تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- قال (ابن الأثير) في (نهاية الغريب) (1/ 8): صنَّف كتابه المشهور السائر في الجمع بين غريبي القرآن العزيز والحديث، ورتبه مقفى على حروف المعجم على وضع لم يُسْبَقْ في غريب القرآن والحديث إليه. فاستخرَجَ الكلمات اللغويةَ الغريبة من أماكنها وأثبتها في حروفها وذكر معانيها؛ إذ كان الغرضُ والمقصد من هذا التصنيف معرفةَ الكلمة الغريبة لغةً وإعراباً ومعنًى، لا معرفةَ مُتُون الأحاديث والأحاديث والآثار وَطُرق أسانيدها وأسماء رُوَاتها، فإن ذلك علم مستقبل بنفسه مشهور بين أهله, ثم إنه جمع فيه من غريب الحديث ما في كتاب (أبي عُبيد) و (ابن قتيبةَ) وغيرهما ممن تَقَدَّمه عصرهُ من مُصَنِّفي الغريب، مع ما أضاف إليه مما تتبعه من كلمات لم تكن في واحد من الكتب المصنَّفة قَبله، فجاء كتابهُ جامعا في الحُسن بين الإحاطة والوضع. فإذا أراد الإنسانُ كلمةً غريبةً وجَدَها في حرفها بغير تَعب، إلا أنه جاء الحديث مُفَرَّقاً في حروف كلماته حيث كان هو المقصودَ والغرضَ، فانتشر كتابهُ بهذا التسهيل والتيسير في البلاد والأمصار، وصار هو العمدة في غريب الحديث والآثار. وما زال الناس بعده يَقْتَفُون هَدْيَه، ويَتْبَعُون أَثَره، ويَشكُرون له سَعَيه، ويَسْتَدرِكُون ماَ فَاتَه من غريب الحديث والآثار، ويجمعون فيه مجاميعَ. اهـ

- ولكتاب (الغريبين) عدة (مختصرات) منها:

1 - (مختصر) للفقيه (أبو الفتح سليم بن أيوب الرازي) الشافعي المتوفى سنة 447هـ وسماه: (تقريب الغريبين)

2 - و (مختصر) (لأبي المكارم الوزير على بن محمد النحوي) المتوفى سنة561 هـ

3 - و (مختصر) للحافظ (أبي الفرج بن الجوزي) المتوفى سنة697 هـ مع زيادات يسيرة, وقال (ابن الأثير) في (نهاية الغريب) (1/ 10): صَنَّفَ كتابا في غريب الحديث خاصَّة نَهَج فيه طريق (الهَرَوي) في كتابه، وسلك فيه محَجَّته مجردا من غريب القرآن. وهذا لفظه في مقدمته بعد أن ذكر مُصَنَّفي الغريب. قال: فَقَوِيت الظُّنون أنه لم يَبْقَ شيء، وإذاً قد فاتَهُمْ أشْياء فرأيت أن أبذلَ الوُسع في جمع غريب حديث رسول اللّه jوأصحابه وتابعيهم، وأرجو ألاّ يَشذَّ عني مهِمّ من ذلك، وأن يُغْنِيَ كتابي عن جميع ما صُنّف في ذلك, هذا قوله, ولقد تتبعت كتابه فرأيتُه مخْتَصراً من كتاب (الهروي)، مُنْتَزَعا من أبوابه شيئاً فشيئاً ووَضعاً فوَضْعاً، ولم يزد عليه إلا الكلمة الشّاذّةَ واللفظَة الفاذّة, ولقد قايَسْتُ ما زاد في كتابه على ما أخَذَه من كتاب (الهروي) فلم يكن إلا جزءاً يسيرا من أجزاءٍ كثيرة. اهـ

4 - وجمع أوهامه الحافظ (أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي البغدادي) محدث بغداد المتوفى سنة 550هـ في تصنيف مستقل سماه: (التنبيه على الألفاظ التي وقع في نقلها وضبطها تصحيف وخطأ في تفسيرها ومعانيها وتحريف في كتاب الغريبين) , طبع في (إصدارات المجمع الثقافي) بتحقيق (وليد محمد السراقبي) , و (للهروي) ترجمة في (سير أعلام النبلاء) (13/ 84)

أي: غريب القرآن وغريب الحديث، في مجلد ضخم (لأبي عبيد أحمد بن محمد بن محمد بن أبي عبيد العبدي المؤدب الهروي)، نسبة إلى (هراة)، إحدى مدن خراسان الكبار، الفاشاني، نسبة إلى (فاشان) قرية من قرى (هراة)، المتوفى سنة إحدى وأربعمائة، وما ذكرناه في نسبه هو المنقول كما في (ابن خلكان)، ووجد على ظهر كتابه ((الغريبين)) أنه (أحمد بن محمد بن عبد الرحمن) والله سبحانه وتعالى أعلم.

1096 - و كتاب ((المغيث)) (1)

في مجلد، (لأبي موسى المديني)، كمل به كتاب ((الغريبين)) , واستدرك عليه، وهو كتاب نافع


(1) - (كشف الظنون) (2/ 1206) , طبع في معهد البحوث العلمية و إحياء التراث الاسلامي1986 بمكة في (4) مجلدات بتحقيق (عبد الكريم الغرباوي) باسم (المجموع المغيث في غريب القران والحديث) , قال (ابن الأثير) في (نهاية الغريب) (1/ 9): صنف كتابا جمع فيه ما فات (الهروي) من غريب القرآن والحديث ينُاسبهُ قَدْراً وفائدة، ويُماَثلهِ حجمْاً وعائدة، وسلك في وضعه مَسْلَكه، وذهب فيه مَذهَبه، ورتَّبَه كما رتّبَه، ثم قال: واعلم أنه سيبقى بعد كتابي أشياء لم تقع لي, ولا وقفتُ عليها؛ لأن كلام العرب لا ينحصر, ولقد صدق رحمه اللَّه فإن الذي فَاتَه من الغريب كثيرٌ, وقال أيضا: وأما (أبو موسى الأصفهاني) رحمه اللّه فإنه لم يذكر قي كتابه مما ذكره
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير