تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قول البخاري: لا يعرف سماع فلان من فلان]

ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[23 - 02 - 08, 11:59 ص]ـ

سلام عليكم،

فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،

أما بعد،

فقد وجدت أبا عبد الله البخاري يقول في نحو خمسةٍ وعشرين موضعا من التاريخ: لا يُعرف سماع فلانٍ من فلان،

أو: لا يُعرف سماعُ فلان من فلان،

أو لا يُعرف لفلانٍ سماعٌ من فلانٍ،

وأجده في أحيان كثيرة أخرى يقول: لم يسمع فلان من فلان، (في التاريخ، والعلل المفرد للترمذي)

وهذا نفيٌ صريحٌ قاطعٌ للسماع، إن شاء الله تعالى

فما معنى قوله: (لا يُعرف سماع فلان من فلان)؟

أهو نفيٌ للسماعِ أم استنكارٌ منه لإسناد الحديث الذي يتكلم عنه وبيان للخطأ فيه؟ والمعروف عن أبي عبد الله البخاري دقة اختياره لعباراته.

والحق أنني لم أجد كبير أحدٍ من المتأخرين ولا المعاصرين اعتنى بهذه المسألة، وحتى أتبين الإجابة الشافية لهذا السؤال رأيت أن أجمع المواضع التي قال فيها هذه العبارة من التاريخ، مع تخريج الحديث موضع النقد إن تيسر، إن شاء الله تعالى، والمقارنة - إن تيسر - بأقوال البخاري في علل الترمذي (بترتيب أبي طالب القاضي) أو في الجامع للترمذي، فإن خير ما يُفسر كلام البخاري، هو كلام البخاري

قال الترمذي في كتاب العلل من الجامع:

{وَمَا كَانَ فِيهِ مِنْ ذِكْرِ الْعِلَلِ فِى الأَحَادِيثِ وَالرِّجَالِ وَالتَّارِيخِ فَهُوَ مَا اسْتَخْرَجْتُهُ مِنْ كُتُبِ التَّارِيخِ وَأَكْثَرُ ذَلِكَ مَا نَاظَرْتُ بِهِ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ. وَمِنْهُ مَا نَاظَرْتُ بِهِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَأَبَا زُرْعَةَ وَأَكْثَرُ ذَلِكَ عَنْ مُحَمَّدٍ وَأَقَلُّ شَىْءٍ فِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبِى زُرْعَةَ وَلَمْ أَرَ أَحَداً بِالْعِرَاقِ وَلاَ بِخُرَاسَانَ فِى مَعْنَى الْعِلَلِ وَالتَّارِيخِ وَمَعْرِفَةِ الأَسَانِيدِ كَبِيرَ أَحَدٍ أَعْلَمَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ}

وقد أرجع أيضا إلى كتاب العلل لأبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم، وغيره من كتب العلل،

فقد مررت بأحاديث كثيرة، يقول أبو عيسى الترمذي: سألتُ محمدا عن هذا الحديث فلم يعرفه، ثم أجد الحديث في العلل، يسأل أبو محمد أباه - أو أبا زرعة - عنه فيقول: هذا حديث منكر!

والمنكر - لُغةً - ضد المعروف!

وأبدأ إن شاء الله تعالى من مشاركتي القادمة،

ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[23 - 02 - 08, 09:41 م]ـ

سلام عليكم،

فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو،

أما بعد،

قال أبو عبد الله البخاري

1/ 175 - محمد بن خثيم أبو يزيد المحاربي:

قال لي إبراهيم بن موسى، أخبرنا عيسى بن يونس، قال: أخبرنا ابن إسحاق، قال: أخبرني يزيد ابن محمد بن خثيم، عن محمد بن كعب القرظي، عن محمد بن خثيم، عن عمار بن ياسر، قال: كنت أنا وعلي رفيقين في غزوة

قال لي محمد أبو يحيى قال حدثنا صدقة بن سابق غزوة العشيرة

قال أبو عبد الله: وهذا إسناد لا يعرف: سماع يزيد من محمد ولا محمد بن كعب من ابن خثيم ولا ابن خثيم من عمار

قلت: عهدي بالبخاري – رحمه الله – في التاريخ أنه يذكر الراوي، ويقول: روى عن فلان، (أو سمع فلانا) روى عنه فلان. فأما هنا فلم يفعل، ولكن جاء بحديثه وأعله.

فأما محمد بن خثيم أبو يزيد المحاربي:

فقد قال أبومحمد ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل:

7/ 1353 - محمد بن خثيم أبو يزيد المحاربي روى عن عمار بن ياسر، روى عنه محمد بن كعب، سمعت أبى يقول ذلك.

وقال الذهبي في الميزان: محمد بن خثيم المحاربي، عن عمار بن ياسر. لعله الأول، وإلا فلا يُدرى من هو. وقد ذكره البخاري في الضعفاء.

وقال أبو زرعة العراقي في تحفة التحصيل: 914 - ز محمد بن خثيم عن عمار بن ياسر. قال البخاري: لا يعرف سماعه منه

وقال الحافظ: مقبولٌ من كبار الثانية، ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

وتعقبه صاحبا التحرير (5857)، بقولهما:

بل مجهول، تفرد بالرواية عنه محمد بن كعب القرظي، وذكره ابن حبان وحده في الثقات، وإسناد حديثه الواحد الذي أخرجه النسائي في الخصائص لا يصح، كما قال البخاري.

فهذا من دقة البخاري، رحمه الله، ولاحظ صنيع البخاري في التاريخ، وقارن به صنيع ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل.

وأما يزيد بن محمد بن خثيم:

فلم يزد البخاري في التاريخ على قوله:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير