: ((ويقال: المحاربي، ولا أُراه يصح أنَّه المحاربي)) هذا من كلام البخاري تعقيباً على وصف عبد الله بن الإمام أحمد علي بن غراب بالمحاربي كما تقدم. وقد ورد التصريح بذلك عند ابن عدي في الكامل (5/ 1848) في ترجمة علي بن غراب فقد روى من طريق ابن الجنيد عن البخاري قول الإمام أحمد: ((كان يدلس ولا أُراه إلاَّ صدوقاً)) ثم قال: ((وقال البخاري: ويقال: المحاربي، ولا أُراه يصح أنَّه المحاربي)).

3 ـ ترجم الإمام البخاري في التاريخ الكبير (6/ 291 ـ 292) لعلي بن غراب فقال: ((علي بن غراب أبو الحسن الفزاري الكوفي، عن الأحوص بن حكيم وثابت بن عمارة، قال أحمد: كان يدلس)).

كذا في مطبوعة التاريخ الكبير ليس فيها بقية كلام الإمام أحمد ولا تعقيب البخاري. ثم ترجم بعده مباشرة (6/ 292) لعلي بن غالب الفهري، وفي آخر ترجمته: ((ولا أُراه إلاَّ صدوقاً. ويقال: المحاربي، ولا أُراه يصح)).

وهي العبارة بعينها التي تقدمت في ترجمة علي بن غراب.

والظاهر أنَّ هذه العبارة سقطت من ترجمة علي بن غراب فاستدركها الناسخ في الحاشية، ثم جاء ناسخ آخر فنسخ الكتاب فظن أنَّ هذه العبارة تابعة لترجمة علي بن غالب فألحقها في آخر ترجمته، والصواب أنَّها تابعة لترجمة علي بن غراب كما تقدم.

المصدر:

http://www.rayatalislah.com/Hadith/articles/wakafat-fi-tarajim-rouwat-el-hadith.htm

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير