بل ليس على هذا القدر من التشديد فليس القول باتوقيف مما توجبه العقيدة ولا القول بالإصطلاح مما يشوش عليها. فليست مقولة التوقيف بسنية محضة بل من المعتزلة من ذهب إلى ذلك أضا كالجبائي مثلا كما ليست مقولة الإصطلاح باعتزالية محضة فهي قول الإمام الباقلاني مثلا من غير المعتزلة. وانظر ابن تيمة رحمه الله كيف قال طوائف من المعتزلة ولم يقل المعتزلة تعميما وتهريجا وكلامهه في الفتاوى أكثر علمية من اختصاره في مثل هذه الكلمات.وانظر أيضا كلام ابن جني في الخصائص فإنه فصل في الأمر وحاول اتخاذ موقف وسط ودفع التعارض بين القولين. ولا مانع كما ذهب إلى ذلك بعض العلماء إلى كون بعضها توقيفي وبعضها اصطلاحي وهو الأقرب إلى الصواب. وأما قوله تعالى وعلم آدم الأسماء كلها فمعناه المسميات التي تقع عليها هذه الأسماء بدليل قوله عزمن قائل بعدها" أنبئهم بأسمائهم " فهل هي أسماء الأسماء أم أسماء المسميات. وعلى هذا كثير من المفسرين. والله أعلم
أنت قلت هذا يا صالح أعلاه
وأنا قلت هذا أدناه
كيف لا تكون توقيفية والله جل جلاله يقول
ومن آياته اختلاف ألسنتكم
ثم أن الله تعالى أودع فيهن من الآلات للإنسان بهن بدل وغير وأمات وطور بقدرته جل ذكره
سبحانه وتعالى
والعوضي قال هذا أدناه
هذه المسألة حصل فيها خلط كثير، وتنوعت فيها الأقوال، وبعضها يُعلم فسادُه بمجرد تصوره.
والقول بأن جميع الكلمات والجمل والعبارات والتراكيب التي يستعملها الناس في كلامهم توقيفي، كلام واضح البطلان لا يُحتاج إلى برهان في رده؛ لأن الناس ما زالوا يستحدثون كثيرا من الاستعمالات والجمل، وأيضا يستحدثون الألفاظ في بعض الأحيان.
والقول بأن جميع ألفاظ اللغة ونحوها وصرفها وقواعدها تواضع واصطلاح بين الناس أيضا قول واضح البطلان عند تصوره؛ لأنه مبني على افتراض اجتماع جماعة من الحكماء يتفقون على هذا التواضع، وهذا افتراء من قائله، وادعاء لما لا يمكنه الوقوف عليه، ولو كان ذلك كذلك لنقل نقلا مشهورا، فإن الهمم والدواعي تتوفر على نقل مثل هذا، ولو حصل ذاك الأمر لتكرر في اللغات المختلفة، ولكثر نقله بين الأمم، فكيف لم ينقل مثلُ ذلك عن أمة واحدة من الأمم في جميع العالم، ولم يدعِ نقل ذلك أحد من أهل العلم في أي لغة من اللغات.
فالقول الصحيح الذي لا مفر من القول به أن بعض اللغة توقيفي وبعضها اصطلاحي، وبهذا المعنى فسر كثير من المفسرين قوله تعالى: {وعلم آدم الأسماء كلها}.
والله تعالى أعلم
(تنبيه)
ذكر غير واحد من أهل العلم أن الكلام في هذه المسألة لا يحصل علما، وإنما هو من الملح، وهذا فيه نظر؛ فإن هذه المسألة يُحتاج إليها في مناظرة المخالفين في العقيدة أحيانا.
فهذه ثلاثة أقوال لنا
كيف لا تكون توقيفية والله جل جلاله يقول
ومن آياته اختلاف ألسنتكم
ثم أن الله تعالى أودع فيهن من الآلات للإنسان بهن بدل وغير وأمات وطور بقدرته جل ذكره
سبحانه وتعالى
ولا مانع كما ذهب إلى ذلك بعض العلماء إلى كون بعضها توقيفي وبعضها اصطلاحي وهو الأقرب إلى الصواب
فالقول الصحيح الذي لا مفر من القول به أن بعض اللغة توقيفي وبعضها اصطلاحي،
فما الفرق بين الثلاثة أقوال هذه؟
هو قول واحد بارك الله فيك
مع أني لا أريد أن أريك ما في مقالتك من عوار
يبدو ياصالح أنك لا تعلم الفرق بين محصل الكلام وحاصل الكلام
وقولي يطلق عليه محصل الكلام
وهذا ما أردته لحكمة أردتها
أيكون علي تثيرب وتجهيل لي وقت أن اكتفيت بمحصل الكلام؟
هل طلب مني أن أضع لمحصلهِ حاصل فقلت لا أعلم؟
تاالله إن هذا منك لتعد عجول
سامحك الله
كان هناك واحدة
وهذه واحدة
ويبقى لك واحدة
طلبة العلم يجب أن يكون حسن الأدب أول مسعاهم لبنائه في صرح قلوبهم
وأنا لم أخطأ في حقك وقت قلت لك
يبدو أنك يا صالح أتيت في آخر السوق وكل أخذ بكيسه وزنيله
فقمت بما قمت به غير آبه بحقي عليك من النصيحة الحقة المحكمة الواضحة
الحمد لله على كل حال
ـ[سيدي صالح]ــــــــ[27 - 08 - 07, 04:57 ص]ـ
¥