ثم لو قيل في مسألتنا - الكلام في الحديث القدسي ـ: إن الأولى ترك الخوض في هذا؛ خوفاً من أن يكون من التنطع الهالك فاعله، والاقتصار على القول بأن الحديث القدسي ما رواه النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ربه وكفى؛ لكان ذلك كافياً، ولعله أسلم والله أعلم.
القول المفيد (1
55)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[30 - 12 - 07, 07:55 ص]ـ
الذي اختار ه العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله تعالى.هو الصواب ان شاء الله
واما قول العلامة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
الوجه الأول: لو كان الحديث القدسي من عند الله لفظاً ومعنى؛ لكان أعلى سنداً من القرآن، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - يرويه عن ربه تعالى بدون واسطة؛ كما هو ظاهر السياق،
نقول هذا ليس بصحيح لان الحديث القدسي يكون كذلك لو قال صلى الله عليه وسلم فيها سمعت الله يقول كذا
ولكنه يقول قال الله تعالى وهذا قد يكون جبريل هو الواسطة فيه، أو يكون بالإلهام، أو بغير ذلك.
قال العلامة الراجحي حفظه الله
وقال -عليه الصلاة والسلام-: ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه
إذا السنة وحي، وحي من الله، ولكن السنة نوعان: نوع لفظه ومعناه من الله وهو الحديث القدسي، كحديث أبي ذر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه أنه قال: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرما، فلا تظالموا، يا عبادي. .. إلى آخر الحديث، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم. .. إلى آخره.
هذا من الله لفظا ومعنى كالقرآن، إلا أن له أحكاما تختلف عن القرآن، القرآن يتعبد بتلاوته، والحديث القدسي لا يتعبد بتلاوته، القرآن لا يمسه إلا المتوضئ، والحديث القدسي يمسه غير المتوضئ، القرآن معجز بألفاظه، والحديث القدسي غير معجز بألفاظه.
الأحكام تختلف، لكن كل من القرآن والحديث القدسي من كلام الله لفظا ومعنى،
أما سائر الأحاديث غير القدسية فهي من الله معنى، ومن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لفظا، فالرسول هو الذي تكلم بها، والمعنى من الله، والمعنى وحي من الله، والرسول هو الذي تكلم بها؛ ولهذا يضاف إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى.
هذا من كلام الرسول لفظا، لكن معناه من الله وحي واضح، هذا فيكون الحديث القدسي، من الله لفظا ومعنى، وغير القدسي من الله معنى، ومن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لفظا. ولا تغتر بما يوجد في الكتب، كتب أصول التفسير، كتب علوم القرآن مما ينقل عن السيوطي، أو غيره من أنه يقول: إنه كلام الرسول؛ لأنه على مذهب الأشاعرة، فالأشاعرة ينكرون أن يكون كلام الله لفظا ومعنى، ينكرون أن يكون كلام الله لفظا ومعنى، ويقولون: كلام الله مطلقا- كلام الله، سواء القرآن أو غير القرآن- معنى قائم بنفسه وليس بحرف ولا صوت.
فلهذا يقولون: إن القرآن كله معنى قائم بنفسه، ليس بلفظ، وهذا غلط ليس بحرف ولا صوت،
فالقرآن كلام الله لفظه ومعناه حروفه، وألفاظه ومعانيه من الله،
وكذلك الحديث القدسي، أما الحديث غير القدسي فهو من الله معنى، ومن الرسول لفظا تكلم به النبي -صلى الله عليه وسلم-،
ـ[يبناوي]ــــــــ[30 - 12 - 07, 11:44 ص]ـ
الله يجزيكم الخير ويبارك فيكم
فوائد
ويبقى قول شيخنا ابن باز هو الراجح
ـ[يحيى القضاه]ــــــــ[31 - 12 - 07, 06:48 م]ـ
السلام عليكم
الحَدِيثُ القُدْسِيُّ هُوَ: الحَدِيثُ الَّذِي أُضِيفَ إلَى اللهِ تَعالَى.
فَهُوَ فِي الحَقِيقَةِ مِنْ كَلامِ اللهِ، أيْ إنَّ لَفْظَهُ ومَعْناهُ مُنْزَلٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ تَعالَى، والدَّلِيلُ عَلَى ذلِكَ ما يَلِي:
أ*- أنَّنا نَجِدُ فِي كُلِّ حَدِيثٍ قُدْسِيٍّ عِبارَةُ " قالَ اللهُ تَعالَى " أوْ " يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ " فَكَيْفَ يَكُونُ مَعْنَى قالَ اللهُ يَعْنِي قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟!!.
ب*- أنَّ صِيغَةَ كُلِّ حَدِيثٍ قُدْسِيٍّ لا يُمْكِنُ أنْ تَكُونَ إلاَّ مِنَ اللهِ، وإلَيْكَ أمْثِلَةٌ مُتَعَدِّدَةٌ مِنَ الأحادِيثِ القُدْسِيَّةِ لِتُلاحِظَ صِيغَتَها:
¥