تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويجوز أن يكون منقطعا على إضمار اذكر ومثله قوله: إن الله عزيز ذو انتقام يوم تبدل الأرض ومحضرا حال من الضمير المحذوف من صلة ما تقديره يوم تجد كل نفس ما عملته من خير محضرا هذا على أن يكون تجد من وجدان الضالة وما من قوله: وما عملت من سوء عطف على ما الأولى و تود في موضع الحال من ما الثانية

وإن جعلت تجد بمعنى تعلم كان محضرا المفعول الثاني وكذلك تكون تود في موضع المفعول الثاني تقديره يوم تجد كل نفس جزاء ما عملت محضرا

ويجوز أن تكون ما الثانية رفعا بالابتداء و تود في موضع رفع على أنه خير الابتداء ولا يصح أن تكون ما بمعنى الجزاء لأن تود مرفوع ولو كان ماضيا لجاز أن يكون جزاء وكان يكون معنى الكلام: وما عملت من سوء ودت لو أن بينهما وبينه أمدا بعيدا أي كما بين المشرق والمغرب اهـ

قال مصطفى غفر الله له:

وعليه، فيجوز أن نقرأ فنقول:

{يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء "وقف" تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد}

أي وما عملت من سوء (كذلك محضرا)، تود لو أن بينها وبينه (يوم القيامة) أمدا بعيدا

ويجوز أن تقرأ:

{يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا " وقف" وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد}

أي أنها فرحة بالخير المحضر، وأما الذي عملته من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا بعد المغرب والمشرق، لأنها لا تريده محضرا مع ما عملت من خير.

والله أعلم


الأجهوري15 - 04 - 2005, 05:37 AM
- ولو وقف الانسان عند قوله تعالى: (لاتعلمون - وقف - بالبينات لزبر).

يشبه ان يتعلق المحذوف بقوله أرسلنا.

فيكون المعنى أرسلنا رسلنا بالبينات والزبر.

قولك هنا "يشبه" معناه ينشأ عنه شبه وهذا الشبه لا يكون إلا بمعنى آخر غير مراد، والذي أراه أن مثل هذه الاشتباهات لاتحصل إلا لمن دخلت عليه العجمة وتشبع بالأفهام المولدة في عصرنا وكثير من الوقوف التي ذكرها الإخوة الأفاضل هنا من هذا الباب ألا وهو باب الوقف التقطيعي الذوقي البحت لدفع فهم مولد للآية ..... إذا ما فائدة التفسير وفائدة العلماء وكيف يتبين الجاهل من العالم!!!!!

وبالمناسبة فإن الواقف على قوله {لاتعلمون} من آية النحل هو متبع للقاعدة العامة في الوقوف على رءوس الآي التوقيفية ولا شك أن هذه القاعدة كذلك مبنية على الهدي الثابت عن النبي في القراءة.

وللشيخ الجليل القارئ المتقن محمود خليل الحصري كتاب بحث فيه هذه المسألة وردّ كثيرا من الوقوف المذكورة هنا وغيرها، إلا أنه في مسألة أولية الوقوف على رءوس الآي ناقشها بتوسع واختار أولية مراعاة المعنى مثل {فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون}.

ومن شعر ببلاغة القرآن يستهجن كثير من هذه الوقوف التي تحاول أن تقرب البعيد!!! وتفصل الفعل عن متعلقاته وتفصل المعمول عن عامله.

ومن أولى الأشياء هنا مراعاة أسلوب القرآن كله في مثل الآية المطلوبة:
مثل ما ذكر {استوى له ما في السموات} الآية لا شك أنه معنى مستهجن مولد مخالف لنسق القرآن الذي يرتبط فيه الفعل "استوى" بـ "على" مباشرة عند ذكر "العرش" فنهم مباشرة الصفة الجليلة اللائقة بعظمة الله فورا كما فهما السلف وعبارتهم يفهم منها أن عامل "على" هو كلمة "استوى".

كذلك كلمة "الشرك" تأتي في نسق القرآن عاملة في "بـ" ويكون الكلام مرتبطا بذات الله، أما {يابني لا تشرك} فهو أسلوب غريب عن نهج ونسق القرآن.

كذلك "حرّم" مع "على"

ومثل وقف غريب سمعته من أحدهم {فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا (وقف) علينا نصر المؤمنين} من آية الروم!!! ما أعجبه وأغربه وما أشد مخالفته لنسق القرآن.

ولا شك أن مسألة تفسير القرآن بالقرآن لها أوليتها على كل فهم وراجع للأهمية المقدمة التي كتبها الإمام الشنقيطي في أنواع البيان في القرآن في مطلع تفسيره أضواء البيان.

وبعد هذه الطامة فإن هذه الوقوف الذوقية قد تأتي بمخالفة للغة تعد عيبا لو وجدت في كلام البشر فما بالك بكلام الحق جل جلاله:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير