[الإسناد من الدين ـ اللهم اجعلنا خير خلف لخير سلف ـ.]
ـ[أبو محمد أحمد بن عثمان]ــــــــ[18 - 02 - 08, 05:26 م]ـ
إخواني الفضلاء.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
لقد سررت لما رأيت طرح أخي الفاضل الشيخ / محمد صابر لموضوع هؤلاء القراء أعلى أسانيد أهل مصر ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=124148)
وسررت بتفاعل إخواني مع الموضوع، وازداد يقني أن الله حفظ هذا الكتاب الكريم، وجعل وسائل حفظه هؤلاء الأعلام في مشارق الأرض ومغاربها في مصر وسائر بلاد الإسلام.
ولكن دار في خاطري بعض الكلمات التي تتعلق بمسألة العلو والنزول، فكتبتها رداً في موضوع شيخنا الفاضل الشيخ / محمد صابر، ولكن بعدما كتبتها رأيت أن أفرد لها موضوعاً خاصاً، حتى لا أقطع على إخواني تسلسل حديثهم.
فأقول مستعيناً بالله متوكلاً عليه:
لا شك أن الإسناد من الدين، وأن سلف الأمة عظموا أمر الإسناد، واعتنوا به أيما عناية.
وطلب العلو في الإسناد مشهور عند سلف الأمة.
لكن؛؛؛؛ أود أن أنبه إخواني على شيء دار في خاطري ورأيته عند بعض منسوبي علم القراءات خاصة ـ ولا رأي لي ألزم به أحداً ـ.
إخواني الفضلاء: ينبغي أن لا ننسى أمراً مهماً؛ ألا وهو ألا يحلمنا علو سند أحد العلماء على انتقاص غيره ممن نزل عنه رتبة أو رتبتين بل حتى أكثر من ذلك، بل إن من العلماء من يكون سنده في قمة النزول، لكنه يخدم كتاب الله ويجر الله الخير على يده أكثر ممن بلغوا أكبر درجات العلو.
ولقد حمل طلبُ العلو بعضَ الناس إلى إدعاء ما ليس عنده، وإيهام الناس بأنه قرأ على فلان وعلى فلان وهو في حقيقة الأمر لم يقرأ.
بل حمل بعضهم أن يعتبر نفسه من أعلى أسانيد الأرض لأنه قرأ على الشيخ الزيات رحمه الله بضع آيات، أو أنه قرأ على الشيخ السمنودي الفاتحة بالقراءات الكبرى أو الصغرى فاعتبر نفسه من أعلى القوم إسناداً، أو أنه قرأ على الزيات رحمه الله حينما نزل إلى مصر مريضاً لا يعي كثيراً مما يقرأ عليه، وذلك من شدة مرضه، حمله ذلك إلى اعتبار نفسه من أعلى أسانيد الأرض بعد موت الشيخ الزيات رحمه الله تعالى.
إخواني لقد دفع مسألة السند وعلوه بعض طلاب علم القراءات سواء المفردين منهم أو الجامعين بعد أن يبدأ على أحد المشايخ المجتهدين المتقنين، إلى أن يتركه لأنه وجد من هو أعلى منه سنداً.
وفي نهاية الأمر ما يكمل مع صاحب الإسناد العالي، ولا مع صاحب الإسناد النازل، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
إخواني إنني أعرف بعض المشايخ قرأ على شيخه القراءات العشر الصغرى ولم يكن يدري أن هناك شيئاً اسمه إسناد، ثم لما ختم على الشيخ وعلم الشيخ منه الإتقان أعطاه الإجازة بالسند ـ وأخص منهم الشيخ محمود بن فرج عبد الجليل شيخي وإستاذي ـ أسأل الله أن يتمتعه بالصحة والعافية.
إن مسأل علو الإسناد أصبحت عند كثير من الناس أهم من تمكن المسند في العلم، فتجده يسأل من يريد أن يقرأ عليه ـ مع الأسف ـ هل عندك إجازة، كم بينك وبين الرسول صلى الله عليه وسلم، هل قرأت على شيخ واحد أم على عدة مشايخ.
كل ذلك أمر طيب، لكن لا يكن هم طالب العلم الأول والآخير.
إخواني أرجو من الله أن تتفهموا قصدي وأن تحملوه على أطيب وجوه.
وقد أقتبست من نص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه) هذه المقولة فقلت: من بطأ به علمه لم يسرع به سنده.
وأخيراً اعذروني فهذه خواطر دارت في نفسي أحببت أن أبثها إلى إخواني الفضلاء، عليَّ أجدُ منهم ناصحاً أو مقوماً.
وجزاكم الله خير الجزاء.
أخوكم الصغير / أبو محمد أحمد بن عثمان أبو العُلا
جدة: 11/صفر/ 1429هـ
ـ[محمد القدس]ــــــــ[19 - 02 - 08, 12:46 ص]ـ
كلام جميل جدا، بارك الله فيك
ولكن ألا يدل علو السند أحيانا على إتقان أعلى للقرآن؟
ـ[أبو محمد أحمد بن عثمان]ــــــــ[19 - 02 - 08, 01:55 م]ـ
أخي الفاضل الكريم محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شكر الله لك أخي الكريم مرورك على الموضوع وتعقيبك، والذي أراه والله أعلم أنه لا تلازم بين علو الإسناد وسعة العلم، فرب مبلغ أوعى من سامع.
وقد شرح السيوطي الشاطبية، ولم يكن عنده سند في القراءات على حسب علمي بل لم يتلقها من أحد.
والله أعلم.
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[21 - 04 - 09, 06:43 م]ـ
وقد شرح السيوطي الشاطبية، ولم يكن عنده سند في القراءات على حسب علمي بل لم يتلقها من أحد.
بالنسبة لتلقي السيوطي لعلم القراءات فقد صرح في التحدث بنعمة الله بأنه لم يأخذها عن شيخ ولكن السيوطي له إجازة إلى الإمام الشاطبي في رواية القصيدة أثبتها في أول شرح الشاطبية.
ـ[أبو محمد أحمد بن عثمان]ــــــــ[25 - 04 - 09, 03:03 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم أبو عبد المليباري على مرورك الكريم وردك الجميل، وإنما قصدت القراءات ولم أقصد متن حرز الأماني.
توضيح: في الحقيقة أنا لا أقصد أبداً أن لا يسعى الإنسان إلى علو السند، ولكن لا يكن هو همه الذي يحركه إلى طلب العلم.
وأسأل الله أن يرزقنا جميعاً الإخلاص والسداد والتوفيق لما يحبه ويرضاه