[الوقف القرءآني]
ـ[جمال الموصلي]ــــــــ[01 - 02 - 08, 02:16 م]ـ
أقدم لكم أحد مؤلفات شيخنا علم الدين ثامر فاضل المحمود
حول حكم الوقف القرءآني
سائلاً الله عز وجل أن يفيدكم:
الحكم الاختباري
في الوقف القرءآني
تأليف
علم الدين ثامر فاضل المحمود
إصدارات
دار الموصل للعلوم الشرعية والإسناد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمداً مُشددَ الإظهار، في الابتداء والانتهاء ليل نهار متطابقاً متجانساً متماثلاً مع نعمائه التي مَنَّها الوهاب الغفار والصلاة والسلام على سيدنا محمد نور الأبصار، وعلى آله المدغم فيهم أخلاق الأطهار، وعلى صحبه الموصول لهم حُسن الأخيار، الموقوفة عليهم مكارم الأبرار، المقطوع الممنوع منهم فعل الأشرار، عدد ما تفتحت الأزهار، وانحدرت الأنهار، وتدورت الأقمار، ومالت واستطالة الأشجار، وحدّت ومُدّت البحار وفخمت ولانت الثمار، وعدد ما تكررت وتقاربت الأقدار.
وبعد:
فهذا بحث مهم في الوقف القرآني قَلَّ نظيره، يرفع الأشكال الحاصل بين علماء النحو وشيوخ القراءات.
وأعني بالوقف: وقف الاختيار أو الاختبار على كلمات بعينها، ذلك أن هذا النوع من الوقف قلّما تطرق إليه أو قيّم في بحث خاص.
وأتقدم هنا بأفضل الدعاء وأجمل الشكر والوفاء إلى كافة الإخوان المخلصين الذين قدموا لنا المساعدة والملاحظات المهمة في سبيل إنجاح هذا البحث، وإخراجه إلى النور.
ولله درّ القائل:
كتبت علوما ثم أيقنت أنني
فأن كنت عند الله فيها مخلصاً
وإن كنت الأخرى فبالله فاسألوا
سأبلى ويبقى ما كتبت من العلم
فذاك لعمر الله قصدي في الحكم
إلهي غفراناً من الذنب والجرم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمّد رسوله الأمين، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين 0
تمهيد:
قال صاحب الجزريه:
وبعد تجويدك للحروف لابد من معرفة الوقوف
الوقف: لغة الكف، وفى الاصطلاح قطع الصوت عن الكلمة زمناً يتنفس فيه عادة، بغية استئناف القراءة، أما بما يلي الموقوف عليه أو بما قبله [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn1).
وليس في القرآن وقف واجب يأثم القارئ بتركه، ولا حرام يأثم به، إلا أن يكون له سبب يقتضي التحريم، كأن تعمد الوقف على نحو (ما من إله) في قوله تعالى (ما من إله إلا الله) فأن قصد المعنى كفر [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn2) .
قال العلامة ابن حجر العسقلاني (رحمه الله تعالى): اعلم أن كل ما أجمع القراء على اعتباره من مخرج واحد وإدغام وإخفاء وإظهار وغيرها، وجب تعلمه، وحرم مخالفته كذا ذكر.
فعلى القارئ أنه لابد من التلقي من أفواه المشايخ الضابطين المتقنين، ولا يعتمد بالأخذ من المصحف بدون معلم أصلاً.
وأن صحة السند عن النبي ( e) عن روح القدس (عليه السلام) عن الله عزّ وجلّ بالصفة المتواترة أمر ضروري للكتاب العزيز تنزيل من حكيم حميد،ليتحقق بذلك دوام ما وعد به تعالى في فوله جل ذكره (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، وقال الإمام السيوطي (رحمه الله): والأمة كما هم متعبدون بفهم معاني القرآن وأحكامه، متعبدون بتصحيح ألفاظه وإقامة حروفه على الصفة الملقاة من الأئمة القراء المتصلة بالحضرة النبوية [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn3) 0
روى عدي بن حاتم الطائي: أنه أسلم رجلان على عهد رسول الله ( e) فتشهد أحدهما قائلاً: أشهد أنه من يطع الله ورسوله فقد رشده، ومن يعصهما، ثم توقف عن الكلام، فقال له الرسول ( e) : قم واذهب بئس الخطيب أنت.
وإنما أقامه الرسول ( e) لأنه سوّى بين حال من أطاع ومن عصى، بل كان عليه أن يقف عند قوله (فقد رشد) ثم يستأنف الكلام فيقول (ومن يعصهما فقد غوى) أو يصل الكلام بعضه ببعض لتتمايز حالة المطيع عن العاصي [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=57#_ftn4) .
وروي عن أبي بكر الصديق ( t) : أنه سأل أعرابياً عن ناقته أيبيعها؟ فأجاب الأعرابي قائلاً: لا عافاك الله، فغضب أبو بكر ( t) وقال له: لا تقل هكذا، ولكن قل: لا وعافاك الله.
¥