تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تسمى هذه السورة سورة النبأ، لأن فيها الخبر العظيم الذي حير القوم، وهو خبر هذا الكتاب وهذا الدين، بل خبر يوم الدين، وهول البعث والنشور، فمحور السورة ((يدور حول إثبات عقيدة طالما أنكرها المشركون)) (1)، ومعظم مقصدها: ((ذكر القيامة، وخلق الأرض والسماء، و ... )) وكيفية النشر والبعث، وعذاب العاصين، وثواب المطيعين، وقيام الملائكة في القيامة مع المؤمنين ... )) (2) والسورة محكمة (3)، تبدأ بلفت الانتباه، وشده بقوة إلى أمر تصور الخلاف فيه والتساؤل حوله، لتربط القلوب بالمعاني التي فيها، وهو النبأ العظيم، وتدلف من هذه المقدمة القوية إلى إقامة الدلائل والبراهين على قدرته تعالى على البعث، وعددت الأدلة على ذلك من خلقه الليل والنهار، والسماء والأنهار، والحدائق والجبال، وتوزيعه الحركة والسكون، والحب والماء.

ثم تلتفت بعد إلى موقف الحشر ومشهد الحساب، إذ أفواج الناس تساق، وأبواب السماء تفتح، وكتل الجبال تسير، وهناك تقف جهنم، رصداً للكافر الفاجر، ومرجعاً للطاغي المتجبر، إذ لا طعام ولا شراب، ولا برد ولا راحة ولا ثلج صدر، إلا صديد أهل النار الذي يسيل من جلودهم، وهو جزاء موافق لعملهم وهو الشرك والكذب على الله تعالى. فأما المتقون فهم في فوزٍ عظيم، من الحور العين، المكتملات الأنوثة، المستويات السن، والخمر المطهرة الطيبة، وهذا من مثوبة الله وإحسانه لهم فذلك اليوم هو يوم الجزاء الأعظم، الذي تحشد له الملائكة جميع، ولا يسمع شفاعة شافع ولا اعتذار معتذر، إلا بإذن من الله تعالى وهو يوم يتحسر المشرك الكاذب ويتمنى أن لو كان تراباً لم يخلق أصلاً، أو رجع تراباً لم يحاسب على شئ.

فاللهم جنبنا هول هذا اليوم، وارزقنا جزاء الطائعين، وإحسانك يارب العالمين. وإلى السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم

?عم يتساءلون. عن النبأ العظيم. الذي هم فيه مختلفون ?

عم: مكونة من كلمتين.

1 - عن: حرف جرٍ.

2 ? ما استفهامية في محل جر.

(كتبت ما بغير ألف بعد حرف الجر، تفريقاً بينها وبين الموصولة والزائدة)

يتساءلون: فعل مضشارع مرفوع بثبوت النون و واو الجماعة فاعل.

والجملة من الفعل والفاعل لا محل لها من الإعراب. إبتدائية، والتقدير: (يتساءلون عن ماذا)؟

• الجار والمجرور هنا متعلق بـ (يتساءلون).

فالجار لا محل له من الإعراب لتعلقه بالفعل.

والجملة كلها لا محل لها من الإعراب إبتدائية.

والغرض من الاستفهام هنا: الزجر والاستنكار.

عن النبأ: جار ومجرور.

(متعلق بفعل هو: يتساءلون)، والتقدير: (يتساءلون عن النبأ).

قد يكون شبه الجملة هنا جواباً للاستفهام السابق.

وقد يكون سؤالاً آخر حذفت أداته، فيكون التقدير هنا:

عم يتساءلون. أعن النبأ العظيم يتساءلون؟

وفي هذه الحالة يكون موقع الجملة بدلاً من الجملة الأولى.

العظيم: صفة (نعت) مجرور.

الذي: اسم موصول في محل جر نعت النبأ.

(ملحوظة: قال العكبري: إن (الذي) يحتمل الجر، والرفع والنصب)

هم: ضمير مبنى في محل رفع مبتدأ.

فيه: جار ومجرور (متعلق بالمشتق: مختلفون).

مختلفون: خبر مرفوع بالواو.

(والجملة هنا لا محل لها من الإعراب صلة الموصول).

? كلا، سيعلمون. ثم كلا، سيعلمون?

كلا: حرف زجر

(ولا تكون هنا حرف جواب، لأن الجحواب عن الشئ لا يكون بالنفي)

سيعلمون: السين: حرف تنفيس (دلالة على المستقبل)

يعلمون: (راجع إعراب يتساءلون)

• وجملة (سيعلمون) لا محل لها من الإعراب استئنافية.

ثم كلا سيعلمون:

ثم: حرف عطف يدل على الترتيب مع التراخي.

• وهو هنا لا يدل على ذلك حقيقة لأن المتعاطفين واحد، وهو قرب علمهم، فهو يدل على تكرار الحدث في كل وقت، وهذا فرع على المعنى الأصلى: كأن التقدير:

(كلا سيعلمون ذلك الأمر في وقت، ثم في وقت بعده)

وجملة يعلمون هنا معطوفة على نظيرتها.

?ألم نجعل الأرض مهاداً. والجبال أوتاداً. وخلقناكم أزواجاً?

الهمزة: للاستفهام. حرف لا محل له من الإعراب.

ألم: أداة نفي في الماضي وجزم للمضارع.

والفعل المضارع بعدها هو مضارع شكلاً، وماض معنى وزمناً، أي أنه ماض جاء على صورة المضارع، لأن تقدير الجواب:

(بلى: قد جعل الأرض مهاداً)

نجعل: فعل مضارع مجزوم.

والفاعل مستتر (وجوباً) تقديره نحن.

الأرض: مفعول به أول منصوب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير