[أحاديث جلود الميتة رواية ودراية]
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[11 - 01 - 08, 06:17 ص]ـ
أحاديث جلود الميتة
رواية ودراية وحكم الانتفاع بها على ضوء آراء العلماء دراسة فقهية توثيقية
د. عبدالعزيز بن أحمد الجاسم
المقدمة:
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستهديه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إلَه إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى، ودين الحق، ليظهره على الدين كله، ولو كره الكافرون. أما بعد:
فمن نعم الله على المسلمين، أن بين لهم حكم ما يحتاجون إليه في حياتهم، ومن المعروف أن المسلم يستمد كل ما يحتاج إليه من الكتاب والسنة؛ ففيهما العقيدة، والأخلاق، والعبادات، والمعاملات، وكل ما يحتاج إليه المسلم.
وقد هيأ الله تعالى لهذين المصدرين، علماء، أعلاماً، هداة مهتدين، أهل تقى، وعلم، وفهم، وما تركوه لنا دليل قاطع على ذلك.
وهذه الثروة الفكرية المستمدة من الكتاب والسنة، لا يملك أحد من البشر مثلها. وذلك من فضل الله تعالى على هذه الأمة.
قال تعالى: http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_R.GIF هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين، وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_L.GIF(1).
فأيُّ فضلٍ مثل هذا الفضل الذي خص الله به العرب، دون بقية الأمم!!
وأيُّ فضلٍ مثل هذا الفضل الذي لا يمكن الحصول، والوصول إليه، عن طريق الابتكار، والاختراع، والعلوم التجريبية؟!
فالمسلم يسير في هذه الحياة، على بينة وبصيرة من أمره؛ لأنه قد بُين له كل ما يحتاج إليه.
وسأتناول في هذا البحث حكماً شرعياً، يحتاج إليه المسلم في حياته، وهذه الحاجة تختلف من عصر إلى عصر.
هذا الحكم هو: حكم الانتفاع بجلود الميتة.
وقد أصبح استعمال الجلود، في عصرنا، أمراً مهماً وضرورياً، إذ الناس تستخدم الجلود، في أنواع شتى، كالأرائك، والمحافظ، والملابس، والأحذية، وغير ذلك.
وأصبحت صناعة الجلود، تتنافس فيها الدول، وكل حريص على إتقان صناعته، ليجذب الناس إليها.
أما الميتة فقد جاء تحريمها في الكتاب، قال تعالى: http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_R.GIF حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به http://www.fiqhia.com.sa/Images/BRAKET_L.GIF(1).
لكن جاءت السنة النبوية، واستثنت منها الجلود، فخصصت هذا العموم.
غير أن هذه الأحاديث اختلف العلماء في فمها، على ثلاثة أقسام.
منها المبيح بالانتفاع مطلقاً، ومنها المبيح لكن بشرط الدبغ، ومنها المانع من الانتفاع بها مطلقاً، دبغت أم لم تدبغ.
ذكرت في هذا البحث هذه الأحاديث، مع دراسة طرقها، وبيان الراجح منها، على ضوء كلام أهل الجرح والتعديل.
وبسبب هذا الاختلاف بين الأحاديث، اختلف أهل الاجتهاد في حكم الانتفاع بجلود الميتة، فبينت مذاهب العلماء في ذلك، مع ذكر حجة كل واحد، مع الردّ عليها، على ضوء تلك الأحاديث التي ذكرتها.
وعندما يطلع القارئ على تلك الأقوال سيظهر له أدلة كل فريق، وبالتالي سيظهر له الصواب منها، وهذه فائدة مهمة؛ إذ سيعطي هذا البحث للقارئ، تصوراً يوضِّح اختلاف العلماء، في المسألة الواحدة ... هذا الاختلاف المبني على أدلة وأصول وقواعد أصَّلوا كلامهم بناء عليها، بغض الطرف عن مدى قوة الأدلة وضعفها.
وسميته: أحاديث جلود الميتة رواية ودراية، وحكم الانتفاع بها على ضوء آراء العلماء دراسة فقهية توثيقية وجعلته: في مقدمة، وستة مباحث، وخاتمة.
المقدمة: وفيها الإشارة إلى ما تفضل الله به على المسلمين، في إرشادهم وبيان ما يحتاجون إليه، في حياتهم.
المبحث الأول: وفيه مطلبان
المطلب الأول: شرح مفردات عنوان البحث.
المطلب الثاني: المنهج الذي سلكته في هذا البحث.
المبحث الثاني: الأحاديث التي اشترطت الدباغ.
المبحث الثالث: الأحاديث التي أباحت الانتفاع مطلقاً.
المبحث الرابع: الأحاديث التي منعت الانتفاع بها مطلقاً.
المبحث الخامس: مذهب العلماء في حكم الانتفاع بجلود الميتة.
المبحث السادس: الأشياء التي تحصل بها الدباغة.
¥