تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ما جاء في الصلاة في مسجد بيت المقدس]

ـ[محمد براء]ــــــــ[05 - 01 - 08, 11:52 م]ـ

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ فِي مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ

الحَدِيثُ الأوَّلُ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وأَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما عَنْ النَّبِيِّ ? قَالَ: " لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى ". مُتفق عليه.

شَرحُ الحَدِيثِ:

قال ابن حجر: " وَالْمُرَاد اَلنَّهْي عَنْ اَلسَّفَرِ إِلَى غَيْرِهَا، قَالَ اَلطِّيبِيّ: هُوَ أَبْلَغُ مِنْ صَرِيحِ اَلنَّهْيِ، كَأَنَّهُ قَالَ: لَا يَسْتَقِيمُ أَنْ يُقْصَدَ بِالزِّيَارَةِ إِلَّا هَذِهِ اَلْبِقَاع لِاخْتِصَاصِهَا بِمَا اِخْتَصَّتْ بِهِ.

وَالرِّحَال: جَمْع رَحْلٍ وَهُوَ لِلْبَعِيرِ كَالسَّرْجِ لِلْفَرَسِ، وَكَنَّى بِشَدِّ اَلرِّحَالِ عَنْ اَلسَّفَرِ لِأَنَّهُ لَازِمُهُ وَخَرَجَ ذِكْرُهَا مَخْرَج اَلْغَالِبِ فِي رُكُوبِ اَلْمُسَافِرِ، وَإِلَّا فَلَا فَرْقَ بَيْنَ رُكُوب اَلرَّوَاحِل وَالْخَيْل وَالْبِغَال وَالْحَمِير وَالْمَشْي فِي اَلْمَعْنَى اَلْمَذْكُورِ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ فِي بَعْضِ طُرُقِهِ: " إِنَّمَا يُسَافِرُ " أَخْرَجَهُ مُسْلِم مِنْ طَرِيقِ عِمْرَان بْن أَبِي أَنَس عَنْ سُلَيْمَانَ اَلْأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة ".

الحَدِيثُ الثَّانِي: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما عَنْ النَّبِيِّ ? قَالَ: " لَمَّا فَرَغَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مِنْ بِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سَأَلَ اللَّهَ ثَلَاثًا: حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ، وَمُلْكًا لَا يَنْبَغِي لَأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ، وَأَلَّا يَأْتِيَ هَذَا الْمَسْجِدَ أَحَدٌ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِيهِ إِلَّا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ".

فَقَالَ النَّبِيُّ ?: " أَمَّا اثْنَتَانِ فَقَدْ أُعْطِيَهُمَا، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أُعْطِيَ الثَّالِثَةَ ".

[أخرجه النسائي في «سننه» في كِتَاب (الْمَسَاجِدِ): فَضْلُ الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وَالصَّلَاةِ فِيهِ، ابن ماجه في «سننه» في كِتَاب (إِقَامَةِ الصَّلَاةِ وَالسُّنَّةِ فِيهَا): بَاب مَا جَاءَ فِي الصَّلَاةِ فِي مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، والحاكم في «المستدرك» برقم (3624)، والضياء المقدسي في «فضائل بيت المقدس»: باب فضل الصلاة ببيت المقدس].

شَرحُ الحَدِيثِ:

قَوْلُهُ ?: " حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ ": قَالَ السِّنديُّ: " يُوَافِق حُكْم اللَّه، وَالْمُرَاد التَّوْفِيق لِلصَّوَابِ فِي الِاجْتِهَاد، وَفَصْل الْخُصُومَات بَيْن النَّاس ". وقد أخبرنا الله عن تفهيمه سليمان، ٹ ٹ ژ ? ? ? ? ? ? ? ں ں ? ? ? ? ? ? ہ ہہ ہ ھ ھ ھھ ے ے ? ? ? ?? ? ? ? ژ [الأنبياء: 78 - 79]

وقَوْلُهُ ?: " وَمُلْكًا لَا يَنْبَغِي ": قَالَ السِّنديُّ: " أَيْ: لَا يَكُون، وَلَعَلَّ مُرَاده لَا يَكُون لِعَظْمِهِ مُعْجِزَة لَهُ فَيَكُون سَبَبًا لِلْإِيمَانِ وَالْهِدَايَة وَلِكَوْنِهِ مُلْكًا أَرَادَ أَنْ تَكُون مُعْجِزَته مَا يُنَاسِب حَاله ". وقد أخبرنا الله عن دعاء سليمان واستجابته له، ٹ ٹ ژ ھ ھ ھ ے ے ? ? ? ? ? ? ?? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ژ [ص: 35 – 40]

فائدة: كَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما يَأْتِي إلَى بيت المقدس فَيُصَلِّي فِيهِ وَلَا يَشْرَبُ فِيهِ مَاءً. ذكر ذلك ابن تيمية ثم قال في بيان سبب ذلك: " لِتُصِيبَهُ دَعْوَةُ سُلَيْمَانَ لِقَوْلِهِ: " لَا يُرِيدُ إلَّا الصَّلَاةَ فِيهِ "، فَإِنَّ هَذَا يَقْتَضِي إخْلَاصَ النِّيَّةِ فِي السَّفَرِ إلَيْهِ، وَلَا يَأْتِيهِ لِغَرَضِ دُنْيَوِيٍّ وَلَا بِدْعَةٍ ". مجموع الفتاوى (27/ 6).

الحَدِيثُ الثَّالِثُ: قال الإمام أحمد في مسنده (6/ 463): ثنا علي بن بحر ثنا عيسى ـ يعنى ابن يونس ـ ثنا ثور عن زياد بن أبي سودة عن أخيه أن ميمونة مولاة النَّبِيِّ ? قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟، فَقَالَ: " أَرْضُ الْمَنْشَرِ وَالْمَحْشَرِ، ائْتُوهُ فَصَلُّوا فِيهِ، فَإِنَّ صَلاةً فِيهِ كَأَلْفِ صَلاةٍ فِيمَا سِوَاهُ "، قَالَتْ: أَرَأَيْتَ مَنْ لَمْ يُطِقْ أَنْ يَتَحَمَّلَ إِلَيْهِ أَوْ يَأْتِيَهُ؟، قَالَ: " فَلْيُهْدِ إِلَيْهِ زَيْتًا، يُسْرَجُ فِيهِ، فَإِنَّ مَنْ أَهْدَى لَهُ كَانَ كَمَنْ صَلَّى فِيهِ ".

حدثنا أبو موسى الهروي ثنا عيسى بن يونس بإسناده فذكر مثله.

[وأخرجه إسحاق بن راهويه «المسند» (1/ 106)، وابن ماجه (1407)، وأبو يعلى (12/ 523/7088)، والطبرانى «الكبير» (25/ 32/55) و «الشاميين» (471)، والمقدسى «فضائل بيت المقدس» (17)، والمزى «تهذيب الكمال» (9/ 482) من طرق عن عيسى بن يونس ثنا ثور بن يزيد عن زياد بن أبى سودة عن أخيه عثمان عن ميمونة بنت سعد به مثله. قال السندي: إِسْنَاد طَرِيق اِبْن مَاجَهْ صَحِيح وَرِجَاله ثِقَات وَهُوَ أَصَحّ مِنْ طَرِيق أَبِي دَاوُدَ. وقال في «الإلمام بفضائل الشام»: وهذا إسناد رجاله ثقات كلهم. قال مروان بن محمد الطاطرى: عثمان بن أبي سودة وزياد بن أبي سودة من أهل بيت المقدس ثقتان ثبتان. وذكرهما ابن حبان فى «الثقات» (4/ 260و5/ 154) - التخريج للشيخ أبي محمد الألفي].

شَرحُ الحَدِيثِ:

قَوْلُهُ ?: " أَرْض الْمَحْشَر وَالْمَنْشَر ": قَالَ السِّنديُّ: " أَيْ: يَوْم الْقِيَامَة، وَالْمُرَاد أَنَّهُ يَكُون الْحَشْر إِلَيْهِ فِي قُرْب الْقِيَام كَمَا يَدُلّ عَلَيْهِ الْأَحَادِيث ".

وقَوْلُهُ ?: " فَلْيُهْدِ إِلَيْهِ زَيْتًا ": قَالَ السِّنديُّ: " مِنْ الْإِهْدَاء. قِيلَ: يُشْبِه أَنْ يَكُون سَبْيه أَنَّ الصَّلَاة نُور كَمَا فِي مُسْلِم وَغَيْره، وَكَذَا الزَّيْت إِذَا سُرِّجَ بِهِ ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير