تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

في زمن قبل الاستقلال

تصديقا لبيان ما مضى: فإن الشيخ داود بن عبد الله الفطاني (ت 1845م) مثلا وهو من خارج (جاوه) ومن جنوب تايلاند على وجه التحديد وهو من فطاني، فقد ألف أكثر من خمسة عشر كتابا في فنون مختلفة، علم التوحيد والفقه والحديث وعلم الفلك، والتصوف، ومعظم هذه الكتب وصلتنا، فكلها باللغة الملايوية بينما كان (الشيخ محمد بن عمر البنتني الجاوي) (ت 1897م) له أكثر من ثلاثة وعشرين كتابا بالملايوية إلا.واحدا منها، وبقيتها باللغة العربية

:وأما كتب التفسير فمعظمها ألفت بالملايوية وتفصيل ذلك ما يلي

لقد ظهر أول تفسير باللغة الملايوية في القرن السابع عشر باسم (الترجمان المستفيد) ألفه عبد الرؤوف (سينكل)، ثم ألف الشيخ النووي الجاوي (مراح لبيد لكشف معنى القرآن المجيد) في آخر القرن الثامن عشر باللغة العربية، ثم ظهرت بعدهما تفاسير أخرى كلها بالملايوية، منها (تفسير القرآن الكريم) لمحمود يونس (أنهى تأليفه سنة 1938م) و (تفسير الفرقان) لأحمد حسن ألفه سنة 1956م، وفي سنة 1960م، ظهر عمل كبير في تفسير القرآن كتبه (الحاج أمر الله كريم) في ثلاثين مجلدا، وللأستاذ حسبي الصديقي كتابان في التفسير، أولهما يدعى (.تفسير النور) ألفه سنة 1956م و (تفسير البيان) ألفه سنة 1971م

رابعا: الملايوية لغة المستقبل في دول جنوب شرقي آسيا

إن اللغة الملايوية ستحتل مكانة أقوى في المستقبل في المشاركة في بناء الحضارة الإسلامية في جنوب شرقي آسيا وبخاصة في (اندونيسيا و ماليزيا و بروناي) وستظل قوية في جنوب التايلاند (فطاني)، ولكنها تضمحلّ في سنغافورة وجنوب الفليلبين حيث استطاعت السلطة الحاكمة هناك استبدال لغة (تكالوك) باللغة الملايوية في الفليبين أو استبدال الانجليزية في سنغافورة، وإن لم توجد محاولات لبعثها من جديد في هاتين المنطقتين فانها ستصبح في طيّ النسيان، وقد التقيت طلبة مسلمين أتوا من جنوب الفيلبين وقالوا إن اجدادهم كانوا يتحدثون بالملايوية، فأما هؤلاء فإنهم لا يعرفون من لغة أجدادهم إلا كلمات معدودات، وهناك دوافع أخرى لاستخدام الملايوية غير الدوافع الدينية، فالعصبية الإقليمية والسياسية تشاركان في الاندفاع نحو استخدام هذه اللغة، فقد كان دافع الوحدة السياسية لشعوب اندونيسيا أحد الأسباب التي جعلت لملايوية لغة الدولة في اندونيسيا

وفي الآونة الأخيرة هناك محاولة لتصيير الملايوية لغة (منظمة دول جنوب شرقي آسيا) وعقدت في عاصمة ماليزيا (كوالالومبور) سنة 1977م، ولم تلق الدعوة تجاوبا إلا في سنة 1980م، في (يوم أدبي) الذي أقيم في (ايفوه) في (ماليزيا) أيضا، إذ قام مندوبان من الفليبين والتايلاند ليلقيا مقالتهما حول اللغة الملايوية كل على حدة، وصرّحا في المقال أنهما على استعداد تام لجعل الملايوية اللغة الأم لكل من البلدين، وقال مندوب الفليبين: إن الملايوية كانت أساسا في بناء لغة (تكالوك)، فليست هناك صعوبة في العودة إلى الأصل، وأما مندوب التايلاند فقد قال: إن اللغة اللايوية هي لغة أربعة ملايين لشعب التايلاند الجنوبية، والآن تدرّس هذه اللغة في أربع جامعات في التايلاند على الأقل

هذا مستقبل اللغة الملايوية من الناحية النظرية، وأما من ناحية الواقع الملموس فإنها ستظلّ هذه اللغة لترجمة التعاليم الإسلامية والافكار الإسلامية المتجددة، فهي همزة الوصل بين الدين الإسلامي وبين الملايين من الناس في جنوب شرقي آسيا، فقد ترجمت بهذه اللغة أمهات الكتب الإسلامية مثل (تفسير ابن كثير) و (كتاب الأم) للشافعي و (تفسير المنار) لرشيد رضا و (إحياء علوم الدين) و (تهافت الفلاسفة) للغزالي، وصحيحي البخاري ومسلم و (بداية المجتهد) لابن رشد و (في ظلال القرآن) لسيد قطب وعدد من كتبه الأخرى، وكتب أبي الأعلى المودودي ويوسف القرضاوي وعدد من كتبه الأخرى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير