تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[((تنبيهات مهمة على رموز الشاطبية))]

ـ[الخزرجي]ــــــــ[22 - 02 - 08, 10:16 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فقد نبه العلامة أبوشامة رحمه الله تعالى في كتابه النفيس ((إبراز المعاني من حرز الأماني في القراءات السبع)) على أمور مهمة لايستغني عنها القارئ تتعلق باستعمال الشاطبي رحمه الله لرموز القراء في منظومته المعجزة، فلما رأيت هذه التنبيهات أستحسنت نقلها هنا لتعم الفائدة ولكني تصرفت بتوضيح الأمثلة وبعض العبارات الغامضة في كلام أبي شامة رحمه الله وبتسهيل العبارة وترتيب العناصر.

فإليكم هذه التنبيهات التي بينها عند شرحه لقول الناظم:

جعلتُ أبا جاد على كل قارئ ... دليلا على المنظوم أولا أولا

التنبيه الاول:

أن هذه الرموز لا يأتي بها مفردة بل في أوائل كلمات قد ضمنها معان صحيحة مفيدة فيما هو بصدده من ثناء على قراءة أو قارئ أو تعليل أو نحو ذلك، كقوله:

وبسمل بين السورتين بسنة ... رجال نموها درية وتحملا

ففي الباء من أول كلمة "بسنة" رمز لقالون، وفي الراء من " رجال " رمز للكسائي وفي النون من " نموها " رمز لعاصم وفي الدال من " درية " رمز لابن كثير.

ومع هذا فقد ضمن هذه الكلمات المبدوءة بالرموز معان حسنة وهي أن الرجال الذين بسملوا إنما بسملوا بسنة وهي ما رسمته الصحابة في بعض المصاحف وما نقل في بعض الآثار، وأن هؤلاء الرجال نموها أي أنهم نقلوها ورفعوها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته حال كونهم جمعوا بين الدراية والرواية التي عبر عنها بقوله:

" درية وتحملا"

وهذا مثال واحد من أمثلة تضمين الكلمات ذوات الرموز للمعاني المفيدة الدالة على براعة الشاطبي رحمه الله.

التنيه الثاني:

ونبه أيضا رحمه الله على أن الناظم قد يأتي بالرمز بعد الواو الفاصلة كقوله في فرش سورة يونس:

وكم صحبة يا كاف والخلف ياسر ... وهاصف رضىً حلوًاوتحت جنًى حلا

فالكاف من " وكم " رمز لابن عامر؛ لأن الواو فاصلة ليست من أصل الكلمة، أما إذا كانت ليست فاصلة وإنما من أصل الكلمة فلا يكون ما بعدها رمزا كما في قوله في باب هاء الكناية:

وعى نفر أرجئه بالهمز ساكنا ... وفي الهاء ضمٌّ لف دعواه حرملا

فالعين من " وعى " ليست رمزا لأن الواو فيها من أصل الكلمة و " وعى " هنا بمعنى حفظ.

التنبيه الثالث:

أن من المعلوم أن رمز نافع أولُ الرموز لأنه نظمه أولا فيكون رمزه الهمزة من حروف " أبجد " وهذه الهمزة مقطوعة إلا أن الناظم رحمه الله استعملها أحيانا موصولة وأحياناً أخرى مقطوعة.

فمن استعمالاته لها مقطوعة قوله في فرش سورة القيامة:

ورا برق افتح آمنا يذرون مع ... يحبون حق كف يمنى علا علا

فقد رمز لنافع بهمزة القطع في كلمة "آمنا".

ومن استعمالاته لها موصولة قوله في باب هاء الكناية:

له الرحب والزلزال خيرا يره بها ... وشرا يره حرفيه سكن ليسهلا

فقد رمز هنا بهمزة الوصل من " الرحب " لنافع.

واستعماله لهمز الوصل بدلا من القطع مشكل جدا؛ لأن همزة الوصل ساقطة لفظا فلم تعد بينة، وأيضا يلزم من فعله هذا الالباس في قوله في سورة الكهف:

وفي الهمز ياءٌ عنهمُ وصحابهم ... جزاء فنون وانصب الرفع واقبلاعلى حق السدين سداً صحاب حق الضم مفتوح ويايسين شد على

فقد يفهم من ألف "واقبلا" أنها رمز لنافع على أن الواو فاصلة كما مر معنا وهو ليس كذلك فلو تجنب استعمال همزة الوصل مكان القطع لكان أولى.

التنبيه الرابع:

أن الأصل أنه إذا اتفق راويا قارئ ما على قراءة ما فإنه يرمز لهما برمز مقرئهما فإذا اتفق مثلا قالون وورش على قراءة فإنه يرمز لهما بالهمزة التي هي رمز لأصلهما وهو نافع ولا يرمز لقالون بالباء ولا لورش بالجيم، ولكنه أحيانا يضطره الوزن لذلك فيستعمل رموز الرواة بدلا من استعمال رمز أصلهما كقوله في سورة الكهف:

ودع ميم خيرا منهما حكم ثابت ... وفي الوصل لكنا فمد له ملا

فاللام من "له " رمز لهشام والميم من " ملا " رمز لابن ذكوان وكلاهما يرويان عن ابن عامر فكان يكفيه أن يأتي بالكاف التي هي رمز لابن عامر ويستغني بها عن رموز رواته ولكن اضطره إتمام البيت إلى ذلك وترك الأصل.

التنبيه الخامس:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير