ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[12 - 02 - 08, 03:41 م]ـ
............
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[14 - 02 - 08, 08:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل أبا زراع المدني.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الآية الثانية:
قال تعالى: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (آل عمران:134).
والآية ذكرتني بالأحاديث التالية:
ورد في صحيح مسلم:
عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سِمْعَانَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ:
"سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ فَقَالَ: "الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ ... ".
وورد في سنن الترمذي:
عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ:
"أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا شَيْءٌ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ"
قَالَ أَبُو عِيسَى وَفِي الْبَاب عَنْ عَائِشَةَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَأَنَسٍ وَأُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
وعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ:
أَنَّهُ وَصَفَ "حُسْنَ الْخُلُقِ" فَقَالَ هُوَ بَسْطُ الْوَجْهِ وَبَذْلُ الْمَعْرُوفِ وَكَفُّ الْأَذَى.
فالآية تتحدث عن الإحسان إلى الخلق.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
"وأما الإحسان بالنسبة لمعاملة الخلق؟ فقيل في تفسيره: بذل الندى، وكف الأذى، وطلاقة الوجه."
وقد أورد القرطبي القصة التالية في معرض تفسيره للآية السابقة، وهي:
"وروي عن ميمون بن مهران أن جاريته جاءت ذات يوم بصحفة فيها مرقة حارة، وعنده أضياف فعثرت فصبت المرقة عليه، فأراد ميمون أن يضربها، فقالت الجارية: يا مولاي، استعمل قول الله تعالى: " والكاظمين الغيظ ".
قال لها: قد فعلت.
فقالت: أعمل بما بعده " والعافين عن الناس ".
فقال: قد عفوت عنك.
فقالت الجارية: " والله يحب المحسنين ".
قال ميمون: قد أحسنت إليك، فأنت حرة لوجه الله تعالى."
لكن لابد للمتأمل في هذه القصة أن يتفكر في ما قاله الشيخ ابن عثيمين حيث قال:
" لكن أحيانا الإنسان يغضب ويعبس، فنقول: هذا لسبب، وقد يكون من الإحسان إذا كان سببا لصلاح الحال.
ولهذا؛ إذا رجمنا الزاني أو جلدناه؛ فهو إحسان إليه."
والله أعلم وأحكم.