تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من هموم التفسير: هل يجوز مخالفة أقوال المفسرين بابتداع قول غير مسبوق؟ (2)]

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[14 - 01 - 08, 04:29 م]ـ

[من هموم التفسير: هل يجوز مخالفة أقوال المفسرين بابتداع قول غير مسبوق؟ (2)]

القول الجديد له حالتان:

-لم يذكره السلف لكنه مخرج على قواعدهم وأصولهم ... فهذا قول مقبول.

-لم يذكره السلف وهو مع ذلك غير مخرج على قواعدهم وأصولهم فهذا قول بدعي مرفوض.

الأمر هنا شبيه بما تعارف عليه أهل العلم في المذاهب الفقهية .... فالفقيه الحنفي المعاصر -مثلا- يفتي في قضية جديدة لم تخطر ببال إمام المذهب ولكنها مخرجة على أصوله ... فتكون تلك الفتوى فردا من التراث الحنفي العام ....

أملنا أن يشتغل الباحثون بتحقيق قواعد وأصول السلف في التفسير ... ليضعوا بين أيدي الناس دستورا للتفسير ومعيارا لنقد الأقوال .... وهذا كفيل بتقليص مساحات التسيب التي امتدت هذه الأيام على كل الجهات، والله المستعان.

ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[14 - 01 - 08, 05:21 م]ـ

عندنا صور:

الأولى: أن ينفصل السلف في تفسير الآية على قولين فهل يجوز إحداث قول ثالث لا يعارض أحد القولين؟

الظاهر لا لأنه لو كان حقا لما غاب عن مجموعهم

الثاني: أن يكون هذا القول ليس تفسيرا للآية بل استنباطا لفائدة أو نكتة علمية تؤيد تفسير الآية أو أصل أو فرع آخر في علم التفسير أو غيره من العلوم أو لا تعود عليه بالنقض

فهذا مندوب اليه لعموم الأمر بتدبر القرآن ولحديث (لا تنقضي عجائبه) ولبعض الآثار كقول ابن أم عبد أنثروا القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين ولصنيع أئمة التفسير وغيرهم

الثالثة: الإعجاز العلمي والكلام فيه مشهور

وقد تقدم الكلام حول هذا في موضوع لك

الأمر هنا شبيه بما تعارف عليه أهل العلم في المذاهب الفقهية .... فالفقيه الحنفي المعاصر -مثلا- يفتي في قضية جديدة لم تخطر ببال إمام المذهب ولكنها مخرجة على أصوله ... فتكون تلك الفتوى فردا من التراث الحنفي العام ....

هذه القضية إما أن تكون نازلة لم تحدث في عصرهم فلا يوجد لهم فيها كلام فتخريجها على أصولهم مطلوب

وإما أن تكون موجودة ولهم فيها كلام وإن لم يكن لإمام المذهب _إذ ينبغي النظر في باقي الأقوال_ فهنا لا يجوز احداث قول لم يحدثوه لأنه إن كان حقا لم يغب عن مجموعهم

يعني هذا الفقيه تخريجه القول على أصول إمامه مشروط بعدم احداث قول لم يسبق اليه من باقي فقهاء المذاهب لما تقدم

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[14 - 01 - 08, 08:17 م]ـ

وإما أن تكون موجودة ولهم فيها كلام وإن لم يكن لإمام المذهب _إذ ينبغي النظر في باقي الأقوال_ فهنا لا يجوز احداث قول لم يحدثوه

قولكم هذا-وفقكم الله- يثير إشكالا يتعلق بمرجع الضمير في "يحدثوه":

-منِ المجتمع العلمي الذي ينظر في أقواله ولا يجوز إحداث قول بعدهم؟

-ما الحد الزمني الفاصل بين الطبقة المعيارية وباقي الطبقات؟

لنبق في حدود الفقه ولننظر في التحقق الواقعي للمسألة:

-إمام المذهب –وليكن أبو حنيفة-لا يمكن أن يستوعب كل المسائل الفقهية (لا أتحدث عن المسائل المستجدة بعده بل المسائل التي عاصرها ... )

-يجوز لمحمد بن الحسن-مثلا-أن يقول قولا لم يقل به شيخه ... ولكن لا بد أن يخرج ذلك على أصول شيخه حفاظا على كيان المذهب ..

-طيب، هل يجوز لتلميذ ابن الحسن أن يقول قولا لم يقله شيخه ولا شيخ شيخه ...

إن كان الجواب نعم ...

نزلنا درجة إلى تلميذ التلميذ ... وطرحنا السؤال نفسه بشأنه ..

إن كان الجواب "لا"

طولبنا بالفرق ..

الفرق الشخصي لا أثر له ...

وإن كان الفرق هو توفر أدوات الاجتهاد .. فلا فرق بين متقدم ومتأخر إذ يمكن للمتأخر أن تتوفر فيه أدوات الاجتهاد .. ودعوى منع الاجتهاد ضعيفة جدا لا تصدر إلا عن الجهال المقلدين ..

حاصل المشكلة:صعوبة إغلاق الطبقة المعيارية!!

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[15 - 01 - 08, 03:45 ص]ـ

قصدي من الموضوع المساهمة في حل المشكل العويص الذي يتمثل في الجمع والتوفيق بين المتعارضين:

-الأمر العام بتدبر القرآن

-تحريم القول فيه بغير علم ...

هذان المعنيان ينبغي أن يتلازما دائما .. فاعتبار الثاني وحده قد يفضي إلى صورة من صور هجر القرآن وهو ممنوع شرعا ..

واعتبار المعنى الأول وحده يفضي إلى التقول على الله وهو ممنوع شرعا كذلك ..

لا نجاة إلا في اعتبار الثاني تقييدا للأول لا إلغاء له ..

لكن ينبغي أن يكون التدبر حقيقيا لا صوريا ... بمعنى قائما على الفهم الشخصي والاستنباط الذاتي .. وهنا يطل علينا هاجس البدعة ... فالفهم الذاتي قد يكون غير مسبوق والتفسير الشخصي قد يكون مجهولا عند السلف ... فهل هو ابتداع؟

من هنا قلنا إن الأقوال المستحدثة لا ينبغي أن تكون حديثة من كل وجه .. بل لا بد من شرط ضروري هو الاستناد إلى التأصيل والتقعيد السلفيين ...

نحن نفرق بين أقوال السلف ومنهجهم ..

يمكن الاختيار بين أقوال السلف أو الترجيح بينها بلا إشكال .. لكن تمكن الإضافة أيضا بشرط الالتزام بمنهجهم ...

وقد ضربت مثلا في الاجتهاد الفقهي .. ويحضرني الآن مثال أوضح:

هل يمكن استحداث تعبير لغوي لم تسمعه العرب؟

نعم .. بشرط ألا يكون خطأ ولحنا ...

تأمل هذه الجملة:

"أرقن الآن على مفاتيح الجهاز وأرفع المكتوب على الشبكة العنكبوتية" ...

هذه الجملة لم يسمعها السلف قطعا ... ومع ذلك فهي جملة عربية فصيحة مقبولة .. لأنها منظومة على قواعدهم ... فالخطأ ليس في قول ما لم يقولوه .. بل في قول ما يخرق قواعدهم .... وكذلك التفسير.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير