[مسألة رقم (25):::أثر رواية الراوي الثقة عن الضعيف::: [أيام العيد: اليوم الثالث]]
ـ[أبو عاصم المحلي]ــــــــ[21 - 12 - 07, 08:40 م]ـ
مسألة رقم (25)::: أثر رواية الثقة عن الراوي الضعيف:::
يكتبها: أبو عاصم الحسيني المحلي
رضا بن عثمان الحسيني
11/ 12/1428
الحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
وبعد
فمن الملاحظِ في مقامِ المدح ِلكثير من الرواةِ والأئمةِ أنه لا يحدثُ إلا عن ثقة
وإن كان الأمرُ ليس مطلقاً إلا أنه غَالبي.
وعُدَ ذلك من قرائنِ التوثيقِ لبعضِ الرواةِ أن أحدَ الأئمةِ الثقات روى عنه
كما هو الحال في (عمرو بن ميسرة: المخزومي)
قال أبو أحمد بن عدى: لا بأس به لأن مالكا (يعني: مالك بن أنس) قد روى عنه ولا يروى مالك إلا عن صدوق ثقة.
قلت (أبوعاصم): وهذا {أحمد بن نفيل السكوني الكوفي}
قال الذهبي: مجهول
فرده الحافظ ابن حجر بقوله: بل هو معروف يكفيه رواية النسائى عنه.
قلت (أبو عاصم): ولما روى الإمام مالك عن عبدِ الكريمِ بن أبي المخارق (وعبد الكريم: مجمعٌ على ضعفهِ)
اُعتُذِرَ عن مالك بأنه [لم يُخرِجْ عنه إلا الثابت من غير طريقه]
نحو: (إذا لم تستحي فاصنع ما شئت) و (وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة)
وقد اعتذرَ مالكٌ نَفسهُ لما تبينَ أمرهُ.
وقال: غَرَني بكثرةِ بكائه في المسجدِ [الميزان ج4/ 388]
قلت: وكذا الحال فيمن قامَ المقتضى لروايةِ الأئمةِ الثقاتِ عنه ولكنهم لم يرووا عنه.
كما في [بكير بن الأخنس السدوسى]
قال أبو حاتم: هو قديمٌ ما روى عنه شعبةُ و لا الثورىُ
فلا أدرى كيفَ روى عنه أبو عوانة و لا أينَ لَقيه.
قلت (أبو عاصم): وكم من راو حكى عمرو بن علي الفلاس ومحمد بن المثنى:
أن يحيي بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي لا يحدثان عنه.
إلا إن كلَ ذلك ليس هو العمدة في التجريحِ للراوي إنما يجري مجرى القرائن.
والعكس قريب من ذلك
فإنْ كثيراً من الرواةِ الثقاتِ شانهتم روايتهم عن الضعفاء
وترتب على ذلك عدة أشياء منها
ــــــــــــــــــــــــــــ
الأثر الأول وهو [باب]:
أن الثقةَ (الآخذَ عن بعضِ الضعفاءِ) متى أرسلَ حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم
عُدت روايته عن الضعفاءِ من أحدِ موجباتِ رد مراسيله
ولذلك رُدت كثير من المراسيل كمراسيل الحسن البصري والأعمش وقتادة وغيرهم ممن يحمل عن الضعفاء
كما ذكر ابن رجب في " شرح العلل " [1/ 111] في معرض ذكر تفاوت المراسيل فقال:
....... من عرف روايته عن الضعفاء ضعف مراسيله بخلاف غيره.
وقال الإمام ابن عبد البر:
فإن أهل العلم لم يزالوا يروون المرسل من الحديث والمنقطع ويحتجون به إذا تقارب عصر المرسل والمرسل عنه ولم يُعرفْ المرسل بالرواية عن الضعفاء والأخذ عنهم.
التمهيد [ج21/ 175]
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الأثر الثاني وهو [باب]:
في حديث المدلس إذا لم يصرح بالتحديث
وأشد ما يكون الأمر في تدليس من عرف أنه يأخذ عن الضعفاء والمجهولين
كبقية بن الوليد وأبي إسحاق السبيعي وابن جريج وغيرهم.
فيحتاط في رواية هؤلاء المدلسين ويشدد مالم يفعل لغيرهم
ممن يفتعل التدليس ولا يدلس إلا عن ثقة كابن عيينه مثلا.
قال ابن أبي حاتم
وسألتُ أبِي عَن حدِيثٍ رواهُ عبدُ الرزاقِ وأبُو قرة موسى بن طارق عنِ ابنِ جريج عن عَبدِ اللهِ بنِ أبِي بكرٍ عن الزُّهرِيّ عن عُروة عن بسرة وزيد بن خالِدٍ عن النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فِي مسِّ الذكر.
قال أبِي: أخشى أن يكون ابن جريج أخذ هذا الحديث من إِبراهِيم بن أبِي يحيى لأن أبا جعفر حدّثنا قال: سمِعتُ إِبراهِيم بن أبِي يحيى يقُولُ: جاءني ابن جريج بكتب مثل هذا خفض يده اليسرى ورفع اليمنى مقدار بضعة عشر جزءًا
فقال: أروي هذا عنك؟ فقال: نعم.
قلت (أبو عاصم): ابن جريج (مدلس) كما لا يخفى
وإبراهيم بن أبي يحيي هو (إبراهيم بن سمعان الأسلمي): متروك الحديث.
وواضح فيه قول أبي حاتم: {أخشى أن يكون ابن جريج أخذ هذا الحديث من إِبراهِيم بن أبِي يحيى}
[يتبع]
ـ[أبو عاصم المحلي]ــــــــ[21 - 12 - 07, 08:43 م]ـ
تالي:
الأثر الثالث وهو [باب]:
أن الثقة قد يروي عن الضعيف
فَيُقتَسم الاحتمالُ أن تكون البليةُ من أحدهما (ولا ذنبَ للثقة فيه)
¥