تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أكثر من أربعة ملايين نسمة من جنس الملايوي، إذ كان من بين المطالب التي قدمها (الحاج سولونج (عندما أعلن استقلال المنطقة باسم الشعب المسلم سنة 1947م، كان من بينها استخدام اللغة الملايوية لغة إدارة مشتركة مع اللغة التايلاندية جنبا إلى جنب، فاستعمال المسلمين اللغة الملايوية في هذه المناطق تعدّ نوعا من الكفاح من أجل الاستقلال، لأن هذا الاستعمال إظهار للرفض الصريح من الشعب المسلم لمحاولة هوية الإسلام دينا وحضارة للشعب الملايوي في جنوب تايلاند من قبل السلطة البوذية،إن الاقتران بين الملايوي والإسلام:- أي أن وجود الملايوي يدل بالضرورة على وجود الإسلام - جعل السلطة البوذية التي تسيطر على المنطقة تقوم بمنع استعمال اللغة الملايوية من قبل المسلمين، وحاولت محاولة حثيثة تعليم اللغة التايلاندية في المدارس بطريقة إجبارية منذ سنة 1909م

ثالثا: اللغة الملايوية لغة التعليم لدين الإسلام

من الراجح أن الإسلام الذي دخل إلى اندونيسيان وجنوب شرقي آسيا عامة في بداية عهده ذو نزعة صوفية بصورة أقوى، ويبدو أن الفقه والشريعة لم تجذب اهتمام الصوفيين بصورة واضحة، ومن الصوفيين الأوائل: (حمزة الفنسورى) الذي توفي سنة 1595م (شمس الدين) السومطراني المتوفى سنة 1630م

ثم تغير الوضع تدريجيا بظهور المجددين القائمين بالإصلاح منذ القرن الثامن عشر للميلاد، فقامت جماعة تلو جماعة وانتعشت روح الدعوة لتطبيق الشريعة المتأثرين بحركة الاصلاح في الجزيرة العربية ومصر زمن (محمد بن عبد الوهاب) (ت 1792م) و (جمال الدين الأفغاني) (ت 1897م) و (محمد عبده) (ت 1905م) وغيرهم

وللعلماء المحليين تأثير لا يستهان به في انعاش تطبيق الشريعة في أرجاء المنطقة، ومن العلماء الذين يجدر ذكرهم في هذه المقام "الشيخ داود بن عبد الله الفطاني " (ت 1845م) و "محمد بن عمر النووي الجاوي البنتني" (ت 1848م) فإن لهما مشاركة مباشرة في نشر التعاليم الفقهية بطريقة شرح المتون الفقهية أو بطريقة الترجمة أو التأليف، وفي هذه الحالات تحظى اللغة الملايوية باهتمام كبير بين اللغات الأخرى،.لأنها أداة للتعليم

فقد قام أحد الباحثين المجدين (مارتين فان برونيسين) بين سنتي 1987م-1988م، بجمع الكتب والمؤلفات التي كتبت باللغة العربية والملايوية والجاوية ولغات محلية أخرى التي تنتشر استعمالها في جنوب شرقي آسيا، فاستطاع أن يجمع أكثر من تسعمائة كتابا، وصرح أن 550 (خمسمائة وخمسين كتابا) من العدد المذكور من تأليف علماء محليين من اندونيسيا وماليزيا وفطاني، وتبين من ذلك أن أغلب تلك الكتب ألفت باللغة الملايوية، إذ بلغ عددا لهذا الصنف مائة وستة وستين كتابا من أصل العدد، وحظيت اللغة الجاوية في المرتبة الثانية إذ كتب بهذه اللغة مائة وسبعة وعشرين كتابا، وتحل اللغة العربية في المرتبة الثالثة، فهناك ستة وسبعون كتابا بالعربية ثم يأتي بعدها اللغة (السوندانية) بخمسة وثلاثين كتابا، ثم اللغة (المندورية) باثنين وعشرين كتابا، وهناك خمسة كتب فقط بلغة (أجيه)، ومن هذه الاحصائيات تتضح أن اللغة الملايوية تحظى باهتمام أكثر من اللغات الأخرى الموجودة في المنطقة عند المؤلفين المحليين، ويبرز من هذا الاحصاء أيضا أهمية اللغة الجاوية، لكثرة الكتب التي ألفت مستخدمة لهذه اللغة، ولا غرابة في هذا الوضع، لأن هذه اللغة هي لغة سكان (جزيرة جاوة) الوسطى والشرقية جميعا البالغي عددهم أكثر من ستين مليون نسمة، بل كانت أكثر استعمالا من اللغة الملايوية نفسها قبل أن تصبح الأخيرة اللغة.الرسمية للجمهورية الاندونيسية

وتبين من ذلك أيضا أن علماء (جاوه) يميلون الى استخدام اللغة العربية في التأليف بينما كان العلماء من خارج (جاوه) يفضلون اللغة الملايوية، وهذه النزعة تظهر في تأليف الكتب الفقهية دون كتب التفسير، لأن الواقع بين الحالتين يختلف: لأن كتب التفسير التي ألفت في العهد القديم معظمها باللغة العربية وأصبح التأليف بالملايوية هو المنتشر حاليا في هذا المجال، ومن النادر جدا التأليف باللغة العربية، وربما يرجع هذا إلى رسوخ اللغة الملايوية في اندونيسيا بعد الاستقلال سنة 1945م، وأصبحت هذه اللغة لغة الأم عند 175 مليون نسمة بعد أن كانت لغة.المثقفين أو رجال الدعوة والتجار

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير