تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[نقط المصاحف بين الحقائق والأوهام]

ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[07 - 03 - 08, 11:32 ص]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد (ملحوظة هذا المقال من بحث كبير للكاتب كنت وضعته قديما في منتدى اللغة العربية في الملتقى فأحببت أن أضعه هنا إذ هذا هو المكان المناسب .. كما أود من الأخوة المشاركة والتعقيب للإفادة .. وجزى الله الجميع خيرا) من الدعاوى الغريبة والتي لا يؤيدها نقل صحيح ولا عقل نصيح، تلك التي ورثها كثير من العلماء القدامى والمحدثين، في موضوع نقط المصاحف .. فكثير منهم أو كلهم يقررون في كتبهم أن الكتابة العربية كانت أولاً من غير نقط على الحروف، وأن القرآن عندما أنزل ودون كتب كذلك من غير نقط .. وهذا الكلام للأسف أجده في موسوعات كبرى وأبحاث أكاديمية لأساتذة كبار من أهل التخصص في علوم القرآن والقراءات وتاريخ المصحف الشريف .. وهي عندما توضع على مائدة البحث العلمي الجاد تجدها تتناقل بالوراثة لا بالدراسة!! وكفي بها طامة. وفحوى هذه الدعوى .. أن وضع النقط منسوب لعدة أشخاص بعد ظهور الإسلام .. فمن قائل أن الحجاج بن يوسف الثقفي لما رأى اختلاف الناس في القرآن أمر الحسن البصري ويحيى بن يعمر فقاما بذلك .. ومن قائل: أن أول من نقط المصاحف أبو الأسود الدؤلي .. وبعضهم يقول: قام به نصر بن عاصم الليثي .. واعتمدوا جميعاً على ما رواه الداني في كتاب نقط المصاحف عن يحيى بن أبي كثير موقوفاً عليه أنه قال: " كان القرآن مجرداً في المصاحف فأول ما أحدثوا فيه النقط على - الباء والتاء والثاء- وقالوا لا بأس به هو نور له ".ومنه ما ذكره السيوطي أن الحرفين اللذين نقطا فقط عند كتابة المصحف الأول هما حرفي الشين والياء!! ولا أدري مثلكم أيها القراء الكرام السبب أو الحكمة في استثناء هذين الحرفين بالذات دون غيرهما!! كما وجدت بعض الشيوخ الأفاضل يعلل عدم نقط المصاحف في الكتبة الأولى في عهد النبوة، بأن العرب كانوا أذكياء فيعرفون الكلمة من غير نقط بمجرد وجودها في جملة!! وهو كما تري تعليل متعسف .. وبعيد .. ولا يبعث حتى على التعاطف معه .. - وأقول .. أن المسائل الشرعية الهامة كهذه، لا يقال فيها قيل كذا وقيل كذا .. وإنما روى فلان عن فلان، فالإسناد من الدين كما روى الإمام مسلم في مقدمة صحيحه عن التابعي الجليل والعالم المجاهد عبد الله بن المبارك .. وكلام يحيى بن أبي كثير رحمه الله – إذا صح السند إليه - ظاهره اجتهاد محض لأنه لم يسنده إلى صحابي معروف، وهو وإن كان عالم ثقة إلا أنه موسوم بالإرسال والتدليس كما عند علماء الجرح والتعديل (راجع تهذيب الكمال 3/ 1515 وتقريب التهذيب رقم 7632 والثقات لابن حبان 7/ 592 ونقل عن يحيى بن سعيد أنه قال: مرسلات يحيى بن أبي كثير شبه الريح) ورأيه أولاً وآخراً موقوف عليه. ولعله تمسك بظاهر ما جاء عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه بسند صحيح (رواه الطبراني في الكبير 9/ 412 وابن أبي شيبة في المصنف2/ 239) قال: " جردوا القرآن " .. فحمله على تجريد النقط!! إلا أن العلماء وعلى رأسهم الإمام البيهقي قال: والأبين أنه أراد لا تخلطوا به غيره من الكتب " كما نقله السيوطي في الإتقان وغيره. ولذلك أذكر ما رواه ابن أبي داود في كتاب المصاحف 1/ 477 بسند صحيح إلى هارون بن موسى أنه قال: أول من نقط المصاحف يحيى بن يعمر. وذكر هذا الأثر أبو عمرو الداني في كتاب النقط، كما أورده ابن حجر في التهذيب من ترجمة يحيى وكذلك الذهبي في سير النبلاء ومعرفة القراء الكبار. وعندي: أنه لا نكران في ثبوت هذا الخبر أو رده، فقد صح واشتهر .. وإنما الإشكال كما أراه في معنى النقط المنسوب ليحيى بن يعمر .. فهل هو: نقط الإعراب والشكل كالفتح والكسر والضم والتنوين .. الخ والتي رسمت أولاً بالنقط المدور ثم طورها الخليل إلى شكلها الحالي .. أم أن المقصود بالنقط هي تلك النقط الموضوعة على حروف المعجم والموجودة في خمسة عشر حرفاً هي: (الباء والتاء والثاء والجيم والخاء والذال والزاي والشين والضاد والظاء والغين والفاء والقاف والنون والياء) .. وهي المسماة في اصطلاح العلماء بحروف الإعجام .. هذا هو المطلوب تحديده للوصول إلى النتيجة الصحيحة والتي يطمئن لها الباحث في هذه المسألة .. ولكي نصل سوياً إلى هذه الحقيقة لابد من التفتيش عن الآثار الواردة في هذا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير