ـ[عبدالعزيز المغربي]ــــــــ[27 - 08 - 05, 06:01 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم الزقاق،
وقد أحسنت بقولك:
و لقد لاحظت أنك أعربت "سد كُلا" بأن قلت كُلا حال من الضمير ولكن الذي يظهر عند تأمل معنى الكلام أنه ببساطة مفعول به منصوب علامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. هذا والله أعلم
تنقسم الأفعال إلى متعد (وهو ما اكتفى بفاعله واستغنى به عن المفعول) وإلى متعدي (وهو الذي لا يكتفي بالفاعل، بل يطلب المفعول وهو أقسام كثيرة فمنه التعدي إلى مفعول واحد وإلى اثنين و ثلاثة، وهو الحد)
فاللازم منها قولك: (مر أحمد) و (وقف علي) و (مات جرير)
ف: أحمد و علي و جرير في الأمثلة فاعل اكتفى به فعله،
فإذا قلنا (مر أحمد مسرعا) و (وقف علي صامدا) و (مات جرير ضاحكا)
تكون: مسرعا و صامدا و ضاحكا أحوال وليست مفعولا به، لأن هذه الأفعال لازمة تكتفي بالفاعل وتستغني عن المفعول
في حين إذا قلنا (ضَرب محمد عليا) و (أكل علي الخبز) و (قرأ الولد الدرس) فالأفعال: ضرب وأكل وقرأ متعدية و لا تكتفي بالفاعل بل تطلب مفعولا
ف: عليا و الخبز والدرس مفعول به
كذلك الشأن في (سد كلا) فالفعل (ساد) لازم غير متعد، فالمنصوب بعده لا يكون مفعولا به، لأن المفعول به عمدة، فاللائق به أن يكون حالا أو توكيدا أو مفعولا مطلقا ...
والله أعلم
ونعود إلى قولك:
و أدع الفرصة لغيري لإعراب الآية الكريمة و إلا أقدمت. إن شاء الله تعالى.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[28 - 08 - 05, 09:52 م]ـ
كذلك الشأن في (سد كلا) فالفعل (ساد) لازم غير متعد، فالمنصوب بعده لا يكون مفعولا به، لأن المفعول به عمدة، فاللائق به أن يكون حالا أو توكيدا أو مفعولا مطلقا ...
عفوا أخي عبد العزيز
في اللسان:
(وسادَ قومَه يَسُودُهم سيادَةً وسُوْدَداً وسَيْدُودَةً فهو سيِّدٌ وهم سادَةٌ)
فدل على أن فعل (ساد) يأتي متعديا.
لكنني أحسبه يأتي لازما أيضا، وعليه قول الشاعر – وهو حارثة بن بدر - وتمثل به سفيان بن عيينة:
خَلَتِ الديارُ فسُدْتُ غير مُسَوَّدِ ... ومن الشَّقاء تَفَرُّدِي بالسُّودَدِ
وقول الآخر – وقد أورده الزمخشري في القسطاس شاهدا للمتقارب -:
أفاد فجاد وساد فزاد ... وقاد وذاد وعاد فأفضلْ
فنحتاج إذن لمعرفة معنى التركيب المرادِ إعرابه، لأن الإعراب فرع معرفة المعنى كما لا يخفى.
والذي أراه – من غير جزم – أن قوله: (سُد كلا)، في مثل معنى قول القائل: (سد الجميعَ).
و (الجميع) مفعول به منصوب، فيكون (كلا) كذلك مفعولا به منصوبا.
لكنني لا أجد في فؤادي برد اليقين من هذا الذي ذكرتُه، وأحتاج إلى مزيد نظر.
فما رأيكم؟
ـ[الزقاق]ــــــــ[29 - 08 - 05, 01:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدي ومولاي محمد و على آله و صحبه الطيبين الأبرار
لقد سبقني أخي الفاضل بإيراد ما كنت أريد من تبيين كون فعل ساد من باب الأفعال المتعدية و إن أتى لازما في بعض الأحايين فلذا رجحت المفعولية في الذي يليه. فأسألالله أن يثيبه خير الثواب على ما فعل
...........
وللمداعبة
لقد أدبر الأخوان عن ساحة النحو ... و أضحى ممر الريح بالمسح و المحو
على أنه يحوي فوائد جمة ... يشد عليها المرؤ كفا إذ ا يحوي
و قد كان عهدي إن دعيتم إجبتمو فكونوا لنا دوما على ذلك النحو
..........
أما أعراب الآية بما أن الإخوة أحجموا غحجام عارف قد اتسهل السؤال فهو على ما بدالي والله أعلم.
و كان الله على كل شيء مقتدرا
و حرف عطف أو استئناف بحسب ما قبله.
كان فعل ماضي ناقص فقد في هذا السياق معنى المضي و دل على الاستدامة و استقرار المقصود.
الله لفظ الجلالة اسم كان مرفوع علامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره
على حرف جر
كلَّ مضاف جرور علامة جره الكسرة
شيء مضاف إليه مجرور علامة جره الكسرة
مقتدرا خبر كان منصوب علامة نصبه الفتحة في آخره
هذا ما بدالي والله أعلم
ـ[عبدالعزيز المغربي]ــــــــ[29 - 08 - 05, 12:18 م]ـ
أخي عصام، بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
وقد أجدتم بذكر البيت:
خَلَتِ الديارُ فسُدْتُ غير مُسَوَّدِ ... ومن الشَّقاء تَفَرُّدِي بالسُّودَدِ
فلي معه ذكرى في الذهن، لكني أحفظه كما يلي:
خَلَتِ الديارُ فسُدْتُ غير مُسَوَّدِ ... ومن البَلاَءِ تَفَرُّدِي بالسُّؤدَدِ
أما ما جاء في اللسان:
في اللسان:
(وسادَ قومَه يَسُودُهم سيادَةً وسُوْدَداً وسَيْدُودَةً فهو سيِّدٌ وهم سادَةٌ)
فدل على أن فعل (ساد) يأتي متعديا.
فقد يكون على نزع الخافض، وهو كثير في كلام العرب، وأصل الكلام (ساد في قومه) ودليل ذلك قول الشاعر:
وَما قَادَها لِلخَيرِ إِلّا مُجَرِّبٌ - عَليمٌ بِإِقبالِ الأُمورِ كَريمُها
إِذا سادَ فيها بَعدَ ذُلٍّ لَئيمُها - تَصَدّى لَهُ ذُلٌّ وَقُدَّ أَديمُها
وجزاكم الله خيرا على هذه الفوائد
مع التحية الطيبة
¥