276 - حَدَّثَنَا عَيَّاشٌ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ عَنْ بَكْرٍ عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:"لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا جُنُبٌ فَأَخَذَ بِيَدِي فَمَشَيْتُ مَعَهُ حَتَّى قَعَدَ فَانْسَلَلْتُ فَأَتَيْتُ الرَّحْلَ فَاغْتَسَلْتُ ثُمَّ جِئْتُ وَهُوَ قَاعِدٌ فَقَالَ أَيْنَ كُنْتَ يَا أَبَا هِرٍّ فَقُلْتُ لَهُ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ يَا أَبَا هِرٍّ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَنْجُسُ"
لكن المسألة الأولى أنهم ذهبوا لأم المؤمنين لأمر يشكون أنه يمكن وهو مسألة الصاع؟ لماذا؟ لأنها ستعاملهم معاملة الأم، ولابد أن لا ننسى أن أحدهم أخوها من الرضاعة، والظاهر أنهم يخشون مثل هذا السؤال، أنظروا ما حصل لمن يسأل مثل هذا السؤال،وهو أكبر سنا وقدرا منهم:
فقد أخرج البخاري:
244 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ هُوَ وَأَبُوهُ وَعِنْدَهُ قَوْمٌ فَسَأَلُوهُ عَنْ الْغُسْلِ فَقَالَ: يَكْفِيكَ صَاعٌ فَقَالَ رَجُلٌ مَا يَكْفِينِي فَقَالَ جَابِرٌ كَانَ يَكْفِي مَنْ هُوَ أَوْفَى مِنْكَ شَعَرًا وَخَيْرٌ مِنْكَ ثُمَّ أَمَّنَا فِي ثَوْبٍ.
قال الدكتور محمد المبارك في كتابه، القرائن عند الأصوليين:1/ 200:
(أما من ناحية ما يحيط من أسباب ومقاصد وعادات ونحوها، فإن الوقوف عليها لازم لمن أراد تفهمه على الوجه الصحيح المقصود، وذلك لما لهذه الأحوال من أثر ظاهر في الدلالة على المراد به، والكثير منها يتوصل إليه من خلال ربطها بما هو معلوم عقلا، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " اللفظ لم يدل قط إلا بقرائن معنوية، وهو كون المتكلم عاقلا له عادة باستعمال ذلك اللفظ في ذلك المعنى، وهو يتكلم بعادته، والمستمع يعلم ذلك، وهذه كلها قرائن معنوية تعلم بالعقل، ولا يدل اللفظ إلا معها "
فاستفادة القرائن الحالية لا تتوقف على معرفة اللغة ومعانيها فحسب، بل لابد من معرفة أحوال المتكلم أو الفاعل من عادات ومقاصد وأسباب ونحوها، ولهذا قال الجصاص:
" المعاني ودلالات الكلام ليس يختص أهل اللغة بمعرفتها دون غيرهم؛ لأن ذلك المعنى يستوي فيه أهل سائر اللغات في لغاتهم على اختلافها وبيئتها، ولا يختص بلغة العرب دون غيرها ")
ــــــــــــــــــ
ينظر: مجموع الفتاوى،لابن تيمية:20/ 459.
والفصول في الأصول: 1/ 307 - 308.
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[26 - 01 - 08, 04:59 م]ـ
الشيخ أبو الأشبال والشيخ أبا حازم ....
جزاكما الله خير الجزاء ....
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[26 - 01 - 08, 06:40 م]ـ
وجزاك الله كل خير أخي الفاضل أحمد بن شبيب.
ــــ
وقال محمد المبارك في كتابه القرائن عند الأصوليين: 1/ 200.
" استفادة القرائن من خلال النظر في المقاصد الشرعية، وذلك باعتبار قواعد الشريعة وكلياتها العامة عند عملية استنباط الأحكام من أدلتها.
ويتأتى هذا من خلال استقراء تفاصيل النصوص الشرعية، والنظر في المعاني التي جاءت الشريعة بإثباتها،
........... إلى أن قال:
وهذا ما نبه إليه القاضي عياض، حيث ذكر أهمية الاعتناء بمقاصد الشريعة وقواعدها عند الاجتهاد، وذلك عن طريق: " الالتفات إلى قواعد الشريعة ومجامعها، وفهم الحكمة المقصودة بها من الشارع أهـ "
كما هو معلوم إن الدين يسر، ومن مقاصد الشريعة التيسير على الناس ومراعاة ظروفهم؛ ولذلك فلا بد أن لا يستغرب البعض أن تقصد أم المؤمنين إثبات جواز الغسل بهذه الكمية،وقيامه بذلك بالطريقة التي وصفتها من دون أن يراها أحد ما، فإيصال هذه المعلومة مهم؛ فكما يرى الجميع يوسوس البعض عند وضوءه ويعيد ويهدر الماء فما بالكم بالغسل، وخصوصا عندما يسمع أنه يمكن الاغتسال بهذه الكمية البسيطة، كما أن ديننا الحنيف يحثنا على عدم الإسراف، أليست كل هذه المقاصد معتبرة.
والآن أعتقد أنا اتفقنا على أن إيصال هذه المعلومة مهم.ولكل شيخ طريقة، وكانت طريقة أم المؤمنين في إيصالها لهذين الغلامين تناسب سنهما، أي أنها استخدمت طريقة الإيحاء إن صح التعبير.
مثال يوضح المقصود:
إذا قال لك شخص ما أنا أستطيع أن أغتسل في دقائق معدودة، وقلت له اثبت لي ذلك، وقلت لنا أنه: دخل الحمام وفعلا اغتسل في دقائق.
هل يمكن لأحدنا أن يقول انه تجرد أمامك، واغتسل!! طبعا لا بل سنقول دخل الحمام واغتسل، وخرج في الوقت المحدد. وهل يحق لنا أن نقول غير هذا الكلام!!!؟
وهذا الرابط يوضح أهمية توضيح مثل هذا الموضوع:
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=10684&highlight=%C7%E1%C7%DB%CA%D3%C7%E1
¥